المقاومة في غزة تكبّد العدوَّ خسائرَ في الشمال.. والأخير يواصلُ مسلسلَ حرب الإبادة وارتكاب المجازر

المسيرة | متابعة خَاصَّة
يثبت أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية شماليَّ قطاع غزة للعدو ولغيره، أن الإبادةَ ونَسْفَ البيوت والتهجير وتدمير المستشفيات لا تُنهِي فعلَهم، بل تجعلُهم أقوى؛ وسط غياب كُـلّ الأنظمة والشرائع الإنسانية إزاء الجريمة الصهيونية الكبرى التي لا تزال ترتكب منذ 451 يومًا.
في التفاصيل؛ أكّـدت وسائل إعلام العدوّ، أن “هيئة المطارات في إسرائيل سجلت خسارة تشغيلية بلغت 105 ملايين شيكل في الأشهر التسعة الأولى من العام 2024م؛ بسَببِ تقلص نشاط شركات الطيران الأجنبية وانخفاض عدد المسافرين عبر مطار بن غوريون”.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الاثنين، أنها وجَّهت خلال اليومين الماضيين ضربة صاروخية تجاه مدينتي القدس و”تل أبيب” و”سديروت” ومستوطنات “غلاف غزة”، “ردًّا على جرائم العدوّ الصهيوني بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني واقتحام المسجد الأقصى المبارك”.
ونشرت السرايا مشاهد من استهداف مجاهديها آليات الاحتلال وجنوده المتوغلين في موقع الإدارة المدنية بمخيم جباليا، والسيطرة على طائرات استطلاعية أثناء تنفيذها مهام استخبارية في مدينة غزة.
بدورها، استهدفت قوات “الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية”، الاثنين، بقذائف الهاون تجمّعًا لجنود الاحتلال وآلياته عند محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح، وأعلنت كتائب “شهداء الأقصى” أَيْـضًا استهداف مقر قيادة وسيطرة يتبع للاحتلال في محور “نتساريم” بصواريخ الــ”107″.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكّـدت بعد ظهر السبت الفائت، أنّ صفّارات الإنذار دوّت في عشرات المستوطنات الواقعة غربي القدس المحتلّة، وأفَادت بسماع دويّ انفجار كبير في وسط فلسطين المحتلّة.
من جهتها؛ أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، الاثنين، الإجهاز على 5 جنود من مسافة صفر وتدمّـر ناقلة جند “إسرائيلية” في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وقالت القسام في بلاغ عسكري: “في عملية مركبة.. تمكّن مجاهدو القسام من اقتحام نقطة عسكرية مستحدثة أقامها جيش الاحتلال في مخيم جباليا شمال القطاع وأجهزوا من النقطة صفر على 5 من الجنود، وأحرقوا دبابة “مركفاه” صهيونية وطاقمها، واستهدفوا جيب عسكريًّا بداخله عدد من الجنود بالقنابل اليدوية وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.
وفي ظل تكتم شديد، أكّـد إعلام العدو مصرع جنديين وإصابة آخرين بقذيفة مضادة للدروع في بيت حانون شمال قطاع غزة، مُشيرًا إلى أن جنديًّا إسرائيليًّا قُتل وأُصيب 7 آخرين بجروح خطيرة جراء حدث أمني في قطاع غزة.
في سياق متصل، قال المقدم في الاحتياط والخبير بالشؤون العربية الون ابيتار لـ “القناة 12”: إنّ “هذه العمليات مقابل مجموعات حرب العصابات في قطاع غزة، للأسف تكلف أثمانًا في الأرواح. وأنا لا أعتقدُ أن هذا سيتغيَّرُ في الفترة القريبة القادمة، سواء من الناحية العسكرية أَو العمليات التكتيكية”.
وَأَضَـافَ أنّ الأمر الأهم هو أن تحدّد “إسرائيل للجيش الإسرائيلي ما هو الهدف وهي لم تفعل هذا حتى الآن. الهدف هو ليس على المدى اليومي وإنما بعيد الأمد، وعندما لا يكون هناك هدف، هذا ما ينتظرنا في الفترة القريبة المقبلة”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن قبل ساعات مقتل جندي في معارك شمالي قطاع غزة، وأُصيب جندي بجروح خطيرة في حدث آخر شمال غزة، اعترف بمصرع أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح شمالي القطاع، مُشيرًا إلى أن أحد المصابين ضابط وأن إصابته خطرة، وبذلك يرتفع عدد قتلاه إلى 40 جنديًّا خلال العملية الأخيرة بمخيم “جباليا”.

