غزة تنتصر.. أين وجوهُكم أيها المتخاذلون؟
المعتصم العزب
ها نحن اليوم نشهد النصر لغزة الأبية، ولمجاهديها الأبطال، ولمواطنيها الأحرار، الذين أحذيتهم أشرف من وجوه حكام العرب والغرب والمسلمين الصامتين والمتخاذلين! هذا النصر، الذي يتحقّق رغم جرائم الكيان الصهيوني وتوغله البري الفاشل، يُثبت هشاشة قوة الظلم أمام صمود الحق.
بينما كان مجلس الأمن – اليد اليمين للكيان – عاجزًا عن أي تحَرّك جاد، بل كان ينبح وينهق بشعارات زائفة عن حقوق المرأة وحقوق الطفل، أين حقوق المرأة في فلسطين؟ وأين حقوق الطفل في غزة؟ أين كُـلّ ما تدعونه وتكذبون به أمام جرائم الكيان؟ كان الكيان الصهيوني يستهزئ استهزاءً واضحًا به.
بينما تتواصل خدماتهم الواضحة للكيان، لقد عبث الكيان بدور الأمم المتحدة، ولم يبالِ بها، متجاهلًا كُـلّ القوانين والأعراف الدولية، وهذا وصمة عارٍ على جبين كُـلّ من تواطأ معه ووصمة عار على مجلس الأمن.
كان الأجدر طرد هذا الكيان الغاصب من المجتمع الدولي، لا الاعتراف به كدولة! ولكن، للأسف، لم تتخذ “الدولة الأممية” أي إجراء تجاه جرائمه، ولم تتدخل لتأمين النازحين أَو حماية الأطفال والنساء، بل تجمدت كُـلّ المبادئ الإنسانية وخدمت مصالح العدوّ نفسه.
أما الخذلان العربي والإسلامي، الذي يُضاف إلى سجلات العار، سيُسأل عنه الجميع أمام الله. ويا للأسف من الدول المطبعة التي خابت آمالها وتعلقت بأوهام الحماية لمصالحهم التي طلبوا الحماية من عدو الله. فها هي من اتخذتموها إلهًا من دون الله تنهزم أمام ثلة مؤمنة! هذه الحرب، التي تمولها أمريكا بالكامل، كشفت زيف هذه القوة المزعومة. فهل تستحق هذه القوة أن تُعبد وتُخاف بدلًا عن الله؟
يا أنظمة التطبيع، فلْتَدُسّوا رؤوسكم في التراب خجلًا، فقد تبيّنت خسارتكم. وخاب رهانكم على سقوط غزة ومقاوميها، فما زادهم هذا الجمع الشيطاني إلا إيمانًا وثقة بالله، {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.
إنّ الخوف والتخاذل يملأ قلوب الأنظمة العميلة والدول الخانعة، وليس قلوب المؤمنين. {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أولياءهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. ولتعلموا أن {الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فلتكن هذه الأحداث عبرة لكم، فالمؤامرات لن تدوم، والنهاية الحتمية ستكون العذاب الأليم لكل من تواطأ مع الظالم ومع الكيان المجرم. قضية فلسطين باقية ما دام الاحتلال جاثمًا على أرضها، وهي قضية مظلومين مدافعين عن حقهم. أما الكيان، فهو محتلّ غاصب.
ونحن كشعب يمنيّ، سنواصل تطوير قدراتنا حتى تحرير فلسطين، ولن نتخلى عن الشعوب المظلومة. وندعو جميع الشعوب إلى الإعداد للمواجهة، فالكيان لا يراعي في مؤمن إلا ولا ذمة.