حين ينتصرُ الإِيمان

غيداء شمسان

لبنان الجنوب، مجد الصمود وبطش المقاومة تشهد الأرض، ويسمع التاريخ، أن الشعوب الواعية بوعي الإِيمان أقوى من أعتى جيوش الطغيان وهذا ما تجلى بأبهى صورة في شجاعة وبسالة أبناء جنوب لبنان، أبناء الجهاد والمقاومة والتضحية فهم، بلحمتهم الوطنية وإِيمانهم الراسخ، أعادوا صياغة معاني النصر، وأثبتوا أن القوة الحقيقية تنبع من داخل النفوس، لا من قوة العتاد العسكري.

لولا أن علم العدوّ، يقينًا، بأَن خلف هذا الشعب مقاومة قويةً ومقتدرةً، وخلف هذه المقاومة محورًا جهاديا مقاومًا قويا ومقتدرًا، لكانت جنازير العدوّ تقطع جموع العائدين من أبناء الجنوب، ولأَضحت قراهم ومدنهم مسرحًا لمجازر جديدةٍ، ولكانت الأرض تروي من دمائهم قصصًا مرعبةً تضاف إلى سجل العدوّ الإجرامي، ولكن، بفضل الله وببسالة أبناء الجنوب وقوة مقاومتهم، تم كسر هذه المخاوف، وتحقّق هذا الانتصار المبين.

إِننا نبارك هذا الانتصار الكبير لأبناء جنوب لبنان، المقاوم المجاهد البطل، ونعبر عن تقديرنا لصمودهم وثباتهم، ولتضحياتهم الجليلة هؤلاء الأبطال، الذين صدقوا الله ما عاهدوه عليه، هم الذين حفظوا لبنان وحموا كرامتها، وهم الذين سيظلّون حاملي راية العزة والنصر لقد أثبتوا للعالم بأسره، أَن الشعوب التي تتشبّث بحقها، وتؤمن بقضيتها، قادرة على هزيمة أَعتى القوى، وأَن تنتزع حريتها بقوة الإِيمان والعزيمة.

ومن جانب آخر، ندين بأقسى العبارات، هذه الاعتداءات الإجرامية التي تعرض لها أهالي المناطق والقرى العائدون إلى منازلهم، وفق اتّفاق الهدنة الذي نكثه العدوّ الصهيوني، وهو المعروف بنكث العهود كما وصفهم القرآن بذلك، إِن هذه الاعتداءات ليست إِلا دليلًا جديدًا علَى وحشية هذا الكيان الغاصب، وَعلى عدم احترامه للأَعراف والقوانين الدولية، إِنهم يريدون أن يروعوا الأبرياء، وأن يثيروا الرعب في النفوس، ولكنهم لن ينالوا إِلا الخزي والخسران.

فليعلم العدوّ وأعوانه، أن أبناء الجنوب لن يستسلموا، ولن يتراجعوا، وأَن مقاومتهم ستظل قائمة، حتى يتحقّق النصر الكامل، وتتحرّر الأرض والإنسان إِن لبنان الجنوب ليست مُجَـرّد رقعة جغرافية، بل هي رمز للصمود والعزة، ومثلٌ أعلى للمقاومة والبسالة وهي ستظل تلهم كُـلّ الأحرار في هذا العالم، وتعلمهم أَن الإِيمان بالحق، والعزيمة الصادقة، هما السلاح الأمضى في مواجهة قوى الشر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com