في اليوم الـ 457 من الطوفان: المقاومة تشتبك مع قوات الاحتلال في بيت لاهيا وتفجّر مبنى في قوة “إسرائيلية” بجباليا

المسيرة | متابعة خَاصَّة
في اليوم الـ 457 من معركة “طوفان الأقصى”، تواصلُ فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية في غزةَ بطولاتها، حَيثُ أوقعت خسائر في صفوف جنود العدوّ بين صريعٍ وجريح في اشتباكات مختلفة على محاور القتال شمالي القطاع.
في التفاصيل؛ وبعد مضي ما يقرب من 15 شهرًا من الحرب على غزة، تتشابك عواملُ رئيسيةٌ في تحديد مسار القطاع، فمن ناحية، فَــإنَّ فشل حكومة الكيان في تحقيق أهدافها العسكرية، وصمود المقاومة الفلسطينية في المقابل، يضعان ضغوطًا متزايدة على حكومة المجرم “نتنياهو” للتوصل إلى اتّفاق.
ولفت مراقبون إلى أن العامل الأمريكي يبرز كمحركٍ رئيسي للتغيير مع فوز “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية، وتضع رغبة الإدارة الجديدة في إنهاء الصراع سريعًا، ضغوطًا غير مسبوقة على “إسرائيل” للتفاوض، ويشير انخراط فريق “ترامب” المبكر في المحادثات إلى تحول جذري في الديناميكيات السياسية.
وعلى الصعيد الإقليمي، أَدَّى التصعيد في جبهات متعددة إلى تعقيد المشهد، أما داخليًّا، فتواجه حكومة “نتنياهو” تحديات متزايدة رغم نجاحها في تجاوز بعض الضغوط السياسية، إلا أن تغير الرأي العام الإسرائيلي وضغوط عائلات الأسرى قد يحدثان تغييرًا، خَاصَّة بعد الرسالة الأخيرة من المجندة الأسيرة لدى المقاومة.

ملخَّصُ عمليات المقاومة لليوم الـ457 من المعركة:
وفي عملياتٍ نوعيّةٍ مشتركة للمقاومة الفلسطينية غرب “بيت لاهيا” شمالي قطاع غزة و”جحر الديك” وسط القطاع، وتفجير مبنى في قوةٍ إسرائيلية في مخيم “جباليا”، أثبتت المقاومة أنها لا تزال بالميدان.
في تفاصيل المشهد؛ أكّـد مجاهدو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عملية مشتركة مع مجاهدي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تمثّلت “بالاشتباك مع قوة إسرائيلية راجلة قوامها 10 جنود، وذلك بالأسلحة والقنابل اليدوية غرب بيت لاهيا شمال القطاع”، مؤكّـدين “إيقاع القوة بين قتيل وجريح”.
وأشاروا إلى أنّ المجاهدين لاحقوا أحد الجنود الذي فرّ من المكان، وأجهزوا عليه من المسافة صفر غرب مدينة بيت لاهيا.
وأعلنت سرايا القدس، تمكّن مجاهديها من “تنفيذ عملية إغارة تجاه منزل تحصّن به عدد من جنود الاحتلال في مخيم جباليا شمال القطاع، وقبل انسحابهم تمّ تفجير عبوة من مخلّفات الاحتلال في المبنى نفسه، وتمّ رصد هبوط الطيران المروحي لإجلاء القتلى والجرحى”.
بدورها، أعلنت كتائب الأنصار، الجناح العسكري لحركة الأحرار، بالاشتراك مع كتائب أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، استهداف موقع قيادة وسيطرة للاحتلال، في منطقة “جحر الديك”، جنوبي محافظة غزة، برشقةٍ صاروخية.
من جهتها، أعلنت قوات “الشهيد عمر القاسم الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، استهدافها تجمّعات الاحتلال الإسرائيلي في جحر الديك، وذلك بالهاونات من العيار الثقيل.
إلى ذلك، سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، لواء “كفير” من مناطق القطاع في شمال قطاع غزة، بعد نحو شهرين من ارتكاب مجازر وإبادة جماعية في مناطق “جباليا ومخيمها وبيت لاهيا وبيت حانون”.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال: إن “انسحاب اللواء لا يعني تقليص القوات المتواجدة شمالي قطاع غزة، التي واصلت عمليات التدمير الممنهج بصورة واسعة شمالي القطاع”.
وأشَارَت الإذاعة إلى أن لواء “كفير فقَد 13 جنديًّا شمالي قطاع غزة منذ مشاركته في العدوان قبل نحو شهرين، في كمائن وهجمات للمقاومة الفلسطينية على جنوده”.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن قادة بجيش الاحتلال قولهم: إن “حركة حماس أصبحت تعد الفخاخ في كُـلّ مبنى قائم تقريبًا في غزة، في ظل تواصل العدوان على شمال قطاع غزة”.
وأشَارَت مصادر بجيش الاحتلال إلى أن “التكتيكات القتالية الجديدة لمقاتلي كتائب القسام في شمال غزة تهدّد قواتهم العاملة هناك، وهو ما بدا من حجم الكمائن ونوعية الهجمات التي قامت بها الكتائب مؤخّرًا، وشملت عمليات استشهادية وأُخرى بطعن الجنود وسط مخيم جباليا”.
إلى ذلك، لفتت وسائل إعلام عبرية، إلى اعتقال فلسطينيَّين تسللا إلى مقر القيادة المركزية للجيش في القدس والاشتباه بوجود ٥ آخرين، وأكّـدت أن “الجنود الإسرائيليين في مقر القيادة الوسطى اختبأوا في غرفهم بدلاً عن الهجوم على الفلسطينيَّينِ اللذين تسللا إلى القاعدة”.

