من وحي الخطاب الأخير للسيد القائد.. شواهدُ فشل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

المسيرة- أحمد داوود:

تثارُ الكثيرُ من الأسئلة من بعد التوقيع على اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، حَيثُ يسخر المثبِّطون والانهزاميون من فَرحة المقاومة الفلسطينية بتحقيق النصر، متسائلين: عن أي نصر هذا؟.

يسرد هؤلاء الكثير من الحجج على أن غزة تعرضت لهزيمة قاسية، من بينها التدمير الشامل لكل مقومات الحياة في القطاع، ومقتل قيادات بارزة في حركة حماس من بينهم الشهيد القائد إسماعيل هنية، رئيس المجلس السياسي للحركة، وكذا رئيس الحركة في القطاع الشهيد يحيى السنوار.

وأمام هذه اللغة الانهزامية، ظهر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في خطاب تاريخي الخميس الماضي، ساردًا الحكاية بأكملها، ومفصلًا بالبيان، وبالحجج الدامغة، شواهد الانتصار للفلسطينيين، والفشل الكبير الذي رافق أمريكا و”إسرائيل” في هذه الجولة من الصراع.

ويؤكّـد السيد القائد أن اتّفاق وقف إطلاق النار، وهذا التطور المهم، جاء بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي الهمجي الإجرامي على قطاع غزة، وما رافقه من جرائم إبادة جماعية بلغت 4050 مجزرة، وتجويع، وتعطيش، وتدمير لكل مقومات الحياة، مع الإعدامات بدمٍ بارد، ومع الاختطاف للآلاف، والزج بهم في السجون، والتعذيب لهم بأبشع وسائل التعذيب وأساليب التعذيب، وكل هذا حدث بشراكة أمريكية، وتخاذل وتواطؤ عربي.

ويواصلُ السيدُ القائدُ توصيفَ المشهد المأساوي في قطاع غزة خلال هذه الجولة من الصراع، لافتًا إلى أن العدوان الصهيوني استهدف مئاتِ النازحين في خِيامهم القماشية، وكان يلقي عليها القنابلَ الأمريكية الحارقة والمدمّـرة، كما استهدف كُـلّ فئات المجتمع، والإعلاميين، والصحيين، واستهدف كذلك الأطفال والنساء، والكبار والصغار، واستهدف كُـلَّ مقومات الحياة، وبشكلٍ همجيٍ؛ لأَنَّه حظي بدعمٍ أمريكيٍ كبير، وفَّر له الأمريكي من مخازنه الكمياتِ الهائلة جِـدًّا من القنابل المدمّـرة؛ فألقى على قطاع غزة عشراتِ الآلاف من الأطنان المتفجِّرة والمدمّـرة، وكذلك ممارسة التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب، وبطريقةٍ يُنتهَكُ فيها الكرامة الإنسانية.

ويسرد السيد القائد العديدَ من شواهد فشل العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة، وأبرزها الثباتُ للشعب الفلسطيني والمجاهدين والموقف السياسي، وذلك على النحو الآتي:

 

أولًا: ثباتُ المجاهدين في غزة:

ويوضحُ السيد القائد أن هذه المظلومية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي وُثِّقت بشكلٍ أكبر مما جرى في أية بقعةٍ أُخرى من العالم، تصدى لها الفلسطينيون بصمود وصبر عظيم منقطع النظير، وبثبات وتماسك كبير للشعب الفلسطيني والمجاهدين الأعزاء.

ويقول: إن “المجاهدين في غزة قاتلوا في أصعب الظروف بأبسط الإمْكَانات، أمام ما حشد له العدوّ من إمْكَانات وقدرات عسكرية هائلة؛ بهَدفِ القضاء نهائيًّا على المقاومة، وعلى مستوى النشاط الاستخباراتي، والرصد الجوي، الذي كان يهدف إلى توفير كُـلّ المعلومات اللازمة؛ مِن أجلِ العمل على إنهاء المقاومة بشكلٍ كامل، والقضاء على كُـلّ المجاهدين في قطاع غزة، وبالرغم كذلك من الحصار الطويل”.

