رأينا يا سيدي أثرَك في حماية أبناء شعبنا من الولاء لأمريكا
عدنان علي الكبسي
في مرحلة كانت من أخطر المراحل في حلقات مسلسل مؤامرات الأمريكيين والإسرائيليين ضد الأُمَّــة الإسلامية، حَيثُ أعد اليهود أحداث الحادي عشر من سبتمبر بخطوات مدروسة ومنظمة وبشكل كبير، وكانت حادثتي البرجين في نيويورك معدة خصيصًا لمرحلة متقدمة وخطيرة جِـدًّا في استهداف العالم الإسلامي والمنطقة العربية.
أمريكا استطاعت أن تصنع الغطاء الأمريكي لتوجّـهها وتحَرّكها بكل ثقلها بشكل غير مسبوق إلى المنطقة تحت ذرائع ومبرّرات أعدتها بدقة عالية، فأتت أمريكا إلى احتلال البلدان العربية والإسلامية بكل ثقلها وقدراتها، وبكل إمْكَاناتها.
حينها أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك وقال: هذه بداية حرب صليبية، وأعلن وقتها أنه من لم يكن معنا فهو ضدنا، فبادر زعماء العرب والمسلمين إلى التصديق على أن تكون أمريكا هي من يقود التحالف العالمي ضد ما يسمى بالإرهاب، فتحولوا إلى مدراء أقسام شرطة للحفاظ على مصالح أمريكا و”إسرائيل” وإسكات من يتكلم ضدها.
حتى العلماء البعض منهم انخرط في التجنيد لصالح المشروع الأمريكي فسلط الضوء في ميدانه على التكفير والتفسيق لأبناء الأُمَّــة بمسميات البدع والضلالات، فذهب البعض إلى تكفير كُـلّ من يتحَرّك لاستنهاض الأُمَّــة لمواجهة المخطّط الأمريكي الشيطاني، فتكيفوا مع الطاغوت، وقولبوا واقعهم الديني بما يتلاءم مع الطاغوت.
والبعض من العلماء انشغلوا بالشكليات العملية في العبادات وتركوا وراءهم الخطر الأمريكي، وأخرجوا أنفسهم ومن تبعهم عن المسؤولية وكأن الحياة لم تطبع بالصراع، وكأننا أُمَّـة ليس لها أعداء.
واقع الشعوب كان واقعًا محزنًا جِـدًّا، شعوب تئن تحت إرث الماضي بكل ما فيه، إرث الماضي: إرث التسلط، إرث الاستبداد، مغلوبة على أمرها، مدجَّنةٌ بفعل سطوة الاستبداد والظلم من حُكّامها ودولها وسلطاتها الجائرة.
الأمة مكبلة بقيود الخوف، وأغلال المذلة، وسلاسل المسكنة فاقدة لحالة الوعي، لا تعيش في واقعها الداخلي حالة المَنَعَة اللازمة، والاستعداد الكافي لمواجهة هكذا خطر بهذا المستوى الذي عليه أمريكا، بكل قدراتها، وخبراتها، وتجهيزاتها الهائلة، وجهوزيتها العالية، ونزعتها الاستعمارية.
حالة ذهول بقوة أمريكا، وانبهار بحضارتها المزيفة، واندهاش بإمْكَانياتها الضخمة حتى انهزمت الأُمَّــة نفسيَّا، فجثم عليها حاجز الخوف لدرجة ألا تتكلم، ولا أن تعبر عن سخطها تجاه ما يعمله أعداؤها، من استهداف للشعوب الإسلامية، من قتل، وارتكاب لأبشع الجرائم وأفظعها، من احتلال للأوطان، من نهب للثروات، من مصادرة للحرية والاستقلال.
في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة جِـدًّا، وفي ذروة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، التي استهدفت أمتنا وشعوبنا وبلداننا، بذريعة مكافحة الإرهاب؛ وخَاصَّة بعد حادث البرجين، المدبرة والمخطّطة؛ لتكون ذريعة في السعي للسيطرة على شعوبنا وأمتنا، ومن هذا الواقع المظلم خرج الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه حاملًا راية الإسلام، كسر حاجز الخوف وحطم جدار الصمت بالمشروع القرآني، وفتت قيود المذلة وأغلال المسكنة.
الشهيد القائد رضوان الله عليه بالمشروع القرآني ثبّت بوصلة العداء نحو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة، وحصَّن الأُمَّــة من الاختراق وتصدى لمساعي التطويع والموالاة.
حمل الشهيد القائد سلام الله عليه الهم والمسؤولية تجاه الأُمَّــة، وتبنى نصرة قضايا الأُمَّــة الكبرى بأعلى الصوت وفي الواقع العملي.
فنقول لسيدي ومولاي الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، يا سيدي لقد رأينا أثرك وأثر مشروعك القرآني العظيم في حماية أبناء شعبنا العزيز من الولاء لأمريكا، بدلًا من الولاء لأمريكا هم يهتفون ب (الموت لأمريكا)، وهم يعرفون قبح أمريكا، مكائدها، عدوانيتها، إجرامها، ينظرون إليها بتلك العين التي قلت أنت (عين على القرآن، وعين على الأحداث).
هذه الصرخة التي أطلقتها يا سيدي اليوم يهتف بها الملايين، ووصل صداها ووصلت هي إلى مختلف أرجاء الدنيا، في مواقف العزة والكرامة.
صرختك يا سيدي صواريخ باليستية ومجنحة، وشعارك مسيرات تقصف العدوّ الإسرائيلي إسنادًا للشعب الفلسطيني.
صرخنا يا سيدي بصرختك المدوية عند إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة؛ صرخنا بصرختك فوق دبابات الإبرامز الأمريكية، هتفنا بالشعار في ميادين الشرف والتضحية والفداء.
حينما حمل الشعب اليمني المشروع القرآني الذي كان الشهيد القائد سلام الله عليه مؤسّسه وقف اليوم موقفًا متميزًا، وساند الشعب الفلسطيني المظلوم بفاعلية، وتحَرّك بشكل شامل على كُـلّ المستويات، ووقف بوجه ثلاثي الشر (أمريكا، و”إسرائيل”، وبريطانيا) بكل جرأة، وشجاعة، وثبات، من هذا المنطلق في الانتماء الإيماني، والثقافة القرآنية يضرب الأعداء بكل جرأة.
هكذا علمنا الشهيد القائد كيف ننطلق انطلاقة قرآنية قائمة على الثقة بالله، انطلاقة واعية، وعملية، ومبدئية، نعتمد فيها على الله تعالى، ووعده الصادق بالنصر، وثمرتها ونتيجتها ملموسة وواضحة.
ولك منا يا سيدنا عهد الولاء والوفاء أن نبقى مجاهدين في سبيل الله على منهجية القرآن تحت قيادة أخيك سيدي ومولاي السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ما بقي في عروقنا دماء، وما بقي في أجسادنا حياة، ولن نكون إلّا حيثما أردت لنا، وهو الذي يريده لنا الله أن نكون وأردت لنا أن نكون أَعزّاء كرماء، ولن نكون إلا في مواجهة الطاغوت الأكبر أمريكا و”إسرائيل” في كُـلّ الميادين والله ناصرنا والعاقبة للمتقين.