الشهيد القائد.. رمزٌ استثنائي في لحظاتٍ فارقة من حياة الأُمَّــة

علي يعقوب

تحملنا ذكرى استشهاد قرين القرآن، إلى سياقاتٍ النكبات الممتدة التي واجهت وتواجه الأُمَّــة؛ إذ تتجلى أهميّة القادة الذين يحملون مشروعًا تغييريًا يضع الحق والعدل في مركز التحَرّك، والشهيد القائد لم يكن مُجَـرّد رجل دين عادي، بل كان رؤيةً ومشروعًا نهضويًا يستنهض الأُمَّــة في أخطر مراحل تاريخها.

يمثل شهيد القرآن؛ الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) شخصية استثنائية في سياق التحديات التي واجهت الأُمَّــة الإسلامية خلال العقد الأولى من القرن الحادي والعشرين، جاء استشهاده في مرحلةٍ زمنيةٍ فارقة، كانت الأُمَّــة أحوج ما تكون للفهم والإدراك وللثبات والصمود في مواجهةٍ غير مسبوقة لهيمنة قوى الاستكبار العالمية، بعد أحداثٍ مثَّلت منعطفًا سياسيًّا وأمنيًّا خطيرًا، تجلت فيه سياسات التدخل والهيمنة ضد الشعوب المستضعفة.

تحَرّك الشهيد القائد برؤيةٍ قرآنيةٍ ومشروعٍ نهضوي شامل، هدفه إعادة وإحياء هُوية الأُمَّــة الإسلامية، وتصحيح مسارها الذي انحرف بفعل الطغيان والاستبداد، وكان صوته الصارخ ضد الظلم نموذجًا للقائد الرسالي الذي لا يخشى في الله لومة لائم، حَيثُ استلهم في حركته مسيرة جده الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله، وآبائه أعلام الهدى المهديين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية هداية الأُمَّــة والدفاع عنها.

ولعل المحطاتِ التاريخية التي عصفت بالأمة، منذ وفاة رسول الله واستشهاد الإمام علي إلى كربلاء إلى يومنا هذا، تكشفُ سلسلة متواصلة من التحديات التي تتكرّر بأشكال وأساليب مختلفة، وفي كُـلّ مرة، كان هناك من يتحَرّك بنفَسٍ جهادي وروحٍ رسالية ليعيد التوازن، والشهيد القائد كان امتدادًا لهذه السلسلة من العظماء الذين واجهوا الطغيان بصلابة إيمانية.

اليوم؛ ونحن نستذكر ذكرى استشهاد شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، ليس لمُجَـرّد أنها ذكرى عابرة، بل كونها محطة لتجديد الوعي واستنهاض الهمم لمواصلة المسيرة على درب الحق، لتظل تضحياته وصبره؛ مصدر إلهام لكل من ينشد العدل والحرية والكرامة، خَاصَّة في واقعنا المعاصر الذي يتطلب مواقف فورية وحاسمة أمام قوى الشر والاستعباد والهيمنة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com