السعوديّة تنهي طموحَ مليشيا “الإصلاح” في حضرموت
المسيرة: هاني أحمد علي
أنهت السعوديّة طموح “الإصلاح” بعد تقليم أظافره وإنهاء تواجده عسكريًّا في حضرموت المحتلّة.
وتعد حضرموت من أهم المحافظات اليمنية الغنية بالثروات النفطية والغازية، التي ظلت لعقود من الزمن، تحت الهيمنة والسيطرة عليها ونهب ثرواتها وخيراتها لصالح قيادات الإخوان على حساب الملايين من أبناء الشعب اليمني.
الخطوة السعوديّة تأتي تزامنًا مع اتِّساع رقعة التوتر والتصعيد داخل الهضبة النفطية، بعد تمدد حلف قبائل حضرموت المدعومة من الرياض في مناطق واسعة تحت سيطرة حزب “الإصلاح”.
وفي السياق، عقدت ما تسمى اللجنة الأمنية والعسكرية لحلف القبائل الأحد، اجتماعاً لها برئاسة رئيس اللجنة قائد ما يسمى قوات حماية حضرموت، مبارك أحمد العوبثاني، وذلك لمناقشة عمليات التجنيد، واستكمال إجراءات القبول والتسجيل للتجنيد في صفوف الحلف القبلي الذي يطالب بالحكم الذاتي بالمحافظة الغنية بالنفط، بضوء أخضر من الرياض، تمهيدًا لإحلالهم بدلًا عن قوات ما تسمى المنطقة العسكرية الأولى التي يسيطر عليها حزب “الإصلاح” المرتزِق.
وذكرت مصادر إعلامية، الاثنين، أن الرياض وجهت صفعة مدوية للجنرال العجوز الخائن علي محسن الأحمر وحزب “الإصلاح”، وذلك من خلال الإطاحة بقياداته العسكرية، واجتثاث مراكز نفوذه في محافظة حضرموت المحتلّة.
وبتوجيهات سعوديّة صارمة، أصدرت ما تسمى وزارة الدفاع في حكومة الفنادق، قرارًا بتشكيل لجنة استلام وتسليم بين قائد ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على حزب “الإصلاح”، المرتزِق صالح طميس، وتعيين قيادي آخر يدعى الجعيملاني، كما ستقوم اللجنة أَيْـضًا بإجراء عملية استلام وتسليم بين ما يسمى قائد اللواء 135 المرتزِق يحيى أبو عوجاء، المقرب من الخائن على محسن الأحمر.
ونقلت وسائل إعلام موالية للعدوان، عما أسمتها مصادر داخل وزارة دفاع المرتزِقة عن قرار رسمي لم يعلن بعد، يتضمن إجراء تغييرات واسعة في صفوف قادة ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى الواقعة في مناطق الوادي والصحراء بحضرموت المحتلّة، والتي تعد من أهم الأجنحة العسكرية لجماعة الإخوان في اليمن.
وتأتي هذه الخطوة في إطار المخطّط السعوديّ لإنهاء نفوذ وتواجد حزب “الإصلاح” داخل المحافظات اليمنية النفطية بعد عقود طويلة من السيطرة على منابع الثروة وسرقتها ونهبها وتهريب إيراداتها إلى الخارج على شكل استثمارات في تركيا والقاهرة وعواصم أُخرى.
وفي يوم الجمعة، بتاريخ 8 نوفمبر المنصرم قتل عدد من ضباط وجنود السعوديّة داخل معسكر ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى، على يد الجندي محمد صالح العروسي، التابع لما يسمى اللواء 135 المحسوب على “الإصلاح” والقابع تحت قيادة المرتزِق أبو عوجاء، عقب مشادة كلامية تطورت إلى الاشتباك بالسلاح، قبل أن تقوم قيادات المنطقة بتهريبه إلى خارج المحافظة، ما دفع الرياض وعبر إدارة أمن محافظة حضرموت المحتلّة، إلى الإعلان عن مكافأة مالية قدرها 30 مليون ريال يمني لمن يلقي القبض، أَو يدلي بمعلومات عن الجندي العروسي الذي أطلق النار على جنود سعوديّين ما سبب قتلى وجرحى.
وعلى مدى الأشهر الماضية، شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت المحتلّة، تصعيدًا عسكريًّا غير مسبوق بين الاحتلال السعوديّ وقوات ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على حزب “الإصلاح”، اشتدت وتيرتها بعد مقتل وجرح 5 ضباط وجنود سعوديّين على يد جندي منتمٍ للإخوان.
ودفعت تلك التوترات، الرياض للقيام بتعزيز تواجدها في حضرموت المحتلّة، من خلال التحشيدات العسكرية الهائلة إلى مدينة سيئون التي تقع ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب “الإصلاح” في نطاقها.
في 9 نوفمبر المنصرم وجه قائد القوات المشتركة لتحالف العدوان، بتجهيز واستقدام ألوية من ميليشيا “درع الوطن”، التي ينتمي غالبيتهم إلى الجماعات التكفيرية، تمهيدًا لانتشارها في وادي وصحراء حضرموت، بدلًا عن ميليشيا “الإصلاح”.
بدوره قام حلف قبائل حضرموت، المدعوم سعوديًّا، باستحداث نقاط عسكرية جديدة وسط الخط الدولي الرئيس الرابط بين حضرموت والسعوديّة؛ بهَدفِ تطويق ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى، وإجبارها على الرحيل، وإنهاء تواجدها بشكل نهائي في المحافظة الشرقية الغنية بالثروات النفطية والغازية.