رسالةُ شعب الأنصار: أرضُنا ليست كأرض المستعربين

غيداء شمسان

من أعماق اليمن حَيثُ تتصاعد أصوات التحدي والمقاومة، تصل رسالة صاعقة إلى نتنياهو، تحذره من محاولة تكرار جرائمه في أرض لا تشبه الأراضي التي استباحها سابقًا، رسالة تؤكّـد على أن اليمن ليست ساحة لمغامرات الاحتلال، وأن أهلها سيدافعون عن أرضهم بكل قوة وعزيمة.

يخطئ نتنياهو الحساب إذَا ظن أن اليمن ستكون كفلسطين أَو كلبنان، أَو كأي دولة مستعربة حدودها في الوطن العربي، فاليمن أرض مختلفة جِـدًّا، لها تاريخها وطبعها الخاص، لها أهلها المُؤمنون بقضيتهم، الذين لا يخضعون ولا يهزمون، يحلم نتنياهو بسيناريوهات أُخرى، ولكن واقع اليمن سيكسر أحلامه.

فاليمن أبعد من عين الشمس جملةٌ تحمل في طياتها تحذيرًا صارخًا، وتحديًا مستفزًا، رسالةٌ موجزةٌ لكنها حافلة بالمعنى والقوة، توجّـه من اليمن إلى نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، الذي يتشدق بأنه سيعمل في اليمن ما عمله في حزب الله أَو حماس، أَو يستبيح أنظمته مثل بقية الدول المطبِّعة ويكون هو المهيمن على جميع قراراتها.

إنها رسالةٌ تُعلَن بوضوح أن اليمن ليست كسائر الأراضي التي استباحها العدوّ سواءٌ أكان عسكريًّا، أَو أراضيَ ودولًا استباح أنظمتها وحكوماتها كالتي سارعت للتطبيع معه، وأهل اليمن ليس كَأهل الشعوب المطبعة الذين يتعاملون معه.

يُحاول نتنياهو بتكبّره وسلْطانه الزائف، أنْ يخدع نفسه ويظن أن اليمن ستكون فريسةً سهلةً في يدِه، وَأَنه سيكرّر أعماله في فلسطين ولبنان في اليمن، ولكنه يخطئ الحساب، فاليمن أرض إيمان وصمود، أرض حملت على أكتافها أوزار الحروب والنزاعات وقضايا الأُمَّــة، ولكنها لم تسقط ولم تخضع.

وَها هي التهديداتُ تتصاعد، وَها هيَ “إسرائيل” تهدّد، ولكن الرد اليمني يكون أقوى وأكثر دويًّا صواريخ تفوق سرعة الصوت تصل إلى عُقر دار العدوّ، تُعلن عنْ قوة لا تقاوَم، وعزيمةٍ لا تهْزم ولَنْ يتوقف اليمن عنْ دعمِ فلسطين، ولنْ يتخلى عن مساندة شعبها في نضاله لِلتحرّر، حتّى تتحرّر كُـلّ الأُمَّــة، حتى تَزولَ آثارُ الاحتلال عن أرض فلسطين الطاهرة.

قوةٌ ضاربةٌ يمنيةٌ، تدق معاقر اليهود، بصواريخ أسرع من الصوت، تجسّد إرادَة الشعب اليمنيّ، تُشْعِرُ العدوّ بِهَزيمتِه المُحتَّمة. فهذِهِ الصواريخ ليست مُجَـرّد أسلحةٍ، بلْ هيَ رَمْزٌ لِإيمانٍ لا يُهزم، لصمود لا يُنكسر، ولِعزيمةٍ تَسْتَمدُّ قوتَها منْ القرآن الكريم، مِنْ قِيَمٍ سامية ومِنْ إرادَة لا تُقهر، فَاليمنُ سَيبقى صامِدًا، والنصرُ قريبٌ، بإذنِ الله.

إنَّ رسالةَ اليمنِ إلى نتنياهو، ليستْ مُجَـرّد كلماتٍ عاديةٍ، بلْ هيَ وعد بِالمقاومة وَالصمود، بِالمواصلةِ في الطريق إلى النصرِ والانتصار إنها تأكيد على أن الضرباتِ الصاروخيةَ ستَستمرُّ، وأنَّ سلاحَ اليمنيين ليس هو السَّلاح المادي فقط، بلْ هو أَيْـضًا الإيمان بالله وَالثقة بقدراتهم، وهذا ما يميّز اليمنيين عن غيرهم، ما يفرّق بينَهم وبين المُطبّعينَ الذين يتعاملون مع العدوّ.

كتاب القرآن هو منهج اليمنيين في حياتهم، هو مصدر قوتهم وصبرهم، هو ميزان أعمالهم وأحكامهم لقد أثبت اليمن للعالم أجمع أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان، وأنّ أرض الإيمانِ لا تستباح، وأن شعب الإيمان لا يهزم.

إلى نتنياهو، وإلى كُـلّ من يحاول أنْ يستخف باليمن وأهلِها، نقولُ: أرضنا ليست كأرض المطبعين، وشعبُنا لا يخضع، وإيماننا لا يقهر ستستمر المقاومة، وسينتصر الحق، وسيسود العدل.

يا نتنياهوُ، إنّك تجهل معنى الصمود الحقيقي، معنى الإيمان الراسخ، معنى أن تنتزع الكرامة بيدك لا أنْ تتقبلها منة منْ أحد، سيبقى اليمن هو اليد العليا، والكفة العليا؛ لأَنَّ اليمني انتزع كرامته بيده، ولم يقبلْها منة مِن أحد.

ردّدي أيتها الدنيا، ردّدي هذه الحقيقة الصادقة: اليمن لا يخضع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com