باعوم: الجنوبيون من ثوّار إلى عسكر بيد “التحالف”.. والجاوي: تجنيدُ الشباب صفقةٌ مشبوهة.. الجنوبيون دماء للبيع!
تحالف “الإصلاح – السلفيين” والمؤامرة الجديدة على القضية الجنوبية
تعليقاً على التحَرّكاتِ المشبوهة لقيادات تابعةٍ للرياض في عددٍ من المحافظات الجنوبية والتي تهدفُ لتجنيد المئات من الشباب والدفع بهم إلى الجبهات الحدودية، وتحديداً في نجران وجيزان، وصف القيادي في الحراك الجنوبي فادي باعوم إرْسَال مقاتلين جنوبيين إلى نجران بأنها مقاولةٌ رخيصةٌ للغاية، مؤكداً أن المغرَّرَ بهم سيذهبون بدراهمَ معدودةٍ ولن يتحقّقَ أيُّ مكسب سياسي للقضية الجنوبية، بل إن الجنوبيين سيتحولون من ثوار إلى عسكر وأدوات لدى ما يسمى “التحالف”.
باعوم قال إنه لا يوجد أي مكسب سياسي للقضية الجنوبية من هذه الحرب ما عدا شرعنة البعض وتعرية القضية واختزالها فيما يسمى الشرعية.
وتساءل باعوم: مَن الذي نسّق ومَن الذي سيتفق مع ما يسمى التحالف وما هو المكسب؟
مضيفاً: طبعا لا أحد في هَذِه “الشرعية اليمنية” وموظفيها يستطيع أن يساوم على مكسب سياسي أو غير سياسي للجنوب لأنهم ببساطة جزء من هَذِه الشرعية اليمنية وموظفين لديها.
وقال باعوم إنه لن يبقى إلا مقاولو البشر فقط سيساومون على مكاسبَ ماديةٍ وستكون رخيصة للغاية أيضاً.
من جانبه أكّد القياديُّ في الحراك الجنوبي آزال الجاوي أن تجنيدَ أبناء المحافظات الجنوبية وإرْسَالَهم إلى الحدود السعودية للدفاع عنها من بعض من مقاولين البشر -حسب وصفه- ليس وليدَ اللحظة، مشيراً إلى أن التجنيد قائمٌ من الداخل وكذا ضمن المغتربين منذ شهور، مؤكداً أن مَن يقاتل منذ أول أيام فتح جبهات الحدود دفاعاً عن السعودية هم أبناؤنا.
وفي إشارة إلى زيادةِ أعداد القتلى والجرحى من أبناء المحافظات الجنوبية في الحدود وخاصة في نجران قال القيادي في الحراك الجنوبي آزال الجاوي: (أبناؤنا ليسوا برابر حتى تقاولوا على رؤوسهم في مسالخ الآخرين، كما أن جماجمَهم لا تقدر بثمن حتى تعقدوا عليها صفقاتكم المشبوهة).
في ذات السياق أكّدت مصادر محلية في محافظات عدن ولحج وأبين، أن قياداتٍ تابعةً للتيار السلفي تقوم بحملة تجنيد للعشرات من الشباب؛ بهدف نقلهم إلى نجران للقتال إلى جوار جيش العدو السعودي ضد الجيش واللجان الشعبية، وهو ما أثار الكثيرَ من الجَدَل، لا سيما في المحافظات الجنوبية التي تشهد أحداث عنف منذ أشهر، ناهيك عن التجاذبات السياسية بين مختلف الأَطْرَاف.
وتؤكد الأنباء الواردة من عدن وأبين، انتقالَ عدد من قيادات القاعدة إلى محافظتَي البيضاء ومأرب، بالتنسيق مع قيادات تابعة للرياض وبهدف توزيعها على مختلف الجبهات لقتال الجيش واللجان الشعبية، وهو ما يجعل القضية الجنوبية أمامَ تَحَدٍّ آخر، لا سيما مع بروز صراعاتٍ بين عدد من التيارات، منها مدعومة من أبو ظبي وأخرى من الرياض.
وتأتي هذه التحرّكات في المحافظات الجنوبية عقبَ توقيع حزب الإصلاح والتيار السلفي وثيقة سميت بـ “ميثاق العمل الدعوي”، والتي تُعتبَرُ إعلاناً للتحالف القديم الجديد بين حزب الإصلاح والتيار السلفي وبقية الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة وداعش والمنتشرة في المحافظات الجنوبية.
متابعون أكدوا أن الأهدافَ التي يحملُها تحالُفُ الإصلاح / السلفيين في المحافظات الجنوبية تستهدفُ بالدرجة الأولى القضية الجنوبية، مستدلين بالتحركات العسكرية والأمنية في تلك المحافظات والتي قادت لاغتيال عدد من القيادات الجنوبية خلال الأشهر الماضية ومحاولة بسط النفوذ والسيطرة وتنفيذ أجندة بعيدة تماماً عن مطالب أبناء تلك المحافظات.
مضيفين أن ما حدث في محافظة أبين مؤخراً من اصطناع انتصار ضد القاعدة وداعش يؤكد حجم المؤامرة على القضية الجنوبية، حيث تم نقل العشرات من الإرهابيين إلى جبهات الشمال وسيتم إعادتهم بعد أن تنتهيَ المهمة المرسومة لهم في جبهات البيضاء ومَأرب وشبوة.
وربطت مصادرُ محليةٌ في محافظات جنوبية زيارة الجنرال الأَحْمَر لمأرب ومن ثم شبوة بعملية نقل الإرهابيين إلى المحافظات الشمالية، فيما يتم الاحتفاظ بالعشرات منهم في المحافظات الجنوبية لأهداف يعلمها الجميع.
وتأتي زيارةُ الأَحْمَر للمحافظات الجنوبية ضمن إطار محاوَلةِ تثبيت بقاء تلك المحافظات ضمن السيطرة الفعلية لتحالف “الإصلاح – السلفيين”، ناهيك عن محاولة فرض أمر واقع من خلال الاتجاه نحو نهب الثروة الوطنية تحت مسمى الشرعية، وهو ما كشفته تقارير دولية مؤخّراً حول سعي هادي / بن دغر مع الجنرال محسن إلى تصدير كميات كبيرة من النفط لحسابهم الخاص.
ولاقت زيارةُ محسن لمحافظات شبوة وحضرموت إداناتٍ واسعةً لدى عشرات الناشطين المحسوبين على الحراك الجنوبي.
إلى ذلك أكدت مصادرُ سياسيةٌ أن السعودية استدعت مؤخراً عدداً من القيادات في محافظة عدن في إطار السعي السعودي لتسهيل مهمة التحالف الإصلاحي السلفي في المحافظات الجنوبية.
وحسب المصادر فإن تلك القيادات تعرضت لتعنيفٍ شديدٍ وتم إجبارُها على نفي تصريحات سابقة لها تتعلق بمستقبل المحافظات الجنوبية.
وأشارت المصادرُ أن التحرك السعودي يأتي في إطار الصراع مع دولة الإمارات العربية المتحدة في المحافظات الجنوبية عموماً وفي عدن تحديداً، وهو ما انعكَسَ على الحالة الأمنية غير المستقرة في تلك المحافظات.