عقيدةُ المقاومة لا تهتزُّ بخسارة قائد أَو جزءٍ من المحور

محمود المغربي

يظن الكيان الصهيوني وأمريكا ومن يدور في محور أمريكا والكيان أن القضاء على قيادات المقاومة، أَو أن هزيمة وإسقاط طرف أَو جزء من محور المقاومة سَيقضي أَو يضعف المقاومة، ويحقّق للكيان النصر والاستقرار والبقاء، وبلا شك أن هذا الاعتقاد يعود إلى جهل العدوّ بعقلية وعقيدة قادة وجمهور المقاومة وبالاستراتيجية التي يتبعونها في المواجهة والمقاومة.

وحتى يفهم الجميع عقيدة المقاومة سوف أطرح مثلاً بسيطاً ما حدث في كربلاء قبل 1400 عام، حَيثُ تم إبادة المقاومة بقيادة الإمام الحسين -عليه السلام- الذي استشهد في هذه المواجهة وقطع رأسه، وحتى من كان معه من أطفال تم قتلهم ولم يتبق من آل وأصحاب الحسين من الذكور إلا طفلاً صغيراً تركوه لاعتقادهم بأنه لن ينجوا ولن يعيش؛ بسَببِ مرضه وبنية جسده الضعيفة والمنهكة، وهو الإمام السجاد على بن الحسين -عليه السلام- وتم أخذ النساء سبايا.

وبالطبع كان هذا بنظر جيش يزيد نصراً ساحقاً، وبالمنظور العسكري والاستراتيجي إبادة ومحو للمقاومة بنسبة 100 % إلا أن ما حدث بالنسبة لمن يحمل عقيدة المقاومة انتصار للدماء على السيف وبداية لثورة عظيمة وبداية النهاية للطغاة ودولة بني أمية، ولم تهتز ثقة وإيمان ويقين جمهور المقاومة بنصر الله وهلاك الطغاة والمستكبرين، وتم تبني ورعاية ودعم ذلك الطفل المريض ليصبح إماماً وقائداً للمقاومة، وتكرّرت الخسارة والإبادة بحق المقاومة، لكن الطغاة والمستكبرين أَيْـضًا سقطوا وذهبوا إلى مزابل التاريخ، وعاش أصحاب القضايا العادلة والمنصفة بما يؤمنون به من قضايا ومقاومة للظلم والاستكبار والانحراف، وتم تخليد أُولئك العظماء الذين واجهوا الطغاة والمستكبرين بدمائهم عندما نفدت منهم الوسائل الأُخرى.

وعلى هذا النهج والمشروع يسير محور المقاومة، وبهذه العقلية والعقيدة يواجهون ويعتقدون أن لو لم يتبق إلا فرداً واحداً يؤمن بضرورة المقاومة والمواجهة لشكل ذلك انتصاراً للقضية والمشروع؛ فأين كنا وأين أصبحنا؟ بفضل الله لم نكن في يوم من الأيّام بهذه القوة والكثرة واليقين بالله وبالفهم والوعي الذي نحن فيه اليوم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com