أبرز المشاهد لمسلسل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي الصهيوني على قطاع غزة في يومها الـ449

المسيرة | متابعة خَاصَّة

يواصلُ جيشُ الاحتلال الصهيوني لليوم الـ 449، مسلسلَ حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لقطاع غزة، مستهدفًا مختلفَ أنحاء القطاع المنكوب، عبرَ القصف الجوي والمدفعي، لترتفع الحصيلة إلى 45484 شهيدًا و108090 مصابًا.

في تفاصيل المشهد؛ وفي جريمةٍ جديدةٍ تضاف إلى سجل الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، تعرض مستشفى الشهيد “كمال عدوان”، لقصفٍ مروِّع؛ ما أَدَّى إلى استشهاد وجرح العشرات من المدنيين، بينهم مرضى وأطباء ومسعفون، وقبله تعرض المستشفى “الإندونيسي” لذات السيناريو؛ ما يشكل هذا الهجوم انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية التي تحظر استهداف المنشآت الصحية والمدنيين في النزاعات المسلحة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45،484 شهيدا و108،090 مصابًا، منذ الـ 7 من أُكتوبر 2023م.

وأوضحت الوزارةُ في تقريرها الإحصائي اليومي لعددِ الشهداء والجرحى بأن الاحتلال ارتكب مجزرتَينِ ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل منها إلى المستشفيات 48 شهيدًا و52 إصابةً، مشيرةً إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكّن من الوصول إلى الضحايا ممن هم تحت الركام وفي الطرقات، والذين يُقدَّرُ عددُهم بالآلاف.

 

الصحة بغزة: الاحتلال يعتقلُ مدير “كمال عدوان” وأفرادًا من الطاقم الطبي

في السياق؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، أن الجيش الإسرائيلي احتجز مدير مستشفى “كمال عدوان” شمالي القطاع وأفرادًا من طاقمه، واقتادهم إلى التحقيق.

وقالت الوزارة في بيان: إن “قواتِ الاحتلال تقتادُ العشراتِ من طواقم مستشفى كمال عدوان، بما في ذلك مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية إلى مركز للتحقيق”، وذلك غداة تأكيد الجيش بدء عملية عسكرية في محيطه، وأكّـدت منظمة الصحة العالمية الجمعة، أن “هذه العملية أَدَّت إلى خروج المستشفى عن الخدمة، وهو آخر مرفق صحي رئيسي في شمال القطاع”.

بدورها، قالت منظمةُ الصحة العالمية: إنّ “العمليةَ العسكريةَ التي شنّتها “إسرائيلُ” ضدّ حركة حماس قُـــرْبَ مستشفى كمال عدوان أَدَّت إلى خروج آخر مرفِقٍ صحي رئيسي شمالي القطاع عن الخدمة”.

وأضافت المنظمة الدولية في بيانٍ لها، أنّ “التقارير الأولية تشير إلى أنّ بعض الأقسام الرئيسية احترقت ودمّـرت بشدّة خلال الغارة”.

يُشار إلى أن مصادر طبية فلسطينية، أفادت السبت، بأن “عددًا من الكوادر الطبية في “مستشفى كمال عدوان”، استشهدوا حرقًا بالنيران التي أشعلتها قوات الاحتلال في المستشفى، نتيجة امتداد النيران لأقسام واسعة منه”.

ولفتت المصادر إلى أن قوات الاحتلال احتجزت نحو 350 شخصًا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر و75 من المرضى ومرافقيهم، وأمهلتهم بعض الوقت للخروج إلى الساحة، وأجبرت المحتجزين على خلع ملابسهم واقتادهم إلى جهة مجهولة.

 

الاحتلال يعتقل مدير الدفاع المدني في محافظة شمال قطاع غزة:

في الإطار؛ أفاد الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، باعتقال الاحتلال الإسرائيلي “أحمد حسن الكحلوت” مدير الدفاع المدني في محافظة الشمال؛ استمرارًا في نهجه التدميري لمنظومة العمل الإنساني والإغاثي في المحافظة.

وقال الدفاعُ المدني في تصريح صحفي، السبت: إن “اعتقال الاحتلال للزميل الكحلوت يأتي بعد أن أوقف كليًّا عمل الدفاع المدني في محافظة الشمال في الثاني والعشرين من أُكتوبر الماضي”، مُضيفًا، أن “جيشَ الاحتلال كان قد اعتقل 22 من العاملين في الدفاع المدني بمحافظتَي غزة والشمال، ولم يُعلم حتى الآن مصيرهم”.

يُشار إلى أن مناطقَ شمال القطاع تتعرَّضُ منذ الخامس من أُكتوبر الماضي لعدوان إسرائيلي وحصار مشدَّد، حَيثُ تمنَعُ إدخَالَ المساعدات الإنسانية للمحاصرين هناك، كما ترتكبُ جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين.

وفي أحدث الإحصائيات، فإن الدفاع المدني فقد 89 عنصرًا من طواقمه، فيما أُصيب أكثر من 300 آخرين، بينما تم اعتقال 22 عنصرًا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، كما دمّـرت أكثر من 40 مركبة إطفاء وإنقاذ بشكل كامل من أصل 72 مركبة.

 

آلاف النازحين مهدّدون بالموت بعد اهتراء خيامهم؛ بسَببِ البرد:

وفي السياق؛ أكّـد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن “الاحتلال يتسبَّب بأزمةٍ إنسانيةٍ مأساويةٍ تُهدّد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110،000 خيمة تزامنًا مع موجات الصقيع الشديدة”، مطالبًا بتوفير الاحتياجات الأَسَاسية فورًا.

وأوضح في تصريحٍ صحفي، السبت، بأن الأزمة المأساوية تُهدّد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 81 % من خيامهم بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وموجات الصقيع الشديدة، حَيثُ يعيش النازحون ظروفًا قاسيةً تسببت خلال الأيّام الماضية بوفاة خمس حالات؛ بسَببِ شدة البرد.

وَأَضَـافَ، أنَّ “هذا الوضع الإنساني الكارثي هو نتيجة مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الذي دمّـر مئات آلاف المنازل لهؤلاء المواطنين بشكل كامل؛ ما دفعهم للجوء إلى العيش في خيام تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة”.

وأدان المكتب الإعلامي بأشد العبارات “هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء محمِّلًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وكذلك الإدارة الأمريكية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية”.

يُذْكَرُ أن نحوَ مليونَي نازح يعيشون منذ أكثَرَ من سنة كاملة في خيامٍ مصنوعةٍ من القماش بعد تدمير منازلهم، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزّمن والظّروف الجوية.

وعليه؛ فما يجري اليوم في قطاع غزة، هو عمليةُ إبادة وتطهير عرقي تستهدف القضاء الإنسان الفلسطيني وعلى كُـلّ مقومات الحياة في القطاع، والمجتمعُ الدولي مطالَبٌ بالتحَرّك الفوري لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم الدعم الفوري للمدنيين في غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com