ألم وأمل: قصةُ عامٍ من الجهاد والنضال
أسماء الجرادي
نودع اليوم عامًا ربما هو الأقسى من حَيثُ الدماء الطاهرة التي سالت والأرواح الكثيرة التي صعدت إلى السماء؛ فقد كان هذا العام الأكثر فقدانًا، حَيثُ فقدت الأُمَّــة فيه خيرة رجالها البارزين والأوفياء المدافعين عن دينهم ووطنهم، بداية برحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ثم باستشهاد القائد إسماعيل هنية، وتلاه السيد القائد حسن نصر الله، ثم القائد يحيى السنوار، وبينهما آلاف الشهداء العظماء في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق.
كُـلّ هذه الأحداث كانت مؤلمة جِـدًّا على شعوب الأُمَّــة الإسلامية المؤمنة، لكنها في نفس الوقت ضاعفت من عزيمتهم وإصرارهم على الجهاد والنضال والأخذ بالثأر وتحرير الأرض.
فلن تموت أُمَّـة ما زالت تقدم قادتها شهداء، وهذه الأُمَّــة التي كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، ها هي اليوم تحيا من جديد وتقاوم في وجه الأعداء؛ فبمقابل ما خسرت من شهداء، هناك أَيْـضًا عمليات أسعدت القلوب؛ فقد كانت عمليات الوعد الصادق الإيرانية الأولى والثانية لها وقعها على الشعوب المقهورة بإسعادها، وبنفس الوقت نكست من كبرياء العدوّ الصهيوني، فالعالم يرى وقد توزعت الصواريخ والطائرات على معظم المدن المحتلّة، وكذلك كانت هي صواريخ ومسيّرات حزب الله التي دكت المدن المحتلّة ولم تستثن أحداً ولم يسلم منها بيت المجرم نتنياهو.
فيما برز اليمن بموقفه الذي فاجأ العالم، العدوّ والصديق، من خلال عملياته العسكرية المتعددة والمتنوعة بقواته التي لم تظهر بها من قبل، ولكنها برزت أمام الصهاينة وأعوانهم كالنمر الذي يترقب عدوه ويسابق الزمن بضرباته القوية سواء في البحار أَو في عمق العدوّ بالأسلحة المتطورة من الصواريخ والطائرات والزوارق والغواصات وغيرها.
وفي داخل الوطن، من خلال الجبهة الإعلامية والثقافية والتربوية، كانت التوعية الإعلامية للشعب والخروج الجماهيري الكبير والتدريب العسكري المُستمرّ والاستخبارات العسكرية، وكان في واجهة كُـلّ ذلك كلمة السيد القائد الذي رافق فيها اليمنيين بل ومجاهدي الأُمَّــة وأحرارها؛ فكلمته لم تغب عنا أسبوعاً واحدًا طيلة العام؛ فقد رافقنا بكلماته التي يصل صداها إلى أعماق القلوب لتحفز الناس على مواصلة جهودهم في النضال والصمود.
جميعها جبهات وعمليات كبيرة، وما زالت إلى اليوم تتوالى وتتصاعد وتكشف الستار عن أسلحة أُخرى جديدة وضربات في مواقع حساسة، وهي كذلك في أتم الاستعداد للمواجهة العسكرية مع الصهاينة وعملائهم في الداخل ومع دول التحالف.
فاليمن يبرز اليوم كقوة ناشئة متصاعدة، تواجه أعتى قوة في العالم ومنافقي وعملاء الداخل، وتواجه عدوانًا عسكريًّا صهيونيًّا مباشرًا عبر غاراته الجوية ومؤامراته الخفية.
ليختتم اليمنيون العام ببيان عسكري عن عدة عمليات عسكرية كبيرة في عمق الكيان الصهيوني، ليتوقف مطارهم الرسمي وكذلك محطة الكهرباء، وأدخلت الملايين من الصهاينة إلى الملاجئ، ولم يكشف العدوّ عن عدد القتلى والجرحى؛ بسَببِ التكتم الكبير الحاصل داخل كيان العدوّ، وكما كانت هناك عملية أُخرى كشف عنها حبيب القلوب ناطق الشعب والقوات المسلحة يحيى سريع، استهدفت العدوّ الأمريكي من خلال عدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان، استبقت فيها القوات المسلحة هجومًا عدوانيًّا على اليمن كان يعد له الأمريكي والصهيوني وأعوانهم، واختتم البيان العسكري بتأكيد على رفع الجاهزية القتالية في وحدات القوات المسلحة لمواجهة أية عمليات أَو تصعيد من العدوّ، وبالتأكيد والإثبات أن العمليات اليمنية مُستمرّة ضد الكيان الصهيوني حتى إيقاف الحرب على غزة.
ليستقبل اليمنيون العام الجديد بمزيد من القوة والعنفوان والشجاعة والإقدام لمواجهة الصهاينة وأتباعهم أيًّا كانوا داخل الوطن وخارجه؛ فهم يعلمون خطورة المرحلة وحجم المسؤولية، ولكنهم مستعدون لكل الاحتمالات، متوكلون على الله وواثقون بنصره العظيم القريب بفضله وعونه وكرمه، وهو القائل: “أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ”.