صرخةٌ في وجه الباطل

 

إسماعيل سرحان

تتجلى عظمة الرجال في مواقفهم، وتبرز معادنهم في أوقات الشدة. وعندما نتحدث عن شهيد القرآن، السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، فإننا نستحضر روحًا وثابة تتحدى الزمن وتخترق الجدران، تبُث نورًا في قلوب الأحرار. فليس من السهل أن نختصر الحديث عن رجل له عمق فكري ورؤية قرآنية استراتيجية، لكن في حروفنا المتواضعة هذه، سنحاول أن نضيء بعض زوايا فكره وأثره.

عندما ننطق باسمك يا سيدي، يتوقف الزمن لحظة، وكأن الكون كله يستمع إليك. فقامتك العالية تجاوزت حدود الأرض ووصلت إلى السماوات، حَيثُ الحق أقوى من كُـلّ باطل. لقد كنت صوتًا ينادي في الظلمات، صرخة تزلزل عروش الطغاة، ويدًا ممدودة إلى كُـلّ من يصمد في وجه قوى الاستكبار.

سيدي، تلك اليد الطاهرة التي رفعتها في وجه أمريكا وإسرائيل وعملائهما، رفعتنا والله اليوم، فهي لم تكن مُجَـرّد يد بل كانت بمثابة سفينة نجاة أبحرت بنا من ظلمات الذل إلى فجر العزة والكرامة.

قد تكون الكلمات عاجزة عن وصف ما فعلته، لكننا اليوم نشعر بالارتقاء إلى مقامات عالية من الصمود والثبات. لقد استطعت أن تزرع فينا شجرة الإيمان والكرامة لنثمر في أوقات الفتن والأزمات، والتخاذل، والنكبات.

سيدنا ومولانا:

لقد امتد نورك ليشمل كُـلّ قلب حر، ووجد صداه في كُـلّ فم طاهر ينطق بالتكبير لله والبراءة من أعدائه. لقد كنت البذور التي نمت في أرض القلوب، تحت ظلال الإيمان والعزيمة، فتفتحت زهور الصدق والشجاعة. إن صرختك لم تكن نداءً عابرًا، بل كانت رسالة قوية ثورية قادرة على إحداث تغييرات جذرية في كيان الأُمَّــة.

صرخت بها فاهتزت أذن العملاء، وارتجف عرش الباطل، واهتزت قلوب المستكبرين أمام صوتك مدويًا. فإن بركـان الغضب الذي تفجر من روحك، كان عنوانًا للجهاد ولمحاربة الفساد والاستبداد.

إنها لحظات فارقة نعيشها، ولادة شعب يمني أصيل المبدأ من رحم هذه الصرخة، شعب جسد معنى القوة وتعملق في زمن الأقزام.

وثقتنا المطلقة بالله كانت سلاحنا الذي عقدنا به العزم على الاستمرار في ذلك.

سيدي، ومولاي نعاهدك، ونعدك بأن نبقى على نفس النهج الذي رسمته لنا، صارخين في وجه الباطل والطغيان ومتبرئين منهم.

ونحن دوماً ذراعًا للحقيقة، مؤازرين للإسلام، وكافرين بكل صنوف الظلم.

إن عهدنا لك، يا سيدنا، ليس مُجَـرّد كلمات على ورق، بل هو التزام نابع من قلوبنا. سنبقى على الطريق الصحيح، نلتف حول رايتك، مؤمنين برسالتك، رافضين لهيمنة العدوّ.

فلنرفع أصواتنا عاليًا، ولتدوي صيحات الحق في أرجاء الأرض:

الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.

في ذكرى السيد حسين بدر الدين الحوثي، نعيد العهد، ونستمر في المسير نحو النصر المؤزر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com