وسقطت “إسرائيل” وأحلامُ الشيطان

إبراهيم العنسي

هل سقطت “إسرائيل” من علوِّها؟

ما الذي حصل كي تثورَ كُـلُّ عوامل التعرية الزمكانية عليها بكل هذه القوة؟!

من ينظر إلى الأسيرات الإسرائيليات المحرّرات يدرك أن هناك ما لن تستطيع “إسرائيل” استعادته…

أسيرات فجأة يتحرّرن وفي قرارات أنفسهن أحلام بعيدة عن خرفات الصهيونية..

هن لا يرين لكلب قيسارية (نتنياهو) أي فضل في إطلاق سراحهن…

من أفرج عنهن كان صمود حماس ولعنات ترامب لـ بيبي…

ربما احتفظ الكثير من أسرى وأسيرات “إسرائيل” بذكريات جيدة عن تعامل أبطال وبطلات غزة معهم…

وإن كنت أشك في عرق اليهودية الذي لا يحفظ كَثيرًا من معروف…

في الواقع وبعيدًا عما تحتفظ به ذاكرة أسرى “إسرائيل”…

هناك ما يثور بين أضلع أُولئك وهم متجهون إلى مغتصبات كانت مخزن ذخيرة ثقافة اليهود الكاذبة…

حيثُ قادت فطرة أُولئك إلى جحيم وخدعة لم يخدع بها شعب من قبل مثله…

يعود أسرى المغتصبات إلى مغتصباتهم… وقد أرهقتهم أشهر طوال من التنقل من مكان إلى مكان..

وفلسطين المقاومة راعيتهم… وأشباح الذبح اليهودية تلاحق ظلالهم..

بينما كانت هواجس الموت والقصف تلاحقهم من ليلة لأُخرى…

ومن صباح إلى صباح…

من يوم إلى يوم… ومن شهر إلى شهر…

أشهر طوال يسمعون فيها أصوات القصف… وأعينهم تتسمر إلى أعلى المكان الذي لاذوا إليه… هل كان نفقًا أم مبنى؟

ربما شاركوا شعب غزة العظيم هواجس النهاية واقتراب الأجل…

لكن ما زادوا به عن شعب غزة أنهم قد ترقبوه على وجل…، حَيثُ لا تعنيهم الشهادتان ولا “الله أكبر”.

رحلوا عائدين إلى بيوتهم ونفوسهم يملؤها الغيظ.. كيف خُدعوا كُـلّ هذا العمر ولم يدركوا أنهم جزء من وقود صهيونية قبيحة لا يعنيها يهوديتهم ولا حب “إسرائيل”…

عادوا وهم لا يعرفون من سيقابلون؟!…

لقد تغيرت أشياءُ كثيرة ومعالم كثيرة…

هناك روائح البارود ومشاهد الدمار… ليس بغزة فلسطين لوحدها، بل بتل أبيب “يافا” ومغتصبات الشمال وفي مدن الساحل، حَيثُ حيفا لم تعد تلك حيفا!!

هناك موت بكل مكان بكيان العدوّ… فمن أخفى خبرهم النتن ياهو سيظهر أثرهم..

من مات خوفاً من صواريخ حزب الله ومن صواريخ اليمن..

ومن قتل من عنفوان الحرب وقصف المقاومة…

وفي ذاكرة خمسة عشر شهرًا من ود المقاومة مع أسرى يهود..

لا ودّ من أصدقاء الأمس في الشات وإكس خارج “إسرائيل”..

لقد تغيرت أشياء كثيرة… وتقلب مزاج العالم…

لقد بات مشهد فلسطين الحرية حديث العالم…

لقد تغيرت أشياء كثيرة في ظرف خمسة عشر شهراً…

وفي مخيلة أسيرة إسرائيلية محرّرة فكرة الفرصة الأخيرة…

لا فرصة بعدها للخلاص والحرية والسلام…

بعيدًا عن الشيطان… إما المغادرة والرحيل بسلام وإلا فلا سلام…

لقد سقط القناع عن الشيطان… وانقشع ضباب الوهم..

لسنا بأرض الميعاد… ليست يهودا والسامرة..

ليس هناك من هيكل سليمان… ليس هناك من أرض للميعاد..

لقد سقط القناع عن شيطان بازل..

وسقطت أحلام هرتزل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com