مفاوضاتُ وقف إطلاق النار: العدوُّ يراوغ
وفيما يتعلق بالمسار التفاوضي لوقف إطلاق النار، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” “أسامة حمدان”: إن “الحركة تحلّت بأقصى قدر من المرونة في مفاوضات تبادل الأسرى”، مُشيرًا إلى أن العدوّ ينقلب في كُـلّ محطة من محطات التفاوض على ما يتم الاتّفاق عليه، ويرفض الانسحاب الكامل من القطاع.
تزامن ذلك مع زعم صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مسؤولين أن “مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مُستمرّة وبقيت بعض الفجوات”، مشيرة إلى أن “جميع الأطراف تحاول التوصل إلى تفاهمات قبل تسلم ترامب مهام منصبه”، وهذا ما نفاه مكتب رئيس وزراء الكيان السفاح “نتنياهو” بالأمس.
الصحيفة قالت: إن “فريق المفاوضات متفائل بحذر إزاء الصفقة ويقول إن هناك تقدمًا”، مشيرة إلى أن “عدم الخوض في تفاصيل اليوم التالي في قطاع غزة سيعيدنا إلى السادس من أُكتوبر”.
وذكرت نقلًا عن المسؤولين دعم الكيان “التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل أَو جزئي بشكل فوري”، مضيفة أنه “إذا لم نتخذ قرارات بشأن غزة فَــإنَّنا نقوض إنجازات الحرب ولا نسقط حماس”، حسب تعبير المسؤولين الصهاينة، الذين أكّـدوا أن “حماس لا تزال قادرة على حكم قطاع غزة”.
بدورها، إذاعة جيش الاحتلال نقلت عن مصادر أنه “لا يمكن القول إن مفاوضات صفقة التبادل مجمدة لكن لا تطورات جديدة حتى الآن”، لافتة إلى أن “الجيش يحاول الضغط عسكريًّا على حماس لإبرام صفقة رغم فشل هذه السياسة خلال الأشهر الماضية”.

تطورات حرب الإبادة في اليوم الـ451 العدوان:
فيما يتعلق بتطورات العدوان، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بارتفاع عدد الوفيات بين النازحين في القطاع؛ بسَببِ موجات الصقيع إلى 7 مواطنين، وقال: إن “عدد الوفيات مُرشح للزيادة؛ بسَببِ الظروف المأساوية في القطاع المحاصر”.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الاثنين، الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في مناطق عديدة من القطاع، خَاصَّة في دير البلح جنوبي القطاع، حَيثُ أظهرت تلك المقاطع خيامًا مهترئة غرق عددٌ منها جراء تساقط الأمطار الغزيرة والرياح منذ فجر الاثنين.
يأتي ذلك في وقت كثّـف فيه جيش الاحتلال هجماته على مستشفيات القطاع، واعتقل 4 مرضى أحدهم حالته خطرة، أثناء نقلهم من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، كما أصدر أمرًا بإخلاء بيت حانون.
وأكّـدت وسائل إعلام عبرية أنه “من المتوقع توسيع العمليات العسكرية كتلك التي جرت في مستشفى كمال عدوان وبيت حانون شمالي قطاع غزة”.
مدير منظمة الصحة العالمية بدوره، أعلن أن “المستشفيات في غزة أصبحت مرة أُخرى ساحاتِ معارك والنظام الصحي تحت تهديد شديد”، مُشيرًا إلى أن “مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية في مكانٍ غير معروف، ونطالب بالإفراج عنه”، وَأَضَـافَ “نحث إسرائيل على احترام الاحتياجات الصحية للمرضى الذين احتجزتهم في غزة”.
في الإطار؛ أعلنت بلدية غزة أن “النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية؛ بسَببِ المطر والعواصف، ولا توجد إمْكَانيات كافية لمساعدتهم”.
وأضافت أن “مدينة غزة تشهدُ منخفضًا جويًّا شديدًا يحمل أمطارًا وعواصف تشكل خطرًا على خيام النازحين”، مشيرةً إلى أن “عمليات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي معقدة؛ بسَببِ الأضرار الهائلة في شبكات الصرف الصحي”.

الصحة بغزة: 3 مجازر في الـ24 الساعة الماضية وحصيلة الشهداء تبلغ 45541 منذ 7 أُكتوبر
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: إن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 27 شهيد و149 إصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية)”.
وأعلنت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الاثنين، ارتفاع حصيلة العدوان إلى 45541 شهيدًا و108338 إصابة منذ السابع من أُكتوبر للعام 2023م.
وأشَارَت إلى أن عددًا من الضحايا لا زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، ودعت وزارة الصحة ذوي شهداء ومفقودي العدوان على غزة إلى ضرورة استكمال بياناتهم عبر سجلاتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com