ويشير إلى أنه وخلال هذه الجولة من الصراع استخدم العدوّ كُـلّ التكتيكات لحسم المعركة، وإنهاء العمل الجهادي في القطاع، ومع ذلك فشل، فما السِّـــرُّ في كُـلّ هذا الإخفاق والفشل للعدو في تحقيق أهدافه المتمثلة بسحق المقاومة والقضاء عليها نهائيًّا؟

ويؤكّـدُ السيد القائد أن من أبرز هذه الأسباب هي قوة إيمان، وإرادَة، واستبسال، والاستعداد العالي للتضحية من قبل المجاهدين في القطاع، إضافة إلى ذلك العمل الفدائي، والبطولي من جانب الإخوة المجاهدين في قطاع غزة؛ فهم جاهدوا بكل هذه القيم: بالاستبسال والتفاني منقطع النظير، وقوة إرادَة، وتصميمٍ وعزمٍ إيماني، وفي نفس الوقت تكيَّفوا مع مختلف الظروف العسكرية، وأبدعوا في تكتيكهم القتالي، المتناسِب مع أي ظرفٍ عسكري.

ولــذلك كان العدوُّ الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، كلما اعتمد على تكتيك مُعيَّن، وخُطَّة عسكرية مُعيَّنة، مدروسة، مدعومة بكل الإمْكَانات القتالية والتدميرية، يفشلُ في نهاية المطاف، والكلامُ هنا للسيد القائد، الذي يشيرُ إلى أن العدوَّ كرّر عملياتِ الاجتياح في شمال القطاع، وفي غير شمال القطاع، ويعلنُ السيطرة، ثم لا يلبَثُ أن يواجه من جديد بعمليات تفتك بضباطه وجنوده، تدمّـر آلياته، وتلحق به الخسائر المباشرة.

ويبيّن أن صورةَ المشاهد البطولية والفدائية الجهادية، للإخوة المجاهدين في قطاع غزة، عظيمة، ومذهلة، ومؤثِّرة حتى على معنويات الأعداء، ولها أهميّة كبيرة في إصابتهم بحالة الإحباط؛ لأَنَّه بعد كُـلّ هذا الدمار، والخراب، والقتل، واستخدام كُـلّ الوسائل والتكتيكات، يفشلون، وَإذَا بالعمليات الجهادية مُستمرّة، ولا تلبث أن تتصاعد بإبداع، وتنويع في التكتيك، واستخدام للوسائل اللازمة، وبالرغم من الإمْكَانات البسيطة جِـدًّا، استمرت حتى عمليات القصف الصاروخي إلى ما يسمى بغلاف غزة، وكانت هناك عمليات كثيرة من المسافة صفر، وفي الاشتباك مع جنود العدوّ وضباطه، والنيل منهم، والفتك بهم، وَكُـلّ هذا المشهد العظيم هو درسٌ كبيرٌ جِـدًّا، وله أهميته الكبيرة، في مستوى ما تحقّق من نتيجة مهمة جِـدًّا؛ لأَنَّ الفشلَ الإسرائيلي يقاسُ بكل هذه الاعتبارات.

 

ثانيًا: ثباتُ المجتمع الفلسطيني وعدم التهجير:

من شواهد فشل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو الثباتُ الأُسطوري للشعب الفلسطيني أمام آلة القتل الإجرامية؛ فالعدوّ منذ اللحظات الأولى كان يهدفُ إلى التهجير القسري للفلسطينيين.

