ذكرى فراقك عادت يا سيدي حسين

 

أم الحسنين الزايدي

في كُـلّ عام تعود الذكرى محملة بألم الفراق ووجع التضحيات، حينها تشق الكلمات طريقها للخروج والتعبير عن قائد عظيم؛ جعل من ثورته ومسيرته تحولًا في تاريخ اليمن.

ففي زمن عاثت فيه السلطة الظالمة، تحت قيادة أمريكا في الأرض فسادًا خرج رجل من مران، ليقول للظلم لا ليصرخ في وجوههم بلا خوف بل بكل قوة وثقة بالله سبحانه وتعالى، أن ثورته المباركة ستنجح وتكلل بالنصر ولو كان ثمنها دمه الطاهر.

حينها كان السيد حسين بدر الدين الحوثي “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، عضوًا في مجلس النواب، تخلى عن منصبه؛ مِن أجلِ وطنه وحريته واستقلاله مهما كانت الصعوبات التي سيواجهها.

ففي العام ٢٠٠١م فجّر السيد حسين بدر الدين الحوثي “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” ثورته الفكرية، وأطلق شعار الصرخة الذي هز عروش الطغاة.

وبقيادة أمريكا و”إسرائيل” تحَرّكت السلطة آنذاك لتشن أعتى حرب على مجموعة لا يملكون سوى سلاحهم الشخصي، لكن قوة الله سبحانه كانت هي الناصر والمعين لهم.

أطلق السيد “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” مشروعه القرآني، مركزًا على قضية الأُمَّــة المركزية فلسطين المحتلّة منذ عقود، تحت سكوت عربي رهيب باستثناء الأحرار من هذه الأُمَّــة، وأولهم الإمام الخميني “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ”، الذي أكمل مشروعه السيد حسين “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” وما زال ما أرادوا حتى اليوم قائمًا نصرة فلسطين وقتال الصهاينة.

السيد حسين “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” كان هدفه الحرية والعدالة والاستقلال وهو ما وصل إليه شعبنا اليوم في هذه المرحلة الحرجة إلا أنه أصبح دولة يحسب لها العدوّ ألف حساب، وهذا بعون الله تعالى وبقوته ونصره وتأييده وبثورة الشهيد القائد المباركة، ورجاله العظماء الذين أكملوا مسيرته.

ستبقى دماء الشهيد القائد “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” تضخ في أجساد الأحرار والثوار والمستضعفين والمؤمنين ولن يغيب فكره وثورته مهما غيبوا عنا جسده، ألا أن الحرية تبقى وتبقي أهلها، حتى وإن أفناهم الطغاة إلا أنهم لا يعون انتصار الدم على السيف وخط الثورة والجهاد والمقاومة باقية، وإن ضحينا بكل القادة سنواصل المشوار ويولد ألف قائد وملايين الثوريين والمجاهدين ونحقّق ما يريدون، وستبقى فلسطين القضية، ومواجهة العدوّ الصهيوني هدف الجميع، وسيبقى الشهيد القائد “رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ” أحيا بيننا بفكرة وثورته وجهاده وإيمانه، ونحن على دربه ودرب كُـلّ الشهداء ماضون حتى تحرير كُـلّ بقاع الأرض من رجس اليهود.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com