لبنان.. العدوّ يلمح: موعد انسحاب قوات الجيش ليس مقدسًا.. والمقاومة: سنذيقه من بأسنا
المسيرة | متابعة خَاصَّة
أفادت مصادر ميدانية جنوبي لبنان بقيام قوات الاحتلال، صباح السبت، بأعمال تفجير بين بلدتي “عديسة والطيبة”، مشيرةً إلى أنّ قوات الاحتلال تواصل أعمال التجريف في عددٍ من البلدات، ولا سيَّما في “حولا وبني حيان ومركبا”.
وقالت المصادر: “استهدف العدوّ الإسرائيلي محيط مجمع الإمام الصدر الرياضي في منطقة دوبيه غرب بلدة ميس الجبل بقذيفة مدفعية”، مضيفةً أن “دبابات إسرائيلية ترافقها جرافة عسكرية توغلت في بلدة مارون الراس وحي عقبة مارون في مدينة بنت جبيل بمحافظة النبطية جنوبي لبنان”.
وأشَارَت إلى أن “قوة أُخرى من جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلت نحو بلدة برج الملوك التابعة لقضاء مرجعيون بالنبطية، وتمركزت في البلدة وقطعت الطريق بالأسلاك الشائكة”.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة في جنوب لبنان وتوغلت في أُخرى، في الوقت الذي قالت فيه مصادر أمنية إسرائيلية: إن “موعد انسحاب قوات الجيش من الجنوب اللبناني ليس مقدسًا وهو متعلق بالواقع”.
وتأتي هذه التوغلات بينما تواصل قوات العدوّ الإسرائيلي احتلال عدة بلدات وقرى لبنانية، وانتهاك وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر الماضي.
في الإطار، قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر “ميريانا سبولياريتش”: إنه “لا يمكن للمدنيين تحمل انهيار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل”، مشدّدةً وعلى أن “الحفاظ على وقف إطلاق النار ضروري لعودة العائلات لديارها ووصول المساعدات”.
من جانبها، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر أمنية قولها: إن “موعد انسحاب قوات الجيش من جنوب لبنان ليس مقدساً وهو متعلق بالواقع”، مضيفةً، أن “إسرائيل أبلغت واشنطن أن سحب القوات من جنوب لبنان يتعلق بالوضع الميداني”.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، قد أفادت بأنه “من المتوقع أن تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة أنها لن تسمح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة إلى منازلهم، كما أنها لن تنسحب من لبنان بعد مهلة 60 يومًا المحدّدة في اتّفاق وقف إطلاق النار”.
وزعمت الهيئة الإسرائيلية أن “عدم الانسحاب من لبنان يرجع إلى عدم التزام الجيش اللبناني بشروط الاتّفاق وانتشاره بوتيرة بطيئة للغاية بالمنطقة، مدعية أن حزب الله يحاول إعادة تنظيم نفسه هناك”.
في المقابل، أكّـد النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة، في البرلمان اللبناني، “إيهاب حمادة”، في تصريحٍ صحفي، أنّ المقاومة هي التي تحمي لبنان، وتمنع العدوّ من استباحة الأرض، وأشَارَ إلى أنّ “من يَعُدّ أن المقاومة في لبنان ضعفت، فَــإنَّه يعتريه الوهم”.
وشدّد على أنه وفي “اليوم الـ61 بعد الهدنة، سنكون في موقع نذيق فيه الإسرائيلي بأسنا، إذَا ما بقي داخل الأراضي اللبنانية”، وأكّـد، “حتى الآن، لم نلمس جدّية من اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار”.
وحول هذه الخروقات التي يمارسها العدوّ الصهيوني في لبنان وموقف المقاومة من هذه الاعتداءات المُستمرّة، أشار خبراء عسكريون إلى أن الكيان الإسرائيلي يعتقد الآن بأن الفرصة سانحة له؛ مِن أجلِ أمرين؛ هما: “أبطال جبهة الجنوب اللبناني، جبهة شمال فلسطين، والثاني إظهار صورة انتصار بعد الإخفاقات الكبيرة التي عانى منها أثناء الحرب على لبنان”.
وفي هذه الصور بحسب الخبراء يريد الاحتلال الإسرائيلي إبراز مظهر القوة وإبراز الانتصارات التي لم يستطع أن يحقّقها في الحرب، وفرض أمر واقع على الجنوب اللبناني واستغلال كُـلّ الظروف السياسية الداخلية اللبنانية والخارجية والإقليمية أَيْـضًا؛ مِن أجلِ تمرير كُـلّ هذه المشاريع.
واعتقد الخبراء أن هذه المناورات الإسرائيلية الآن هي برسم اللجنة الخماسية ورسم المجتمع الدولي الذي يرى هذه الانتهاكات المُستمرّة والاعتداءات ونسف البيوت والمساجد والمؤسّسات الرسمية تحت شعار بأنه يقوم بنزع السلاح في منطقة شمال الليطاني.
وفيما ما إذَا كان جيش الاحتلال الصهيوني سينسحب من القرى التي يتمركز فيها تنفيذًا لبنود اتّفاق وقف إطلاق النار بعد مرور مهلة الستين يومًا المتفق عليها، يرى خبراء عسكريون بأن هناك ثلاثة سيناريوهات في هذا المجال؛ السيناريو الأول: يتمثل في إجبار العدوّ الإسرائيلي على الانسحاب من الأراضي اللبناني خُصُوصًا وأن المقاومة قالت كلمتها في هذا الأمر، وأكّـدت أن بقاء العدوّ بعد هذه المهلة سيعيد موضوع الحرب وستكمل المقاومة مهمتها في الدفاع عن لبنان وعن الأراضي اللبناني وعن الشعب اللبناني.
وبحسب الخبراء فَــإنَّ السيناريو الثاني، يتمثل بعمليات المماطلة وتمديد هذه المهلة وهو ما يحاول أن يلمح إليه الإسرائيلي الآن، وبالتالي يمكن أن يلجأ العدوّ إلى مثل هذه الأمور، خُصُوصًا وأن كُـلّ تاريخ هذا العدوّ يدل على أنه لا يلتزم لا بقرارات ولا باتّفاقات.
أما السيناريو الثالث وهو الأخطر، والذي حاول بعض المسؤولين الأُورُوبيين التلميح له في لبنان بأن العدوّ الإسرائيلي قد يلجأ إلى استمرار الحرب في لبنان، خُصُوصًا وأن هناك ظروفاً موضوعية يراها فيما خص إقفال الممر السوري الذي كان ممرًا استراتيجيًّا للمقاومة اللبنانية.
ويبدو أن هناك احتمالية بأن يعاود المجرم “نتنياهو” وجيشه عبر الخروقات الكثيرة التي يمكن أن يستفز فيها الطرف اللبناني، مع الاعتقاد أن الحسابات الإسرائيلية والأمريكية بالتحديد قد لا تتلاءم مع الخيار الثالث مع أن كُـلّ الخيارات مطروحة إلا أن لا ثقة بهذا العدوّ توجد.