قائدُ الفتح وحامل الراية

سيما حسين

في مرحلة هي الأخطر وأحداثها هي الأعنف، كُـلّ إرهاصاتها تدل على أحداث ومتغيرات إلهية عجيبة يدبرها الله الحكيم بشؤون عباده، ستكون ختامًا لكل المراحل والأزمنة، وبدايةً لفتح قريب ووعد آخرة قد وُعدنا به.

حربٌ تدور رحاها على المنطقة وغربالُ حق ما يفتأ عن الوقوف لحظة حتى يزلزل النفوس ويغربلها فيكشف عن معادن المؤمنين ويُسقط أقنعة المتلبسين باسم الإسلام وحماة المقدسات والأوطان.

ولا بدَّ لهكذا مرحلة من أن يكون لها قائد صُنع بعين الله، عَلمٌ من أهل بيت النبوة، اصطفاه الله وأهلّه في علمه ليكون قائد الفتح وحامل الراية.

لقد جُسِّدت كُـلّ معاني القيادة القرآنية المختارة في هذا العصر في السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي-يحفظه الله- فهو سيد السادات وقائد القادات، آتاه الله الحكمة والعلم وفصل الخطاب، ينطق بالقرآن ويعمل بتوجيهاته، ينساب على لسانه دُرر الكلام وأبلغ البيان، يقيم الحجّـة ويدمغ الباطل بالحق فيزهقه، شخّص واقع الأُمَّــة وأتى بالحل والدواء مما استقاه من وحي القرآن وهديه فأوضح ما استشكل فهمه والتبس معرفته وأنار البصائر على الحق وفتح العيون على مؤامرات الأعداء ومكائدهم، لا تجد كَلَلًا ولا مَلَلًا في خطاباته المتكرّرة للعالم أجمع؛ ففيها الاستنهاض للإنسانية وللأُمَّـة العربية والإسلامية.

تلمس في عينيه وعبراته ألمًا وحسرة على حال الأُمَّــة وما صارت إليه فينصحها، يوعيها، يرشدها، يهديها لما فيه النجاة، فهو الباكي المتألم على حالها والحريص على المؤمنين، وهو العزيز على الأعداء بعزة الله، يقف شامخًا يُنذِر، يتوعد، يُحذِّر من أية تصرفات رعناء وحمقاء سيكون الرد عليها قاسيًا وصارمًا بعونٍ من الله وتأييده.

ارتدى لامةَ الحرب مُبكرًا فكان أهلًا لها، حمل الراية عن أخيه مستمسكًا بالعروة الوثقى متيقنًا من صدق المبدأ والقضية، فلم يخف في الله لومة لائم، ولم تثنه عن مواقفه الحقة لا المغريات والأطماع والماديات، ولا التحديات والتهديدات من أعدائه، خاض حروبًا كان له فيها صولات وجولات خرج منتصرًا منها بفضل من الله ونعمته.

وها هو اليوم يقود معركة مقدسة أسماها معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

فيقف العالم مُتعجبًا من حنكته وعظمته وسداد رأيه وقوة موقفه، مذهولًا من إخلاص مَن التفَّ حولَ رايته وقاتل تحت لوائه!!

وكيف هم حاضرون بأن يفتدوه بأرواحهم ومُهجهم فداءً له، فقد بايعوه على الولاء والوفاء، وإنّما هم بذلك يبايعون الله، يدُ الله فوق أيديهم فهم أنصار الله، أنصار الرسول، أنصار الدين والمستضعفين في الأرض.

فهنيئًا لمن بايع البيعة والتحق بركب الأوفياء الأتقياء مؤتمًّا بهذا السيد القائد -يحفظه الله- وطوبى لمن ركب سفينة النجاة فهو رُبَّانها وقائدها وسيدها، فبِسمِ الله مجريها ومرساها حتى يؤذَّن بالنصر، ويُصلّي بالأقصى، ويأتي النصر من الله والفتح قريب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com