شهيدُ القرآن
رفيـق زرعـان
لقد أعظمت يا ابن البدر ذكرًا
ومزَّقت الدُّجى وطَلَعت فَجرًا
وعبَّدتَ الهُدى نهجًا قويمًا
ودبّر فيك ربُّ العرش أمرًا
وأسرجت النجاةَ لنا شعارًا
وأَحييت الهدى وأمتَّ كفرًا
وحاربت الطغاةَ وكنت فردًا
وصرتَ اليومَ في الساحات حشرًا
وسرتَ مسيرةً للقدس تمضي
ومن دمك الزكيِّ دفعت مهرًا
صعدتَ إلى العُلا حُرًّا أبيًّا
وأرباب الشقا يطئون قبرًا
أتوا بالموت نحوك ثم نالوا
هوانًا فانتهى ذلًا وخسرًا
فعاشوا في الهوان وزدت عزًّا
ومدك ربُّنا يا بدرُ عمرًا
أبا جبريلَ كنت به جليًا
وكنت بروحه روحًا وفكرًا
وكنت بوجهه نورًا مبينًا
وكنت لكفه رفدًا وذخرًا
حسينَ العصر إنك كربلاءٌ
وروح السبط عاشت فيك دهرًا
وأمريكا يزيد العصر حقًا
وعفاش الدعي أتاك شَمِرًا
فما ربحوا بما اكتسبوا ولكن
أصيبوا في الورى خزيًا وإصرًا
فماتوا كلهم وبقيتَ حيًّا
وصغتَ لأمة الإسلام نصرًا
ومذ قلت اصرخوا صرنا كبارًا
وثُرنا نغتلي ونزيلُ كِبرًا
صرخنا صرخةً وبها انطلقنا
أباةً نقذفُ الطغيان جمرًا
وجدنا من يرددها ويحيي
بها أملًا ويضري نارَ حمرا
بصعدة كربلاء الطف عادت
وعاد السبط في مران بدرًا
ومأساة الحسين البدر كانت
كمأساة الحسين السبط حسرا
وهيهات الإبا صارت هتافًا
تردده شعوب العرب جهرًا
وجل عزائنا لبيانِ ذكرٍ
بفقد شهيدِه في يوم ذكرى
وجل سلامنا يغشى حسينًا
وعنا ربنا يجزيه أجرًا