انهيار الـبـُؤَسـاء
نوال عبدالله
صاعقةٌ جديدة تهوي على رؤوس المتجبرين، وانهيار مدوٍّ للبؤس يرتسم على وجوههم المتعفنة. صفعات متتالية تلطم خدودهم الملطخة بالإجرام، وترامب يعض أنامله حسرة وندامة، في ساعات مشهودة، بتوقيت النصر المؤزر. على صفحات الشرفاء، تعلن القوات المسلحة اليمنية دكّ معاقل العدوّ في الكيان الغاصب، فتهتز أركانه، وتتداعى جدرانه. وأمام هذا التصعيد المتواصل، يندب المحتلّ خيبات آماله المحرمة شرعًا والمدونة قانونًا تتعالى نباحات الكلبين المسعورة، ثم تخبو وتتلاشى في حضيض الذل واليأس.
أمام قائمة الخسائر الطويلة التي تُحصي كُـلّ ضربة، وكل خسارة، وكل هزيمة، من ألفها إلى يائها لقد ماتت كُـلّ الحيل والمؤامرات، وسئمت من خبثهم، واعتزلتهم بصريح الحروف وأفعالها المربوطة بنواياهم الخبيثة. فلم يعد للمكر والاحتيال من سبيل، فقد فاقت تطوراتهم وأساليبهم حدها، لدرجة أنها لم تعد تجدي نفعًا أمام قوة أبطال اليمن الأشاوس، وضرباتهم المتعاقبة التي تسجل الانتصارات بماء الذهب، وتدون برحيق الفخر، وتنشر لتثلج صدور المؤمنين.
النتن يتباكى بصوت عال قائلًا: “أغلقوا النوافذ والأبواب، لا أريد أن يسمعني حتى ظلي، دعوني أخذ راحتي في النعيق كالحمار، واللهث كالكلاب المسعورة. لقد تجرأ أبناء اليمن وقائدهم على خرق وحشيتنا المفرطة، وكسروا هيبتنا. ” أما ترامب، فغارق في مستنقع دماء الضحايا الساخنة، جراء المجازر البشعة التي تُرتكب في قطاع غزة. “ترامب، هل تريد أيها النتن قطعة من الأشلاء لسد جوعك المتوحش؟ ما زالت ساخنة، وفيها نبض، تعال قبل أن تبرد!”
بنبرة يائسة، يضيف النتن: “لا تفرح الأنصار، يريدون حرماننا منها. “يقطع حديثه صوت عال يرن الهاتف، فيشكل غمامة رعب تخيم على المجرمين. يفتح الخط، وترامب يمسك الهاتف بمخالبه الطويلة وهو يرتعش خوفًا، قائلًا: “هل من أخبار جديدة تسر خواطرنا؟” يرد المتحدث بصوت متعب: “للأسف، هناك أخبار تسر الأنصار، صواريخ بالستية يمنية مُسيرة تضرب من أرض اليمن إلى يافا. الويل لنا يا ترامب، الويل! القوات المسلحة اليمنية تحقّق أهدافها بدقة عالية. هيا نسرع في الاختباء، لا نريد الموت أبدًا”.
يفضلون الانضمام إلى عالمهم الوهمي، يذهبون إليه وهم يلهثون وحشية، ويتوعدون بمزيد من المجازر على دولة فلسطين المحتلّة، يضعون طموحاتهم الغير مشروعة على صفحات أيامهم المعدودة، علها تنجب لهم ما يتمنون، ولكن هيهات هيهات، فقد فات الأوان.