أمةٌ لا تُهزَم
عبدالله شرف المهدي
لا يمكن هزيمة جماعة بُنيت وفق فلسفة التاريخ؛ لأَنَّ هذه الجماعة تحمل في جوفها وسلوكها وتفكيرها قيم ومنطق قدواتها من عظماء الإنسانية.
فالتاريخ ينتصر دومًا ضد اللا تاريخ، وقد انهزمت سلفًا الجماعة الغربية القائمة مبانيها وفق منطق “أمم بلا تاريخ”، على يد الجماعة الشرقية الإسلامية القائمة مبانيها وفق منطق “أمم لها تاريخ”.
إن الأُمَّــة التي أُقيمت مبانيها على أن يَشعر أفرادها بالارتباط المصيري في محرك التاريخ، سيستلهم أفرادها قيم التاريخ، ويتعلم أبناؤها الصبر والإباء والزكاء والعزة والحكمة والبداية والنهاية والشجاعة والتضحية، ويمضي أبنائها بهذه الصفات العظيمة وفق مشروع تكاملي ذو أبعاد أخلاقية وكونية وإلهية ونفسية وعقلية واجتماعية وسياسية واقتصادية ومدنية، ومثل هذه الأُمَّــة ستنتصر في معترك الميادين؛ لأَنَّ جماعاتها الثورية جزء لا يتجزأ منها في أفكارها ومشاعرها وتحَرّكاتها ونضالها..
وهذا المنطق المتماسك لا تجده في المجتمعات والحركات العلمانية الرأسمالية القائمة على المفاهيم “الداروينية الفرويدية العدمية العبثية المادية” التي أسقطت الإنسان واستحقرته وأفقدتهُ كُـلّ ما فيه، وانبثق منها الشر والدمار.
وكيف للمجتمع الإسلامي أن يُهزم ومنطق فلسفتهِ التاريخي يقول: [إذا حاصرتمونا اقتصاديًّا فنحن أبناء رمضان، وَإذَا عسكريًّا فنحن أبناء عاشوراء]!
إن مجتمعاً يحمل مثل هذه الثقافة القوية لن يُهزم، والحركات الثورية الإسلامية المنبثقة منهُ حُتم لها النصر قبل أن تبدأ المعركة، والعاقبة للمتقين.