عدوان ثلاثي الشر والإجرام على محيط ميدان السبعين لن يمُرَّ دون رد
القاضي/ علي يحيى عبد المغني*
لا شك أن العدوان الثلاثي الأمريكي والصهيوني والبريطاني الذي حدث اليوم على اليمن هو دليل إفلاس وضعف وعجز عن مواجهة الضربات اليمنية التي أذلتهم في المنطقة، وبرهنت على فشلهم في النيل من القدرات اليمنية المتصاعدة.
الجديدُ هذه المرة هو تنفيذُ غاراتٍ عدوانية استعراضيةٍ على محيط ميدان السبعين أثناء الفعالية الأسبوعية المليونية التي أقامتها القبائل اليمنية للتعبير عن وقوفها ومساندتها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، غير أن العدوّ الأمريكي والصهيوني والبريطاني يعلمون علم اليقين أن هذه الغارات العدوانية لن تؤثر على مسار المعركة، ولن تضعف القدرات اليمنية، ولن توقف عملياتها.
هذه الغارات حدثت في مناطق مفتوحة، وأصابت أهدافًا مدنية مكشوفة، قصفها التحالف السعوأمريكي خلال السنوات الماضية بعشرات ومئات المرات، وقصفهم اليوم لمحيط ميدان السبعين يؤكّـد مدى تأثير هذه المظاهرات المليونية التي تقام كُـلّ جمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وهذا فيه جواب كاف للمتقاعسين عن الخروج في هذه المظاهرات المليونية التي لم يتعود الأمريكي والصهيوني على مشاهداتها في أية عاصمة عربية أَو إسلامية أُخرى.
هذه التظاهرات تزعجهم وتحيرهم وتجعلهم يفكرون مرارَا وتكرارًا كيف يتعاملون مع هذا الشعب الذي يخرج بهذه الأعداد الغفيرة نصرة وتأييدًا لغزة، وكيف يمكن أن يصلوا إلى القيادة في صنعاء وهذا الشعب حاضر معها ويقف خلفها ويستجيب لندائها في كُـلّ جمعة، وكيف يمكن أن يصلوا إلى القدرات العسكرية اليمنية، وهذه القبائل تتدفق كالسيول الغزيرة إلى ميدان السبعين وبقية الميادين كُـلّ أسبوع دون كلل أَو ملل.
أعتقد الأعداء جهلاً أن الشعب اليمني وقبائله العربية الأصيلة كبقية الشعوب في المنطقة يمكن أن تفرقهم هذه الغارات العدوانية، وتنال من عزيمتهم في مساندة القضية الفلسطينية، وتجبرهم على التخلي عن المظلومين في غزة، وهم واهمون في ذلك، وسيدفعون ثمن هذه الحماقة التي استفزت الحاضرين في الفعالية، وألهبت مشاعر كُـلّ القبائل اليمنية.
ونقلت القنوات الفضائية الحاضرة في الفعالية ردة فعل اليمنيين على هذه الغارات الهمجية، ناصحةً أن على الأمريكي والصهيوني والبريطاني أن يعودوا إليها، وأن يدرسوها جيِّدًا حتى لا يقعوا في هذه الحماقة مجدّدًا، فهذه الغارات أثبتت أن النظام الأمريكي والكيان الصهيوني ومعهما البريطاني لا يفهمون تركيبة الشعب اليمني، ولا تاريخه ولا ثقافته ولا شيئاً عن اليمنيين.
لا يعلمون أن هذه الغارات الاستعراضية تعد عيبًا أسودَ في عرف القبائل اليمنية، وهو أرفع العيوب وأقبحها في نظر القبيلة اليمنية، لا يقدم عليه إلا الجبان والخائف، وحكمها في الأعراف اليمنية أضعاف مضاعفة على ارتكبها في أي مكانٍ آخر، ومن يعرف القبائل اليمنية سيجزم أنها ستأخذ بثأرها من المعتدي المجرم عاجلاً غير أجل، فحياة أبنائها المتواجدين في ميدان السبعين الذين حضروا تلبية لفلسطين غير قابلة للنقاش.
وهذا ما سنشهده الجمعة، القادمة في كافة الساحات والميادين، وما ستعبر عنه القبائل اليمنية بطريقتها الخَاصَّة في كافة المناطق والمحافظات خلال الأيّام القليلة القادمة بوقفاتها الشعبيّة المسلحة، ورفدها بالمال للقوة الصاروخية والطيران المسير، والتحاقهم بدورات التعبئة العامة، وتوجّـهها لجبهات الشرف وميادين البطولة حتى يتحقّق النصر لليمن، وتتحرّر فلسطين إن شاء الله.
* أمين عام مجلس الشورى