اليمن صوتُ الحق في زمن التخاذل
معين البخيتي
عندما اجتمع الظلم وأحكم الحصار على غزة، واشتدت آلة العدوان لتنهش جسدها الطاهر، بقي اليمن صوتًا نقيًّا يصدح بالحق في وجه العالم المتخاذل. في وقتٍ اختارت فيه الأنظمة العربية والإسلامية الصمت أَو التطبيع، وقف اليمن، برغم جراحه العميقة، موقف الأحرار، يُجدد العهد لفلسطين، ويُعلن أن غزة ليست وحدها، وأن قضيتها هي نبض الأُمَّــة وضميرها الذي لا يموت.
غزة، المدينة التي أرهقت عدوها، وأذهلت العالم بصمودها، لم تكن يومًا مُجَـرّد رقعة جغرافية، بل قصة إنسانية وموقف عز لا يُضاهى. أرضٌ تُنبت أبطالا لا يهابون الموت، وشعبٌ يعلّم العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحق، مهما حاولوا طمسه، يبقى حيًّا كجذور الأرض. غزة التي قاومت القصف والحصار، صنعت من دمائها أفقًا جديدًا للحرية، وأصبحت أيقونةً تُلهم الأحرار في كُـلّ مكان.
في حين أن كَثيرًا من الدول العربية والإسلامية خذلت فلسطين، أَو التزمت الصمت المشين، كان اليمن شامخًا بموقفه، ثابتًا على مبادئه، رافضًا كُـلّ أشكال التطبيع والخضوع. اليمن، الذي يرزح تحت نير الحرب والحصار، لم يُثنه ذلك عن حمل راية فلسطين، ليقول للعالم أجمع: “نحن وإن كنا ننزف، فَــإنَّ غزة في قلوبنا، وفلسطين هي قضيتنا الأبدية التي لا تنكسر. “
ما قدمه اليمن لغزة في زمن التخاذل:
1. ثبات الموقف الرافض للتطبيع: في وقت هرول فيه المتخاذلون نحو المحتلّ، ظل اليمن شوكة في حلق المطبعين، يُجدد رفضه القاطع لأي علاقة مع الكيان الغاصب، ويؤكّـد أن فلسطين حقٌ لا يُفرط فيه.
2. الدعم الشعبي الذي لا ينضب: من كُـلّ بيت ومدينة في اليمن، تنطلق أصوات الدعم لغزة، تُعبّر عن وحدة الجراح والمصير. مظاهرات حاشدة، ودعوات لا تنقطع، وشعارات تلهب القلوب وتوحد الصفوف.
3. رسائل الحق للعالم: بينما صمت كثيرون عن الجرائم في غزة، رفع اليمن صوته عاليًا في المحافل الدولية والشعبيّة، ليقول إن الظلم لا يُغتفر، وإن العدوان على غزة هو عدوان على الإنسانية جمعاء.
عزة واليمن يشتركان في نضال لا يعرف الضعف، وصمود لا ينكسر أمام الطغاة. كلاهما يواجه الحصار والقصف، لكنه يزرع الأمل في الأجيال القادمة، ويُثبت أن إرادَة الشعوب لا تقهر. هما دليلٌ حيٌ على أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحق إذَا سُقي بالدماء، أزهرت الحرية على أرضه.
وفي زمنٍ اشتد فيه الظلم، وظن فيه المحتلّ أنه استحوذ على كُـلّ شيء، كان اليمن شاهدًا حيًّا على أن الأحرار لا يموتون، وأن الحق لا يضيع. غزة انتصرت وستنتصر، واليمن، بصموده ونخوته، سيبقى صوت الحق الذي لا يخفت. ستشرق شمس فلسطين يومًا، وستظل غزة أيقونة العزة، واليمن شاهدًا على أن الأُمَّــة التي تحمل الحق في قلبها، لا تُقهر أبدًا.