غزة واليمن.. معادلةُ الثبات والانتصار!!
إيمان شرف الدين
يتساءل الكثيرون اليوم عن الأسباب التي دفعت العدو الصهيوني المعروف بتعنته وتعجرفه وإصراره على إنكار هزيمته إلى القبول باتفاق وقف إطلاق النار، والإجَابَة تختزلها الأحداث الماضية، والتي سبقت بساعات الإعلان عن هذا الاتفاق، هذه الأحداث تمثلت في تلك الدفعة القوية من الضربات النوعية التي وجهتها القوات اليمنية المسلحة للعدو الصهيوني، والتي خرقت كل التوقعات، وفرضت استراتيجية النفوذ والسيطرة على البر والبحر والجو، ليبقى العدو في حالة من التيه والإرباك، والعجز الكامل أمام كل تلك العمليات النوعية البطولية.
العدو لم يفشل عسكريًّا فقط تجاه اليمن، بل وفشل استخباراتياً، وأيضا فقد أوراقه داخل المجتمع اليمني المتمثلة في العملاء.
أضف لكل ذلك تلك العمليات البطولية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، وذلك الصمود الأُسطوري للشعب الفلسطيني.
عليه، كان من الحتمي رضوخ هذا العدو وتسليمه لأي اتفاق، وإن حاول قليلًا إظهار التعنت لإظهار بعض القوة والانتصار!
اليوم.. وبعد أكثر من خمسة عشر شهراً يخرج محور المقاومة منتصراً، قويَّا مستعداً، وعلى أتم وأعلى الجهوزية، للمواجهة التالية مع العدو الصهيو أمريكي، وفي المرحلة الجديدة التي تفرضها طبيعة الصراع وحتميته، وما خروج حماس بكل رجالها وكل كبريائها يوم الأحد الماضي، مسلمة ثلاث من الرهائن، إلا دليل على هذا الانتصار وهذه الجهوزية فالثبات!
وفي الجهة المقابلة، المقاومة في اليمن، مُستمرّة على الموقف، محافظة على التوازن الداخلي والخارجي، فارضة سيادتها على البحر والجو والبر، هذا كله يثبت أيضاً، ويدلل على درجة الثبات والجهوزية العالية، وتحقيق الانتصار على العدو.
هي معادلة الانتصار والثبات، التي مثلتها غزة واليمن، في أنموذج قوي للثورة على الظلم والطغيان، والإصرار على التحرر من التبعية للصهيو أمريكية، والمضيُّ في طريق الجهاد الذي هو طريقُ الخَلاصِ والكرامة!