قصصٌ لا تنتهي.. أطفال غزة بين جحيم البرد وصمت العالم
المسيرة | متابعة خَاصَّة
في ليالي الشتاء القاسية، يتحول برد غزة إلى قاتل صامت يحصد أرواح الأطفال الرضع في الخيام المهترئة، ومأساة الطفل الرضيع “جمعة الطهراوي”، الذي لم يكمل شهره الأول، تختزل معاناة النازحين وصمت العالم أمام نداءاتهم المتكرّرة.
هذا الطفل الرضيع “جمعة الطهراوي”، لم يتم الشهر الأول من عمره، تسلل البرد الشديد لخيمة نزوح عائلته المهترئة في مدينة “دير البلح” جنوبي قطاع غزة، ليتجمد جسده الضعيف الذي لم يقوَ على تحمل البرد، توقف نبض قلبه ليموت “جمعة” في جريمة القتل الصامت التي حصدت حتى الآن أرواح خمسة أطفال رضع وما زال فصل الشتاء في بدايته.
الشتاء ببرده الشديد يضيف مأساة جديدة فوق جبل شاهق من المعاناة والمآسي لأهالي قطاع غزة، فهذه العائلة النازحة التي تعيش في خيمةٍ مهترئة تواجه شبح البرد الذي ينخر أجساد صغارها الذين يتقاسمون فقط غطاءَين، عند نومهم وبقليل الملابس الشتوية لا يمكن أن تدفئ أجسادهم التي أنهكتها الحرب والعيش في خيمة تتحول في ساعات الليل لثلاجةٍ باردة.
كثيرة هي نداءات الاستغاثة التي أطلقها الفلسطينيون من قلب الخيام التي يعيشون فيها مجبرين للمؤسّسات الدولية لمدهم بخيام جديدة وأغطية وملابس شتوية، لكن لا حياة لمن تنادي، وكان البرد قد حصد أرواح 7 أطفال رضع في غضون أسبوعين، والخشية أن يفتك بالمزيد منهم.
إلى ذلك، تعرضت مئات الخيام في مخيمات النزوح بمناطق متفرقة من قطاع غزة، الليلة الماضية وفجر الثلاثاء، للغرق جراء هطول الأمطار الغزيرة، ما فاقم معاناة العائلات التي تعيش ظروفًا مأساوية في ظل استمرار قصف الاحتلال الإسرائيلي.
وأفَاد النازحون، بأن خيامهم تعرضت للتطاير بفعل الرياح العاتية التي اجتاحت القطاع خلال اليومين الماضيين؛ ما أجبرهم على مواجهة البرد القارس دون أية حماية.
بدوره، ناشد الدفاع المدني في قطاع غزّة، أصحاب الضمائر الحيّة التداعي لإنقاذ هذه العائلات، ومساعدتها في الانتقال إلى أماكن إيواء مناسبة تقيهم من مياه الأمطار، خَاصَّة النازحين في “مخيمات وسط مدينة غزّة ومواصي خان يونس ورفح وغرب دير البلح”.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أعلن، الاثنين، ارتفاع عدد الوفيات؛ بسَببِ البرد القارس وموجات الصقيع بين النّازحين الذين دمّـر الاحتلال منازلهم إلى 7 وفيات، مُشيرًا إلى أنّ العدد مُرشّح للزيادة؛ بسَببِ الظروف المأساوية.