ويقولُ السيد القائد:” لقد استخدم العدوُّ الإسرائيلي كُـلَّ وسائل الإبادة والترهيب، وكان يسعى فعليًّا إلى تهجير سكاني لقطاع غزة، بحيث لا يتركُ لهم أي أمل في الحياة، إن هم أصرُّوا على البقاء في قطاع غزة، في بلده؛ فثباتُ الشعب الفلسطيني، بالرغم من الإبادة، من التجويع الشديد، بالرغم من انعدامِ الخدمة الصحية، التي استهدفها العدوُّ الإسرائيلي بشكلٍ كبيرٍ جِـدًّا، وبالرغم من كُـلّ أشكال المعاناة، التي ازدادت أَيْـضًا مع شدَّةِ البرد، والحرمان من كُـلّ وسائل التدفئة، كُـلّ أشكال المعاناة عاناها الشعب الفلسطيني، ومع ذلك كان ثابتًا متمسكًا، متمسكًا بخيارِ المقاومة، ومحتضنًا لها، وثابتًا على أرضه، وفي وطنه وبلده”.

وبحسب كلام السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- فَــإنَّ الصراعَ مع العدوّ الإسرائيلي متواصلٌ منذ سنوات كثيرة، غير أن هذه الجولة من الصراع هي الأكبر من حَيثُ حجم العدوان، والإجرام، والإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ومن حَيثُ مستوى الصمود الذي كان أكبرَ من أية جولات سابقة.

ويؤكّـد السيد القائد أن هذا الصمودَ العظيمَ من البشائر المهمة لمستقبل الشعب الفلسطيني؛ لأَنَّه بهذا المستوى من الثبات، من قوة الإرادَة، من التمسُّك بقضيته العادلة، بموقفه الحق، هو أقربُ بكثير إلى أن يحظى بنصرِ الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وأن يصلَ إلى النتيجة الحتمية، التي لا بُـدَّ من تحقُّقِها بزوال الكيان الصهيوني؛ لأَنَّه كيانٌ مؤقتٌ.

 

ثالثًا: ثباتُ الموقف السياسي للمقاومة:

ومن شواهد فشل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة-كما يقول السيد القائد- هو ثباتُ الموقف السياسي للإخوة في حركة حماس، والذين كانوا أوفياءً مع هذا الثبات، وهذه التضحيات، التي يقدمها الإخوة المجاهدون في الميدان، ويقدمها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ويرى السيد القائد أن حركة “حماس” وغيرها من فصائل المقاومة رفضت الشروط المذلة، ولم تستسلم للضغوط الأمريكية والغربية، فكان الثبات السياسي هو درس عظيم، وتوجّـه الصورة المتكاملة للثبات والصمود للإخوة الأعزاء في قطاع غزة، من مجاهدين، ومن شعبٍ فلسطيني، ومن قادةٍ سياسيين.

وأمام الثبات والصمود الفلسطيني الرهيب من مجاهدين وشعب وقادة؛ فقد عجز العدوّ الإسرائيلي في تحقيق أهدافه، ومنها ما يلي:

  • استعادة الأسرى بالقوة وعدم تمكّن العدوّ الإسرائيلي من العُثُور عليهم.
  • الفشلُ في إنهاء المقاومة في غزة؛ فالعدوّ كان يريدُ القضاءَ على كُـلّ المجاهدين، وهو هدَفٌ معلَنٌ، وألا يبقى في غزةَ أي عمل مقاوم.
  • الفشل في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

 

رابعًا: جبهة الإسناد لحزب الله اللبناني:

وفي ظل العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، لم يصدر عن الأمم المتحدة، أَو المجتمع الدولي أيةُ مواقف لإيقاف حرب الإبادة الجماعية، كما أن المواقف العربية كانت متواطئةً ومتخاذلة.

ومن بين ركام الحرب، برزت المواقفُ الإسنادية العظيمة لمحور المقاومة، وعلى رأسها الإسناد العظيم لحزب الله اللبناني؛ فجبهة لبنان الإسنادية كانت قويةً جِـدًّا، ومؤثِّرةً على العدوّ الإسرائيلي، ووصلت إلى حربٍ شاملة مع العدوّ الإسرائيلي.

