رسالة إلى الساقطين في مستنقع العمالة
حسن محمد طه *
إلى من سلبهم الله الرشد والحكمة في أفعالهم وأقوالهم ومواقفهم.
إلى من زرعت الحزبية في قلوبهم نيران الحقد والكراهية.
إلى من يسيل لعابهم وراء مال الخيانة والارتزاق المدنس فتاهت عقولهم حتى ارتموا في أحضان أعداء الأُمَّــة.
إلى من تركوا ضمائرهم وأفئدتَهم تتغذَّى على أحقاد الانتماءات والولاءات الخارجية وتستقي من كؤوس التآمُرِ على شعوبهم وأوطانهم.
إلى من أعمت العصبيةُ المذهبيةُ أبصارَهم فلا يستطيعون التمييزَ بين الحَقِّ والباطل.
إلى حُرَّاسِ وخُدَّامِ السعوديّة والإمارات والمتسترين على استباحة سقطرى وسرقة ونهب غاز بلحاف ونفط حضرموت ومأرب.
إلى أصوات النشاز التي لم تكف لحظة عن المطالبة بإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة وتشديد الحصار على أكثر من عشرين مليون يمني.
إلى من يجاهرون بزغاريدهم فرحًا بقصف الميناء والمطار ومنشآت الكهرباء بطائرات العدوان الصهيوأمريكي.
إلى من أغمضوا عيونهم عن وحشية وإجرام الكيان الصهيوني الغاصب بحق أهلنا في فلسطين ولبنان كُـلّ ساعة لأكثرَ من 15 شهرًا فصارت تلك المجازرُ مألوفةً لديهم فلم تتحَرّك ضمائرهم حتى للحظة واحدة من آلاف المجازر التي عرضتها شاشات الإعلام وضحاياها من الأطفال والنساء بمئات الآلاف.
إلى من ينتظرون ساعة القضاء والتخلص من إخوانهم في الدين والعروبة الرافضين للمشاريع الاستعمارية والمدافعين عن مقدسات الأُمَّــة وأرضهم الموروثة من آبائهم واجدادهم بأرواحهم ودمائهم الزكية.
إلى المتسببين بالقتل والحصار والآلام والدمار لليمن واليمنيين لعشر سنوات نفذتها عمدًا وعدوانًا 17 دولة متحالفة؛ مِن أجلِ تركيع وإذلال أحرار اليمن ولكنهم خسروا رهانهم وبفضل الله فشلت كُـلّ مخطّطاتهم أمام صمود الأحرار وتضحياتهم وبسالة جيشنا المجاهد واصطفاف القبيلة وكل الشعب حول قائد الثورة صادق الوعد وسيد القول والفعل.
إلى من أصابهم اليأس بعد أن عجزوا عن تحقيق أهداف العدوان الاستعمارية في بلدنا اليمن ولم تشبع غريزتهم الوحشية من سفك الدم اليمني الطاهر فهرعت نفوسهم المدمنة على سفك الدم البريء وتمتعت أنظارهم بمشاهد السيول من الدماء المسفوكة ظلمًا وعدوانا في غزة ولبنان؛ لتبعث في تلك الأرواح النتنة والأصوات النشاز والأقلام المأجورة الحياة من جديد للتحريض على تدمير صنعاء والمحافظات الحرة بأسلحة الصهيوني والأمريكي.
إلى من يتربصون كالكلاب المسعورة وسلطوا أعينهم وأصواتهم وكل تحَرّكاتهم المؤيدة للعدوان.
وبكل دناءة وحقارة يترجون عدونا الصهيوني والأمريكي لسرعة تنفيذ (مخطّطاته) والبدء بعدوان أكبر مما سبق ضد صنعاء وبقية المحافظات؛ مِن أجلِ قتل وهلاك وزوال إخوانهم وأبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ اشباع غرائزهم الشيطانية.
إلى الشامتين باستشهاد قادة الكرامة والإنسانية والجهاد الذين تقدموا صفوف المعركة وضحوا بأرواحهم لحماية الأُمَّــة من دنس اليهود الغاصبين.
إلى أُولئك جميعًا من الضروري أن تدركوا واقعكم المتلخِّص بالآتي:-
أيها الحمقى أنتم جعلتم من أنفسكم العدة والعتادَ والسلاحَ والدعم والسند والمدد والجيش الفعلي الذي يقاتل به العدوّ الصهيوني والأمريكي والبريطاني.
وصرتم بعمالتكم الطائرات والقنابل والصواريخ وكل الأسلحة التي يحرقُ ويدمّـر المدن وَيقتل بها إخوانَكم في مختلف الدول التي ترفض الخنوع والاستسلام والذل والاستعباد.
فوالله لولا وقوفُكم ضد إخوانكم ومساندتُكم للعدو الصهيوأمريكي لما كان له أن يتجرَّأَ على تدمير منزل واحد ولا يتمادى بقتل الأطفال والنساء في أية أرض عربية.
ولولاكم لما استطاع الحصول على أية معلومة ولا يحقّق أي منجز.
لقد جعل منكم العدوُّ القوةَ الحقيقية الفاعلة والمؤثرة التي يقاتلنا بها.
هذه هي الحقيقة مهما حاولتم تقديمَ المبرّرات ونشر الشائعات والتضليل والتشويه والتحريض على (الأحرار المجاهدين المقاومين) من تصفونهم بأعدائكم وهم في الحقيقة إخوانكم.
ولكنكم انقلبتم على دين ِالله ومنهجِ الإيمان فتوليتم وأحببتم الذين أمركم الله بمعاداتهم.
وعاديتم إخوانكم في الدين والنسب.
فلا أسوأَ ولا أقبحَ مما أنتم فيه من سقوط.
ويا لها من خسارةٍ في الدنيا وخزي في الآخرة.
والله المستعان.
* عضو مجلس الشورى