11 خرقًا جديدًا للعدو الإسرائيلي لاتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
المسيرة | متابعة خَاصَّة
ارتكب جيشُ الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ24 الساعة الماضية، 11 خرقًا جديدًا لاتّفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ليرتفع إجمالي خروقاته منذ بدء سريان الاتّفاق قبل 33 يومًا إلى 330 خرقًا.
ومع دخول هُدنة الـ60 يومًا بين لبنان والعدوّ الصهيوني شهرها الثاني، تتراكم المخاوف من الوصول إلى نقطة انهيار اتّفاق وقف إطلاق النار، في ضوء ما يقوم به جيش العدوّ في قرى الحافة الحدودية، وبعض المناطق البعيدة لعدة كيلومترات داخل الجنوب، من خطوات ترافقت مع بداية الكلام عن حتمية كسر المقاومة صمتها بعد انقضاء المهلة في حال قرّر العدوّ المُضي في اعتداءاته.
ويرى خبراء عسكريون أنهُ بات من الواضح أن العدوّ يسعى لاستغلال كُـلّ دقيقةٍ في الهدنة لتظهير رجحان الكفة العسكرية لصالحه، من خلال توسيع توغلات قواته داخل الأراضي اللبنانية، والتي كان آخرها، أمس الأول، ودخول “وادي الحجير”، الذي يبعد 8 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين، ومن خلال استمرار احتلاله لأكثر من 60 بلدة جنوبية فضلًا، عن توسيع مسرح عملياته الهجومية حتى البقاع، والتلويح بالاستعداد لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان وهو ما عجز عن تحقيقه خلال الحرب.
مع ذلك، يؤكّـد الخبراء أن المقاومة التي لا تزال تضبط التزامها بالاتّفاق، قد بدأت بتوجيه رسائل إلى من يهمّه الأمر بأنها لن تتأخر عن تنفيذ ما ينص الاتّفاق عليه بما يتعلق بحق لبنان بالدفاع عن نفسه، إذَا ما عجزت الجهات الموجودة في الجنوب عن ردّ “إسرائيل” وإرغامها على التوقف عن اعتداءاتها.
وفي تفاصيل الخروقات؛ أعلن الجيش اللبناني توغل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ببلدتي “القنطرة والطيبة” في قضاء “مرجعيون” جنوبي البلاد، حَيثُ أقدمت على حرق عدد من المنازل هناك، في خرق جديد لوقف إطلاق النار.
وقال الجيش في بيانٍ له، الأحد: إنهُ “في سياق خروقات العدوّ الإسرائيلي المتمادية لاتّفاق وقف إطلاق النار واعتداءاته على سيادة لبنان ومواطنيه، توغلت قوات معادية اليوم في القنطرة والطيبة، وأقدمت على حرق عدد من المنازل هناك”.
وَأَضَـافَ أن “دوريةً مشتركةً من الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقَّتة في لبنان (يونيفيل) توجّـهت إلى موقع التوغل؛ لمتابعة الوضع، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتّفاق وقف إطلاق النار”، موضحًا، أن “القوات المعادية بدأت الانسحاب من المنطقتين، فيما يعمل الجيش على فتح طرق كان العدوّ الإسرائيلي قد أغلقها هناك”.
وشملت الخروقاتُ أَيْـضًا توغُّلًا إسرائيليًّا في بلدتَين، ونسف وحرق منازل، وإغلاق طرق، وإطلاق نار من أسلحة رشاشة، وتخريب وسرقة محتويات من ميناء للصيادين، وفي قضاء “مرجعيون” نسف الجيش الإسرائيلي منازل في بلدة “كفر كلا”، كما نسف منازل سكنية بمنطقة تقع بين بلدتي “مركبا ورُب ثلاثين”.
وتوغلت قواتٌ إسرائيلية في بلدتَـي “القنطرة والطيبة”، وأقدمت على حرق عدد من المنازل هناك، فضلًا عن إغلاق طرق وتمشيط محيط البلدتين بالأسلحة الرشاشة، وفي قضاء “بنت جبيل” نسف الاحتلال منازل سكنية في بلدة “يارون” الحدودية.
وبالعودة إلى انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من وادي الحجير، في اليوم التالي، سيّرت قوة من الجيش اللبناني دوريات على طول الطريق من “الحجير حتى وادي السلوقي” صعودًا حتى بلدتي “القنطرة وعدشيت القصير”، وهدفت الدوريات بحسب مصادر مواكبة إلى “التثبت من انسحاب جنود العدوّ من كُـلّ أرجاء المواقع التي توغلوا إليها فجر الخميس الماضي وإعادة فتح الطرقات الفرعية التي أقفلوها بالسواتر الترابية”.
لكنّ الهدف الرئيسي كان “الكشف على مخلّفات التوغل في حال كان الجنود زرعوا تجهيزات أَو فخّخوا منشآت للمقاومة”، علمًا أن عشرات الجنود الإسرائيليين انتشروا في أنحاء مختلفة وعملوا لأكثر من عشر ساعات، وبعيد انسحابهم، فجّروا عن بعد منشأة عسكرية للمقاومة، ولا تستبعد المصادر أن تكرّر قوات الاحتلال توغلها في الوادي الذي يُعتبر أحد المعاقل العسكرية للمقاومة.
التوغل الإسرائيلي إلى “الحجير”، هو الأول منذ عدوان يونيو 2006م، وقد شكّل لدى البعض “بروفا” للتمادي المتوقّع في الفترة المقبلة في ظل إعلان العدوّ بأنه سيمدّد بقاءه في جنوب لبنان؛ إذ دخلت قوتان معاديتان من محورين، الأول محور مشروع “الطيبة باتّجاه عدشيت القصير والقنطرة نزولًا إلى الحجير، والثاني من طلوسة باتّجاه السلوقي”.
ولم تجد قوات الاحتلال طوال فترة مكوثها في الوادي أي ردة فعل من الجيش اللبناني و”اليونيفل” باستثناء مروحة اتصالات وبيانات احتجاج، وعلى غرار الجدول اليومي، نفّذ العدوّ تفجيرات في “الناقورة والبستان ويارون وكفر كلا” وسُجل قصف مدفعي على “يارون وعيتا الشعب”.
إلى ذلك، تمكّن الصليب الأحمر اللبناني، وبعد محاولات عدة، من الوصول إلى منزل سيدة لبنانية “نجوى غشام” في بلدة “يارون” بالقرب من “بنت جبيل”، وهي التي رفضت مغادرة بلدتها منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل عام ونصف.
ووفقًا للمصادر، فَــإنَّ المسعفين وجدوها جثة هامدة، وتبيّن بعد الكشف عليها، أنها توفيت قتلًا، وأنها أُصيبت بطلقات نارية، علمًا أن السيدة “غشام”، كانت لا تزال حية بعد عودة الأهالي إلى “يارون” في يوم وقف إطلاق النار قبل شهر تمامًا، ويُرجّح مراقبون أن استشهادها كان على أيدي جنود الاحتلال الذين توغّلوا في البلدة منذ ذلك الحين.
ومنذ توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل” في 27 نوفمبر الماضي، تم تسجيل 319 خرقًا من قبل قوات العدوّ الإسرائيلي؛ ما أسفر عن استشهاد 32 شخصًا وإصابة 38 آخرين.
وينص الاتّفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يومًا، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب ليكون القوة الوحيدة المخولة بحمل السلاح في تلك المنطقة.
وأدى العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى ارتقاء 4063 شهيدًا و16 ألفًا و663 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو 1.4 مليون شخص.