في قلبِ العاصفة
رقية حسين الدرب
في ظل الأحداث المتسارعة التي تمر بها فلسطين، خَاصَّة في قطاع غزة، أصبح من الضروري فهمُ السياق الأوسع الذي يحيط بالصراع ووقف إطلاق النار الأخير.
الكلمة التي ألقاها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي تُمثِّلُ رؤية عميقة واستشرافية لهذه التطورات، مُلقيةً الضوء على أهم المحاور.
إعلان اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة يعتبر تطورًا مهمًّا في المشهد الإقليمي المتأزم.
فقد اضطُرَ العدوّ الإسرائيلي، مع الدعم الأمريكي، للاعتراف بالحاجة إلى هذا الاتّفاق بعد أشهر من العدوان الذي أسفر عن مجازر مروعة.
إن هذا التحولَ يعكس الضغوط الدولية والإقليمية الكبيرة التي واجهتها “إسرائيل”، والتي كشفت عن الفشل الذريع في تحقيق أهدافها العدوانية.
خلال الكلمة، تم التأكيدُ على مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، التي تعود لأكثر من قرن.
وقد أبرزت الكلمة تجارب الشعب الفلسطيني خلال الـ 15 شهرًا مضت، حَيثُ توزعت الصور بين المظلومية والصمود.
فرغم ما تعرض له الفلسطينيون من جرائم إبادة جماعية وتجويع، إلا أن صمودهم وثباتهم ورفضهم للاستسلام كانت متجلية في مقاومة فعالة أمام آلة الحرب الإسرائيلية.
بالرغم من الإمْكَانات العسكرية الهائلة التي تمتع بها العدوّ الإسرائيلي، فَــإنَّه فشل في تحقيق الأهداف التي سعى إليها في إنهاء المقاومة.
إن هذا الفشل يعكس قوة الإرادَة والإيمان لدى الشعب الفلسطيني، والذي استمر في المقاومة بعزيمة راسخة.
لقد استثمر المجاهدون في غزة كُـلّ إمْكَانياتهم للتكيف مع الظروف الصعبة، بحيث أَدَّى ذلك إلى إلحاق الخسائر بالجنود الإسرائيليين.
يتجاوز الصراع في غزة الإطار المحلي ليصبح موضوعًا عالميًّا يجذب الأنظار.
وقد أشار القائد إلى تواطؤ بعض الأنظمة العربية وعدم فعاليتها في دعم القضية الفلسطينية.
إن الفشل في الوقوف مع حقوق الشعب الفلسطيني من قبل بعض الدول يعكس التناقضات القائمة في النظام الإقليمي والدولي، حَيثُ نجحت أمريكا في توجيه الأجندات بما يخدم مصلحة الاحتلال.
كما أن الوضع في غزة يعكس صراع الإرادات بين الحق والباطل، بين الشعب الذي يسعى لحريته والاحتلال الذي يسعى لفرض سلطته بالقوة.
وبما أن الصمود والتضحيات التي يقدمها الفلسطينيون تحمل في طياتها الأمل في إمْكَانية التغيير، رغم الظروف القاسية.