الشيخ قاسم: اتّفاق غزة يؤكّـد ثبات مقاومتها.. وندعو الإسرائيلي لعدم اختبار صبرنا

المسيرة | متابعات

أكّـد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ اتّفاق وقف إطلاق النار في غزّة الذي تمّ التوصّل إليه قبل أَيَّـام لم يتغيّر عمّا كان مطروحًا في مايو سنة 2024م، مستنتجًا بذلك أنّ هذا يدلّ على “ثبات المقاومة، وأنّها أخذت ما تريد ولم يستطع الإسرائيلي أن يحصل على ما يريد”.

وشدّد الشيخ قاسم، في كلمة له في المؤتمر الدولي الثالث عشر “غزة رمز المقاومة”، على أنّ هذا الاتّفاق هو انتزاع لمصلحة الفلسطينيين رغم “تكالب الإجرام الإسرائيلي – الأمريكي على أهلنا في غزة”.

وقال الشيخ قاسم: إنّ “طوفان الأقصى أحيا القضية الفلسطينية وأوصل صداها والاهتمام بها إلى بقاع الأرض كافة، حتى أنّنا رأينا التظاهرات في أمريكا وفرنسا وبريطانيا والدول الغربية، معتبرًا أنّ ذلك شكّل انقلابًا حقيقيًّا في المشهد العالمي”.

ووصف الشعب الفلسطيني المجاهد بكلّ أطيافه والمقاومين في الميدان بـ “ـفخر الأُمَّــة وعنوان العزة وصُنّاع مستقبل فلسطين المحرّرة”، إذ أفشلوا مخطّط “إسرائيل” الخطير.

وعن تضحيات وصمود غزة، أكّـد “أنهما مُؤشّران على جدارة هذا الشعب ومقاومته لاستعادة أرضه وهو قادر على ذلك”، مُضيفًا أنّ التضحيات هي التي أوقفت المشروع الآثم ومنعت إلغاء قضية فلسطين و”ستؤسس إن شاء الله للمستقبل”.

وأوضح أنّ بديل هذه التضحيات خلال مراحل الحرب هو الاستسلام، فيما شدّد على جدارة حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام بقيادة المقاومة وصمودها، ومعها حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، وكلّ فصائل المقاومة.

بشأن خسائر الاحتلال في طوفان الأقصى، دعا الشيخ قاسم إلى قراءة خسائر الكيان الضخمة في “الجيش” والاقتصاد والوضع النفسي والتربوي والسياسي، مُشيرًا إلى أنّ “إسرائيل” منبوذة على المستوى الدولي، وصورتها قاتمة.

وحذّر الشيخ قاسم من أنّ المستوطنين الإسرائيليين لن يكونوا مستقرّين في فلسطين، وقال: “انتظروا القادم من الأيّام والأشهر لتروا التداعيات”، مُشيرًا إلى تزايد الخلافات الداخلية في داخل الكيان الإسرائيلي، مشدّدًا على أن لا حَـلّ في فلسطين إلا بعودتها إلى أهلها.

داخليًّا، أكّـد الشيخ قاسم أنّ “البلاد قدّمت الغالي والنفيس من خلال حزب الله وحركة أمل والشعب اللبناني، وقدّم حزب الله سيد شهداء الأُمَّــة السيد حسن نصر الله على رأس القائمة، ومعه السيد هاشم صفي الدين والقادة الجهاديون والشهداء والجرحى والأسرى، وكلّ ذلك مساندة لغزة وصدًّا للعدوان على لبنان”.

وأوضح سماحته أنّ “مواجهة حزب الله في لبنان ساهمت في نصرة غزة وعطّلت هدف “إسرائيل” بإنهاء المقاومة في لبنان”، مشدّدًا على أنّ هذه المقاومة خرجت عزيزة مرفوعة الرأس والسلاح بأيدي المقاومين والقرار 1701 إطار عامّ، والشباب المقاوم وقفوا سدًّا منيعًا أمام التقدّم على الجبهة بمواجهة أُسطورية”.

وشدّد الشيخ قاسم على أنّ “المقاومة في لبنان ستبقى عصيّة على المشروع الأمريكي – الإسرائيلي، وهي مُستمرّة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض”.

ولفت إلى أنّ “خُطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها في نقاش ضمن الاستراتيجية الدفاعية وبالحوار، من ضمن الحفاظ على قوة لبنان وسيادة لبنان واستقلاله”، محذرًا من أنّ أحدًا لن يتمكّن من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فـ “المسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة”.

وبشأن خروقات الاحتلال المُستمرّة منذ دخول اتّفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في الـ27 من نوفمبر 2024م، قال سماحتهُ: إنها “لا يمكن أن تستمر”، موضحًا أنّ الصبر عليها هو لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية والوسطاء، داعيًا إياهم “لعدم اختبار صبرنا”.

وفيما يتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية في البلاد، أكّـد أنّ مساهمة حزب الله وحركة أمل هي التي أَدَّت إلى انتخاب الرئيس جوزف عون بالتوافق، مشدّدًا على أنّ أحدًا “لا يستطيع إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد، نحن مُكوّن أَسَاسي في تركيبة لبنان ونهضته”.

وأكّـد الشيخ قاسم أنّ “التاريخ سيُسجّل، كما سجّل الميدان، من ساند غزة بالتضحيات والعطاءات وكانت لهم مساهماتهم في كسر مشروع العدوّ الإسرائيلي”.

وأشار إلى أنّ “أبرز المساهمين هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة السيد علي الخامنئي، الذي “لم يترك مناسبة إلا وأكّـد فيها الوقوف مع الشعب الفلسطيني للتحرير من البحر إلى النهر، وقدّم كُـلّ أنواع الدعم العسكري والمعنوي والمادي والسياسي ودماء الشهداء؛ مِن أجلِ فلسطين”.

وتقدم سماحة الشيخ قاسم بالتحية إلى “الشعب الإيراني الذي ساند ودعم وسار وراء هذه القيادة العظيمة لقائد الثورة والجمهورية الإسلامية، السيد علي الخامنئي، في نصرة فلسطين”.

وتوجّـه الشيخ قاسم بالتحية إلى “اليمن وقائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، والشعب اليمني لما قدّموه من تضحيات، وحيّا العراق بمرجعيته وشعبه وحشده ومساندته للقضية الفلسطينية”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com