الراقصون مع الكلاب..!

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.

هناك فَــرْقٌ بين من يؤمنُ بالوطنية..

وبينَ مَنْ يدَّعيها..

مَن يؤمن بها لا يمكن أن يتقبل فكرة أن يُمس وطنه ولو بنسمة هواء حارة أَو باردة واحدة يمكن أن تأتيه من متربص أَو طامع أجنبي..

حتى لو لاك الشوك..

أو لعق المُر والصبر..

وحتى لو كان في ذلك خلاصه نفسه..

أو جاء موافقاً لمصالحه وأهواءه..

هذا هو من يؤمن بالوطنية..

أما من يدعيها، فمن السهل عليه طبعاً أن يرفع شعاراتها، أَو يروج لها أَو يتغنى بها، لكنه من الصعب عليه أن يجسد معانيها وعباراتها ومفاهيمها مواقفاً ومبادئاً وطنية عظيمة تحسب له، ويسجلها التاريخ..

فتجده يرفع شعار السيادة والاستقلال في الوقت الذي يستدعي الأجنبي لانتهاك سيادة واستقلال وطنه..

وتجده يرفع شعار الحرية في الوقت الذي هو نفسه قابع تحت أقدام الطامع والمتربص الأجنبي..

وتجده يرفع شعار الوحدة الوطنية في الوقت الذي يسعى بمخالبه وشدقيه إلى تفكيك وتمزيق عرى نسيج شعبه الاجتماعي والوطني..!

يحدثك عن ابن العلقمي، وهو نفسه في كُـلّ سلوكياته ومواقفه أشد قبحاً وبشاعةً من ابن العلقمي..

يذكرك بالحمدي وسالمين وهو نفسه متقمص شخصية الغشمي ومجسد لجميع أدواره..

يردّد على مسامعك أناشيد أيوب والفضول الوطنية، وهو نفسه يتغنى ويرقص ويصفّق لتفاهات وسخافات الأضرعي..

وهكذا هم أدعياء الوطنية دائماً..

لذلك ليس غريباً أن تجد مثل هؤلاء اليوم فرحانين ومستبشرين بما أعلنه ترامب من تصنيف لا يمس بالدرجة الأَسَاس إلا شعبهم ووطنهم لا أنصار الله..

ليس غريباً أن تراهم اليوم يتوعدون بترامب..

يستعطفونه ويحرضونه..

ويستدعونه كما استدعوا من قبل بن سلمان وبن زايد..

ليس غريباً ذلك كله..

ذلك أن ذيل الكلب عمره ما ينعدل..

أو كما يقول المصريون..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com