ليست أرقامًا عابرة.. إنها قصصٌ تحكي وجهَ الجريمة الصهيونية بالقطاع المنكوب

المسيرة | عبدالقوي السباعي

عامٌ آخر ينتهي؛ وإبادة جماعية صهيونية لم تنتهِ، بعد عام حافل بالدم القاني الذي سال ويسيل من أجساد الفلسطينيين، عام سيطر فيه المحتلّ الإسرائيلي على “معبر رفح” البري ومحور “فيلادلفيا” من الجانب الفلسطيني، ووسّع مساحة ما بات يُعرَفُ بمحور “نتساريم” حتى أصبحت مساحته 56 كيلو مترًا مربعًا.

عامٌ لم يكتفِ فيه ذات المحتلّ بفصل القطاع لشمال وجنوب، بل فصل شماله أَيْـضًا عن غزة، فأصبح جيش الاحتلال في المنتصف بين “مخيم جباليا، وجباليا البلد وبيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا وبيت حانون وتل الزعتر من ناحية”، ومدينة غزة من ناحيةٍ أُخرى، وبات القتل في كُـلّ مكان، إلا أنه في شمال تركز.

شمال القطاع المنكوب بات أكثر بكثير من أي تصور؛ ولأن “القتل والقتل فقط” هو هدف الاحتلال، أخرج مشافي الشمال عن الخدمة، كما فرق الإنقاذ مثل الدفاع المدني، ورأينا خلال هذا العام جثامين الشهداء تنهشها الكلاب الضالة في الشوارع دون دفن، وباتت الإصابات مشاريع شهداء، فلا منقذ لهم ولا علاج.

وعلى ذكر العلاج فقد سجل شمال غزة أكبر نسبةٍ في خروج المستشفيات عن الخدمة، “مستشفى بيت حانون، مستشفى الإندونيسي، ومستشفى اليمن السعيد”، جميعها خارج الخدمة بعد سيطرة الاحتلال عليها، ومجمع “كمال عدوان الطبي ومستشفى العودة”، يخرجه العدوّ عن الخدمة تارةً، وتعود للعمل فيستهدفها مرات أُخرى.

غزة ليست أفضل حالًا من شمالها، فقد كان عامًا مليئًا بالموت أَيْـضًا، بيوت دمّـرت فوق رؤوس ساكنيها، ومساجد ومدارس وحتى الخيام، لم تسلم من الدمار والإحراق، وَإذَا ما اتجهنا جنوبًا وتجاوزنا محور الموت أَو ما يسمى مجازًا بمحور “نتساريم” فسنجد أن المحافظة الوسطى لا تزال تشهد مَدًّا وجزرًا.

كما “خان يونس” في الجنوب تشهد نزوحًا قسرية وقتما يشاء جيش الاحتلال، وعودة حذرة كلما سئم نازح الجنوب نزوحهم وإن كانوا من أبناء نفس المحافظة.

أما أقصى الجنوب فتلك “رفح” بوابه القطاع يسيطر الاحتلال على أغلبها ويستهدفها دون توقف، ولا عجب أن قلنا بأن الموت أَيْـضًا فيها أكثر من الحياة.. عامٌ كان كفيلًا لرفع أعداد الشهداء والمفقودين لأكثر من 60 ألفًا منهم قرابة 20 ألف طفل وأكثر من 12 ألف امرأة.

أما المصابون فقد تخطوا الرقم “107000” مصاب، وهذه ليست أرقامًا عادية عابرة، إنها قصص تحكي وجه الجريمة وما صنعه هذا العام بسكان قطاع غزة المنكوب، والذين يتوقون ليومٍ تشرق فيه شمس السلام في بلدٍ لم يروا فيها يومًا سوى الموت والإرهاب والخراب والعبث الصهيوني، أما الحرمان من المساعدة والإغاثة؛ فذلك زيادة عن أية طاقةٍ باتت تعلق الأمل على لحظةٍ يُعلن فيها وقف إطلاق النار وإنهاء شلال الدم والحرمان.

 

تقرير فلسطيني: غزة فقدت 6 % من سكانها بنهاية 2024م

في الإطار؛ كشف تقرير رسمي فلسطيني، الثلاثاء، أن عدد سكان غزة انخفض بنسبة 6 % مع نهاية العام 2024م؛ بسَببِ استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.

وجاء في بيان أصدره الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن “حرب الإبادة الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 45 ألفًا و584 فلسطينيًّا في غزة، ومغادرة نحو 100 ألف فلسطيني للقطاع منذ السابع من أُكتوبر 2023م.

وكانت قد أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أن 12 ألفًا و943 طالبًا استُشهدوا، و21 ألفًا و681 أُصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أُكتوبر 2023م، على قطاع غزة والضفة الغربية.

وأوضحت الوزارة في بيانٍ لها، الثلاثاء، أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12 ألفًا و790، والذين أُصيبوا 21 ألفًا و26، فيما استُشهد في الضفة 120 طالبًا وأُصيب 655 آخرون، إضافة إلى اعتقال 548.

وأشَارَت إلى أن 630 معلمًا وإداريًّا استُشهدوا وأُصيب 3 آلاف و865 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 158 في الضفة، لافتةً إلى أن 425 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة؛ ما أَدَّى إلى تعرض 171 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 109 مدارس و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com