مشروعٌ سقفُه السماء.. وحدودُه الكرة الأرضية
الشيخ عبدالمنان السنبلي.
أقولها، وبكل صراحة:
لو كانت هذه المسيرة القرآنية التي أرسى مداميكها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مشروعاً طائفياً أَو مذهبيًّا، لما تجاوزت في أثرها ومفعولها محافظة ذمار على أكثر تقدير..
ولو كانت مشروعاً قروياً أَو مناطقياً، لما تجاوزت في نطاقها ومناطقها محافظة صعدة على أكثر تقدير أَيْـضاً..!
ولو كانت مشروعاً (سلالياً) أَو (جهوياً)، لما تعدت في تنظيراتها وفلسفتها دائرة أَو مجال بعض المغالين فقط من بني فلان وفلان..
ولو كانت مشروعاً حزبياً أَو سياسيًّا، لما تجاوزت في أنشطتها وبرامجها أروقة وأفنية مقارها الرئيسية والفرعية..!
فمتى يفهم العازفون على مثل هذه الأوتار ذلك..؟
يعني: السيد القائد عمره ما كان في محاضراته أَو خطاباته طائفياً أَو متحزباً أَو مناطقياً أَو حتى سلالياً..
وكذلك الشهيد القائد من قبل، والذي لطالما شدّد وأكّـد، في كثير من ملازمه، على أن المذهبية والحزبية هي سر شقاء وضعف وشتات هذه الأُمَّــة..
متى يفهمون أن المسيرة القرآنية أكبر مما يتخيلون..؟!
ليست كما يتصورون..!
المسيرة القرآنية، ببساطة، هي مشروع فكريٌ تنويري ونهضويٌ شاملٌ وجامع يقوم على أَسَاس العودة إلى القرآن الكريم والبناء عليه في كُـلّ مناحي الحياة من خلال التصدي لكل الأفكار والثقافات المغلوطة وتعريتها ومعالجة ومحو آثارها..
مشروعٌ يهدف إلى إعادة مجتمعاتنا الإسلامية إلى ثقافتها وهُويتها الإيمانية والجهادية السليمة، وإحياء وإشاعة تعاليم ومبادئ وثقافة وأخلاق وقيم الإسلام فيها..
مشروعٌ يدعو إلى فهم طبيعة الصراع مع غير المسلمين، وخَاصَّة أهل الكتاب على ضوء ما جاء في القرآن الكريم..
مشروعٌ سقفه السماء، وحدوده الكرة الأرضية..
هذه، باختصار، هي المسيرة القرآنية..
وهذه هي أبرز ملامح هذه المسيرة القرآنية بحسب السيد القائد في كُـلّ خطاباته ومحاضراته وإطلالاته، وخَاصَّة في خطابه المتلفز في ذكرى الشهيد القائد 1442.
فمتى يفهم العازفون على أوتار الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية ذلك..؟!
متى يعون أنهم بذلك، كمن يعزف على أوتارٍ من صوفٍ أَو كتَّان..؟
بصراحة، لا أدري..