ويقول السيد القائد: “عندما قام بعدوانه الشامل على لبنان، وحزب الله قدَّم في جبهات الإسناد ما لم تقدمه الأُمَّــةُ في أية جبهة من جبهاتها، ولا في أية جهة من الجهات، ليس هناك أي نظام أسهم بهذا الإسهام، ولا جماعة قدمت مثلما قدَّمه حزب الله، تضحيات كبيرة جِـدًّا، على رأسها: سماحة شهيد الإسلام والإنسانية، السيد/ حسن نصر الله “رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، شهداءُ كُثُرٌ من حزب الله، على رأسهم القادة، وكثيرٌ من الكوادر، كثيرٌ من المجاهدين، كذلك من الحاضنة الشعبيّة، حزبُ الله قَــدَّمَ تضحياتٍ كبيرةً في جبهته، وأسهم إسهامًا حقيقيًّا في المعركة ضد العدوّ الإسرائيلي.

 

خامسًا: جبهة الإسناد اليمنية:

ويتطرَّقُ السيدُ القائدُ إلى الجبهة اليمنية المسانِدة لغزة، معتقدًا أنها تميَّزت بعُنصُرِ المفاجأة للعالم وللكثير من المراقبين والمحللين والسياسيين؛ لما حوت من ضربات نوعية وهجمات لا مثيلَ لها سواء في البحرَينِ الأحمر والعربي ضِدَّ السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، أَو من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة نحو العمق الصهيوني.

عنصرُ المفاجأة هنا للكثيرين أن اليمن البعيد جغرافيًّا عن فلسطين المحتلّة يستحيل أن يدخُلَ كجبهة إسناد لغزة، هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى، فَــإنَّ هذا البلدَ خرج من ركام عدوان سعوديّ أمريكي غاشم، استهدف كُـلّ مقومات الحياة على مدى 10 سنوات، فكيف له أن يتحولَ إلى جبهة إسناد، لكن ما حدث فاق كُـلَّ التوقعات؛ فالعمليات اليمنية كانت بسقفٍ عالٍ، والمواجهة ضد الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين كانت موجِعة ومكلفة للأعداء، وخرج اليمن منتصرًا بقيمه وأخلاقه خلال هذه الجولة من الصراع مع الأعداء.

ويؤكّـد السيد القائد أن القصف الصاروخي اليمني على العمق الصهيوني كان بـ (ألفٍ ومِئتين وخمسة وخمسين) ما بين صواريخ بالِسْتِيَّة، ومُجَنَّحَة، وفرط صوتية، وطائرات مُسَيَّرة، وهذا عددٌ كبيرٌ مقارنة بإمْكَانيات اليمن، حَيثُ لم يُستخدَمْ هذا العددُ وبهذا الزخم خلال العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا خلال السنوات العشر الماضية.

ما يميز جبهة الإسناد اليمنية أنها شهدت قفزاتٍ نوعيةً في التصنيع العسكري؛ فخلال أكثر من عام من الإسناد لغزة استطاعت القوات المسلحة صناعة صواريخ متنوعة من أبرزها حاطم، ثم فلسطين 1، وُصُـولًا إلى صناعة صواريخ فرط صوتية من نوع فلسطين 2، إضافة إلى صناعة مسيَّرات ذات قدرات نوعية مثل يافا، وكذلك صناعة غوَّاصات مسيرة، وهذه الأسلحة لم تكن في المخازن اليمنية من قبلُ، وهذه من النتائج الإيجابية لمشاركة اليمن في إسناد غزة.

ويشير السيدُ القائدُ إلى أن هذه العمليات المتطورة والإنتاج الغزير في صناعة الأسلحة لم يأت في ظل وضع استقرار أَو هدوء تام، وإنما جاءَ في ذروة العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا، والضغوط الاقتصادية المتواصلة على بلدنا، لكن اليمن بثباتِه وقدراته العسكرية مضى إلى الأمام، واستطاع تحييدَ القدرات العسكرية الأمريكية، وأن يحشر القِطَعَ الحربية الأمريكية والبريطانية والغربية في الزاوية.