أسيرة إسرائيلية: “بقاؤنا على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش وعدم وصوله إلينا”
وفي سياق الحرب النفسية التي تشنها المقاومة على كيان العدوّ، بثت كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، السبت، تسجيلًا جديدًا لمجندة من جيش الاحتلال أسيرة في قطاع غزة، عبرت فيه عن معاناتها ووجّهت انتقادات لاذعة لحكومة الاحتلال، متهمة إياها بالتقصيرِ في السعي لتحرير الأسرى، كما وصفت الظروف الصعبة التي تعيشها.
وقالت الأسيرة “ليري ألباج” (19 عامًا): “أنا أسيرةٌ في غزةَ منذ أكثرَ من 450 يومًا.. كُـلّ حياتي ما زالت أمامي، لكنها توقفت هنا”، وأضافت، “اليوم بداية عام جديد، وكل العالم يحتفل، لكننا نبدأ عامًا جديدًا مظلما مليئا بالوحدة.. نحن لسنا على سلم أولويات حكومتنا ولا جيشنا، وحتى العالم بدأ ينسانا ولا يهتم بمعاناتنا”.
وتحدثت “ألباج” عن زميلتها التي أُصيبت بجروح خطيرة؛ بسَببِ العمليات العسكرية الأخيرة، قائلة: “نحن نعيش كابوسا مرعبا، بقاؤنا على قيد الحياة مرتبط بانسحاب الجيش وعدم وصوله إلينا”.
وظهر في التسجيل مشهد للأسيرة وهي تضع وجهها على يديها باكية، وتوجّـه رسالة مباشرة إلى وزير الحرب لدى الاحتلال “يسرائيل كاتس” قائلة: “أنت تعرف أبي. انظر في عينيه، وقل له إنه وأمي لن يعانقا ابنتهما مجدّدًا.. لن تكون لديك الشجاعة لذلك”.
وأضافت بلهجة غاضبة، “بعدما رأيت موتي بعيني وما حدث مع صديقتي، أدركت أن حياتنا ليست مهمة لديكم. فهمت أننا مُجَـرّد لعبة في أيديكم، وأنكم تتلاعبون بأقدارنا، من المؤكّـد أنكم لن تستطيعوا إخراجنا أحياء بالعمليات العسكرية.. هذا لن ينجح، وأنتم تعرفون ذلك”.
وأثار هذا الفيديو استنفارًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية داخل الكيان الصهيوني وخارجه للضغط نحو تنفيذ حكومة المتطرفين لصفة التبادل ووقف إطلاق النار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com