التصنيف.. بدءُ استهداف وانتقام لمساندة غزة
شاهر أحمد عمير
في ظل الأحداث المتسارعة التي تمر بها المنطقة، لم يكن التصنيف الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الشعب اليمني وأنصار الله في قائمة “الإرهاب الأجنبي” سوى خطوة أُخرى في مسلسل المؤامرات التي تحاك ضد اليمن وأمته العربية والإسلامية. هذا التصنيف ليس مُجَـرّد إجراء سياسي، بل هو محاولة لشيطنة الشعب اليمني وتصويره على أنه عدو للسلام في المنطقة، بينما هو في الحقيقة يقف بثبات إلى جانب الحق ويجسد المبادئ التي يراها في دعم قضايا الأُمَّــة، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
التصنيف الأمريكي، الذي جاء في وقت كان فيه الشعب اليمني يتعرض لأبشع أنواع العدوان من قبل تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي، لم يكن مفاجئًا. فقد أصبح من الواضح أن الأنظمة التي تقف وراء هذا التصنيف، وعلى رأسها السعوديّة والإمارات، قد اختارت الوقوف في صف المشروع الأمريكي والإسرائيلي. هذه الأنظمة، التي تسعى إلى تقويض أية مقاومة لهيمنة الغرب في المنطقة، تعتبر أن دعم اليمن للقضايا العادلة مثل قضية فلسطين يشكل تهديدًا لمصالحها الضيقة. وهو ما يفسر موافقتها على تصنيف اليمن في قائمة الإرهاب، ويمثل في الوقت نفسه دعمًا غير مباشر للمشاريع الاستعمارية في المنطقة.
إن هذا التصنيف المدعوم من حكومتَي الرياض وأبو ظبي يكشف عن تحالف خبيث بين القوى الاستعمارية في الغرب وبعض الأنظمة العربية، التي تخلت عن مبادئها القومية والإسلامية مقابل مصالح آنية. في الوقت الذي يثبت فيه الشعب اليمني موقفه الثابت في دعم الحق الفلسطيني، وخُصُوصًا في دعم المقاومة الفلسطينية في غزة التي تواجه آلة الحرب الإسرائيلية، نجد أن هذه الحكومات تنقلب على المبادئ العربية والإسلامية لصالح أجندات تخدم أطماع القوى الكبرى. ولم تقتصر المواقف الخيانية على الحكومات العربية فحسب، بل انضمت إليها “حكومة الفنادق” المسماة “الشرعية”، التي أيدت التصنيف الأمريكي، مما يعكس مدى تواطؤ هذه الحكومات مع الأعداء في محاولاتهم لتصفية القضية الفلسطينية.
دعم اليمن لغزة، وللمقاومة الفلسطينية، هو ليس مُجَـرّد موقف سياسي بل هو التزام حقيقي بأهداف الأُمَّــة العربية والإسلامية. هذا الموقف الثابت في دعم الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي يعكس عزيمة الشعب اليمني ورفضه للظلم مهما كانت التحديات. والواقع أن المواقف البطولية للمقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان قد أثبتت للجميع أنه لا مجال للتهاون في الدفاع عن الحق، وأن اليمن سيكون دائمًا في صف المقاومة، ضد الاحتلال وضد أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
اليوم، ما يحدث في اليمن هو اختبار حقيقي للأُمَّـة العربية والإسلامية. فبينما اختارت بعض الحكومات العربية الانحياز إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، اختار الشعب اليمني أن يكون في صف الحق. هو يقاوم العدوان، ويؤكّـد أن القضية الفلسطينية هي قلب الأُمَّــة وأن أي خيانة لهذه القضية هي خيانة للأُمَّـة كلها. التصنيف الأمريكي الأخير ليس سوى محاولة يائسة لقمع الحق، وحملة لتشويه صورة من يعارض المشاريع الاستعمارية في المنطقة. وهو تصنيف يهدف إلى إضعاف جبهة المقاومة وإسكات الأصوات الحرة التي تفضح حقيقة الاحتلال.
إن اليمن اليوم يقف وحده في مواجهة هذا التصنيف الظالم، لكن ذلك لم يثنِه عن المضي قدمًا في دعم القضايا العادلة والمطالبة بالحقوق المسلوبة. الشعب اليمني يعلم تمامًا أن الحرب ليست فقط حربًا عسكرية، بل هي حرب للوعي، حرب لتشويه الحقائق، ولهذا لن يتوقف عن فضح المشاريع الاستعمارية والإرهابية التي تستهدف الأُمَّــة.
الشعب اليمني اليوم أكثر من أي وقت مضى في قلب المعركة المصيرية، معركة الحق ضد الباطل. ولن تكون محاولات التحالف السعوديّ الإماراتي وأمريكا إسرائيلية للحد من صوت اليمن المقاوم سوى محاولات فاشلة في عرقلة مسيرة الأُمَّــة نحو النصر والحرية. اليمن اليوم هو في الخط الأمامي لمواجهة الاستعمار، وكلما ازدادت الضغوط عليه، ازدادت عزيمته في الوقوف مع المظلومين في كُـلّ مكان.
إن الشعب اليمني، الذي ظل طوال تاريخه يدافع عن القيم الإسلامية والعربية، لن يتراجع عن موقفه الثابت في دعم فلسطين، ولن يركع أمام أي محاولات لإخماد صوته. هذا التصنيف الأمريكي الظالم، المدعوم من الحكومات المتخاذلة، لن يغير من حقيقة أن اليمن هو جزء لا يتجزأ من محور المقاومة الذي يناهض الاحتلال الإسرائيلي والاستعمار الصهيوني.
سيكون دائمًا في صف الحق، في صف المقاومة الفلسطينية، في صف الذين يقاتلون؛ مِن أجلِ الحرية والعدالة ضد الهيمنة الأمريكية والبريطانية وذيولها في المنطقة العربية والإسلامية.