ومن أبرز تأثيرات العمليات اليمنية على العدوّ الإسرائيلي وفق ما تطرق إليه السيد القائد ما يلي:

  • حالة الرعب والخوف الكبير وهروب المغتصبين وهُم على فراش النوم بالملايين أثناء دوي صافرات الإنذار مع وصول الصواريخ اليمنية إلى العمق الإسرائيلي.
  • توقف حركات الطيران من وإلى مطار [بن غوريون]، وبشكل متكرّر؛ مما أَدَّى إلى أن عزوف الكثير من شركات الطيران عن العودة إلى العمل فيه.
  • التأثير على الوضع الاقتصادي جراء العمليات اليمنية المتصاعدة، وهذه الخسائر بالمليارات، كما تؤكّـد الكثير من التقارير الاقتصادية للعدو نفسه.
  • إفلاس ميناء “أم الرشراش”، وعلى الرغم من العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، وإرسال القطع الحربية والبوارج وحاملات الطائرات إلا أنها فشلت في حماية الملاحة الإسرائيلية، وأصبحت مدينة “إيلات” مسكونة بالرعب والخوف والقلق، وأصبح الصهاينة فيها في حالةِ خوف دائم، كما يقول السيد القائد عبدُالملك الحوثي.

ويتناول السيدُ القائدُ واحدةً من أهم ثمار الجبهة اليمنية المساندة لغزة، وهي الفشلُ الأمريكي في حمايةِ الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، رغم عدوانه الغاشم على اليمن، الذي بدأ في 12 يناير 2024م، وتحَرُّكه العسكري الكبير عبرَ قِطَعِه البحرية من بارجات وأساطيل وحاملات للطائرات لإخضاع اليمن وحماية الملاحة الإسرائيلية.

ويلفت السيدُ القائد إلى أن اليمن اشتبك مع حاملات الطائرات لمرات عديدة، “وطُردت من مسرح العمليات؛ ولهذا طُردت [روزفلت]، وطردت [لينكولن]، وتطارد أَيْـضًا الآن حاملة الطائرات [ترومان]، تطارد وتطرَدُ كَثيرًا من مسرح العمليات، وأصبحت حركةُ الأمريكي في البحار ليست كما السابق، في البحر الأحمر، وخليج عدن، اعتراضية، ومطمئنة، ومهدّدة، ومتوعِّدة، ومخيفة للآخرين، ولا أحد يجرؤ على الرد عليها، ولا على الاستهداف لها، شاهد الأمريكي وضعًا مختلفًا تمامًا، شاهد أنه أمام من يواجهه، من يتصدى له، من يردُّ عليه بكل قوةٍ وحزم”.

وأمام الاستهدافِ اليمني لحاملات الطائرات “فشلت أمريكا في ظل هذه الجولة لحماية الإسرائيلي، وعجزت عن ذلك تمامًا، وأصبحت عاجزةً بالفعل، كانت في البداية تعترض البعضَ من الصواريخ، البعضَ من الطائرات المسيَّرة، والآن لا تكاد تحمي نفسَها إلَّا بصعوبةٍ مع الهروب، وباتت تطوِّرُ تكتيكاتها الهروبية، أكثرَ من التكتيكات الهجومية؛ ولذلك تهرُبُ [ترومان] إلى أقصى شمال البحر الأحمر، وتبتعدُ عن السواحل اليمنية بأكثر من ألف كيلو، وَإذَا حاولت أن تتقدمَ؛ تواجَه وتستهدَف، ثم تهرُبُ على الفور من جديد، وتهرُبُ معها القِطَعُ التي هي معها، وهي قِطَعٌ بحرية حربية، في كُـلّ العمليات التي تخطط لها تلك الحاملات، يتم طردُها بالتزامن مع تلك الترتيبات، وتبتعدُ هذه المسافة الكبيرة: إلى أقصى شمال البحر الأحمر”، والكلامُ هنا للسيد القائد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com