رســالةٌ للمتخــاذلين

صوفان علي مراد

إلى الذين اختاروا حياة الذل، والقعود، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مع الخوالف، أقول لكم: إن كنتم تريدون الحياة الدنيا، فما هي إلا متاع الغرور، وما هي إلا لهو ولعب، ودار لأهل الباطل.

من الخزي والعار أن يتحول الإنسان إلى عميل ومرتزِق، وأن يبيع وطنه، (بلاد الإيمان والحكمة) مقابل بعض المكاسب المالية التي لن تغنيه يوم القيامة.

العالم اليوم يتغير ويتبدل، والمواقف الأصيلة تظهر من خلال المواقف النبيلة، فما يحدث لإخواننا في قطاع غزة من قتل وتدمير، وحرب إبادة جماعية، وفي مقدمتهم النساء والأطفال، وقصف مخيمات النازحين، وتدمير المستشفيات والمرافق الصحية، خارج عن المألوف، ويفوق كُـلّ الجرائم على مر العصور، ومع ذلك، نأسف للصمت، وحالة التراخي من قبل المجتمع الدولي أولًا، والدول العربية والإسلامية ثانيًا.

والغريب أَيْـضًا، أن ما يحدث في غزة من مأساة يفوق الوصف، لا يثير نخوة، وغضب المسلمين، وعلى رأسهم مرتزِقة وعملاء العدوان، مع أن الدول العربية لا ينقصها المال، ولا الجيوش، ولا المقاتلين، وإنما تفتقر إلى الإرادَة، والموقف، وهذا لم يفلح فيه إلا محور المقاومة، في لبنان والعراق واليمن.

الآن، الحقائق أصبحت واضحة وجلية؛ فالعدوّ الإسرائيلي بات على أبواب دمشق، وترامب الذي تحدث في حملته الانتخابية أنه يجب توسيع خريطة “إسرائيل” يتربع الآن على كرسي واشنطن، ولديها مشاريع وخطط موجعة للمنطقة وللعرب بالتحديد، فمتى ينهض العرب ويفيقون من سباتهم؟ هل ينتظرون إلى أن يأتي العدوّ للدخول إلى أراضيهم، واحتلالها دولةً بعد دولة؟ هل ينتظرون للعدو إلى أن يسيطرَ على مناطقهم ويغتصب النساء، ويهلك الحرث والنسل.

الحَلُّ يكمُنُ كما قال السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظُه الله- بالجهادِ في سبيل الله، والانطلاق إلى ساحات الوغى، والوقوف مع رجال الرجال، وأبطال الجيش الميامين، فما أجملَ وما أروعَ وما أبهى العيش وأنت ترابـط في ساحات الجهاد، وتنكل بالعدوّ أشد التنكيل!

ونقول للمتخاذلين والمتقاعسين الذين لم يتحَرّكوا إلى الجبهات: “والله إنكم ستدفعون الثمن غاليًا”، وَإذَا كنتم تخشون الموت، فَــإنَّه سيأتيكم على أية حال، سواء انطلقتم للجهاد في سبيل الله، أم كنتم في بروج مشيدة؟

أما المجاهدين في سبيل الله، والله وبالله، إنه لفخر وشرف عظيم، حين ترابط في الجبهات المقدسة، وحين تنال وسام الشهادة، وأنت تدافع عن دينك، وأرضك، ووطنك، وكرامتك.

لذا، فليحمل كُـلّ واحد بندقيتَه على كتفه، وَلنطلق الرصاصات من فوهات البنادق بأيدينا لتخترِقَ صدورَ الأعداء لا غيرهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com