ترامب يجر أمريكا إلى المشنقة اليمنية

منصور البكالي

ما هي سيناريوهات الرد اليمني على قرارات الإدارة الأمريكية القديمة الجديدة، بتصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية؟ وهل نستطيع القول بأن هذه الفقاعة الباهتة كُـلّ ما يقدر عليه ترامب!، ليدفع اليمن ثمن موقفه الإنساني والأخلاقي المشرف، في مساندة المستضعفين في غزة والشعب الفلسطيني؟ وكيف سيكون موقف المجتمع الدولي وفقًا للقوانين والمواثيق الدولية تجاه هذا القرار؟

ومن جهة أُخرى هناك من يقول إن ترامب بقرار كهذا يجر أمريكا إلى مشنقة العقوبات اليمنية التي سترد بها صنعاء على الكيانات الراعية والصانعة للإرهاب الذي مورس بحق الشعوب انتهاء بأكبر وأشنع إرهاب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة! وما سبقها من أشكال الإرهاب الحقيقي في العالم منذ اللحظة الأولى لنشأة رأسي الشيطان أمريكا، وإسرائيل؟

وهل سيكون باب المندب، والملاحة البحرية، واستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة مكانًا مناسبًا لنصب مشنقة إعدام الهيمنة الأمريكية إن جاز لنا التعبير، ولماذا تتأنى صنعاء عن اتِّخاذ قرارات وأوراق استراتيجية، كهذه؟ رغم امتلاكها لقوة الإرادَة في اتِّخاذ القرار، بقدراته وإمْكَانياته العسكرية والجغرافية والشعبيّة؟

قبل الإجَابَة على هذه التساؤلات، نشير إلى أن توقيت هذا القرار مؤشر ضعف وفشل الإدارة الترامبية أمام الموقف اليمني فاضطرت لذلك؛ لتحشر صنعاء في زاوية الحرب الكلامية وردود الأفعال، وإعادة فرز الدول والكيانات في المنطقة حسب بياناتها، ولتحقيق نشوة لحظية إعلامية، وإفشال ما حقّقته معركة طوفان الأقصى من مكاسب للقضية الفلسطينية، من جهة ومن جهة أُخرى، لترفع عصاتها الغليظة على أدواتها والدول الوظيفية في المنطقة لتجرها بشكل جمعي إلى استكمال مشروع صفقة القرن، والتطبيع العربي الإسلامي بقيادة السعوديّة، مع كيان العدوّ الإسرائيلي، وإجبارها على التوحد تحت قيادته؛ لتنفيذ مخطّطاته ومؤامراته التوسعية الاستعمارية، وتسليمة مفاتيح الهيمنة المطلقة والقيادة الفعلية للمنطقة، ليتسنى تحقيق توسعه الجغرافي تباعًا.

ومن هذا المنطلق يظهر القرارَ أن المستهدَفَ به ليس اليمن ممثلًا بحكومة المجلس السياسي في صنعاء، بل دول المنطقة وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر والأردن وسوريا على وجه الخصوص.

ورغم أن قرارًا كهذا يقوض عملية السلام في اليمن بكل ملفاتها الإنسانية والاقتصادية، وبداية لمرحلة تصعيد خطير يجر الأطراف اليمنية نحو حرب إعلامية ونفسية، تزيد من التوترات، وتفاقم الخلافات السياسية، وترفع منسوب معنويات مرتزِقة العدوان، وتقود إلى تقسيم وتشظي اليمن، وفقًا للأجندة الصهيونية، إلا أنه ماذا؟

يجر الهيمنة الأمريكية الغربية في نهاية المطاف، إلى مشنقة اليمن، وسيفضح زيف المواثيق والمعاهدات الدولية، والقوانين الإنسانية والحقوقية، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظماته ومؤسّساته ذات الصلة، ومواقف دول المنطقة، تجاه هذا القرار أكثر وأكثر.

وللإجَابَة على التساؤلات فَــإنَّ ما ورد في بيانات المكتب السياسي لأنصار الله الذي أكّـد على أن أمريكا “الملطخة بالإرهاب” لا يحق لها تصنيف الدول والشعوب، معتبرًا هذه الخطوة مهزلةً لا تستند لأية معاييرَ سوى خدمة الأجندة الصهيونية، ومحاولة لثني القوات المسلحة اليمنية، من الاستمرار في إسناد القضية الفلسطينية العادلة، محذرًا من تبعاته على الشأن الاقتصادي والإنساني وجهود السلام في اليمن.

هذا الرد يقدم للرأي العام إجَابَة كافة بأن اليمن قيادة وشعبًا، رغم حرصهم على إنجاح جهود السلام، في حالة مواجهة مُستمرّة، ويعدون لخطط أوسع وأكبر من تداعيات قرار كهذا أَو الرد عليه، ميدانيًّا، وأن كُـلّ الخيارات بما فيها باب المندب واستهداف الملاحة البحرية الأمريكية، وكل ما ذكر آنفًا لن تتردّد صنعاء وقيادتها السياسية والعسكرية والثورية عن فعل كُـلّ ما بإمْكَانه إفشال المساعي والمخطّطات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة برمتها، وينهي الهيمنة الأمريكية من الوجود.

كما هو رد رابطة علماء اليمن الذي وصف القرار بأنه لا يساوي الحبر الذي كتب به ولن يؤثر على معنويات أصغر مؤمن مجاهد في الشعب اليمني، معتبرة القرار بمثابة شهادة تاريخية من عدو تاريخي للإسلام والإنسانية وإقرار بأن اليمن لا يُرهب إلا أعداء الإنسانية”، متهمةً الولايات المتحدة بأنها “رأس الإرهاب وأكبر داعم لأخطر كيان إرهابي.

إضافة إلى ما ورد في بينات إيران وحركات المقاومة، وغيرها من المواقف المندّدة بالقرار، ومعها ما رفعته الوقفات الاحتجاجية الشعبيّة في مختلف المحافظات الحرة، من بيانات وشعارات، تؤكّـد جهوزية الشعب اليمني، لخوض معركة أطول، والاستمرار في مساندة إخوانه في فلسطين، والتصدي لكل مشاريع الأعداء المستهدفة للأُمَّـة، واعتبارها للقرار بأنه لن يؤثر في معنوياتها وصمودها، وشوقها لتكون نهاية أمريكا ودفن هيمنتها في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com