إرهابٌ مشروع
إخلاص عبود
كَثيرًا ما يتردّد لفظ (إرهاب)، وكَثيرًا ما يستخدم لخداع الشعوب، ولكن اليوم أصبح هذا اللفظ يُباع بمليارات الدولارات، فتارة يقومون باستخدامه كدودة لاصطياد (جحش) عربي متخمٌ بالأموال، بل يستخدم لابتزار الأبقار الحلوبة، والتي لها من الحلب المؤلم أربع سنوات، وهَـا هي أربع سنوات عجاف قادمة عليها، لتخرج منها وهي جلد على عظم.
أعلن مجرم الحرب (ترمب) عن إدراج حركة (أنصار الله) كمنظمة إرهابية، والحقيقة أن موقف أنصار الله هو فقط توجّـه للشعب اليمني، هذا يعني أن شيطان العصر ترمب، يقصد أن الشعب اليمني منظمة إرهابية، يقصد أن الشعب اليمني شعب إرهابي، وموقف الشعب اليمني- المساند لغزة وشعب فلسطين- موقف إرهابي، وخروجهم الأسبوعي كان خروج إرهابي، والعمليات المساندة لشعب فلسطين الذين يُرتكب بحقهم جرائم إبادة، هي عمليات إرهابية من منظور الأمريكي.
ولكن جرائم الصهيوني في فلسطين ليست إرهابية، وجرائم الأمريكي المساندة لإبادة فلسطين ليست إرهاب، وما فعلته أمريكا في العالمين الغربي والعربي من جرائم وإبادات، وتصفيات شعوب هي ليست إرهابًا، دفاعنا عن أنفسنا وعن إخوتنا إرهاب، وجرائمهم واعتداءاتهم، واحتلالهم، وقدومهم إلينا بالقصف والتدمير هو ليس إرهابًا بل دفاع عن النفس.
ارتكبت أمريكا إبادة لشعب بأكمله، وسرقت أرضه وصادرت حقوقه، وهو شعب أمريكا الحقيقي (الهنود الحمر)، وارتكبت مجازر في فيتنام، مجازر في اليابان، بقنابلَ نووية قتلت مئات الآلاف في لحظات، ناهيكم عن مجازر الحروب الصليبية، وما حصل فيها من فضائع ضد المسلمين، وما يرتكبه الصهيوني الملعون من الله والمغضوب عليه، من حرب الإبادة، لأكثر من سبعين عامًا، وهم يقتلون هذا الشعب الفلسطيني المظلوم، بمئات مئات الآلاف، هذه الأرواح البشرية، والأرواح المسلمة، ليس لها حق في العيش في قوانين اليهود والنصارى، بل إنهم لا يرونها أرواحًا بشرية بل أرواحًا شيطانية شريرة يجب أن تهلك، هذا الإجرام وهذه الوحشية، وهذه العنصرية ألسيت إرهابًا؟ أليست إجرامًا؟ أليست نظرة استكبار وتعامُلًا بدونية تجاه غيرهم؟
أرهبهم موقفنا، وأرعبتهم قوتنا ولن يستطيعوا أن يواجهوها بضعفهم؛ لذلك يجب أن يلبسونا بلباس الإرهاب، ليستطيعوا أن يجعلوا العالَمَ معهم ضدنا، ولكن نقول لهم جميعًا، ونقول لكل من كان يرى نفسه هو أكبر، وهو أقوى وهو المرهب وهو المخيف، لقد قال الله تعالى لنا: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ، وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).
نعم لفظ (إرهاب) موجود ونحن مأمورون به، فقد أوجب الله علينا الإعداد، والقوة، بكل ما نستطيع وذلك لنرهب عدو الله، وعدونا، والمنافقين، نعم لقد عاش ترمب مرض الرهاب والإرهاب منا، وعاشها الصهيوني المحتلّ وأرهبناهم وحرمناهم النوم، وأرهبنا محمد بن سلمان وأصبح مرعوب وخائف على أحلامه الوهمية، وأرهبنا الأنظمة المنافقة العميلة، نعم هذا هو (الإرهاب المشروع) الإرهاب الذي تحَرّكنا فيه بالإعداد والعدة بأقوى ما نستطيع، هو الإرهاب الإلهي، هو إرهاب أمرنا به (الله سبحانه وتعالى).
قلنا لكم مرارًا وتكرارًا نحن لن نترك فلسطين لوحدها، ليسوا وحدهم ولن يكونوا وحدهم، وسنبقى معهم حتى تحريرها، وما كان إدراجنا في الإرهاب، إلا شهادة فخر لنا أننا نتحَرّك وفق ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى، وأن موقفنا موقف قرآني، وأنه مادامت أمريكا قالت عنا إرهابيين فقد وصلنا إلى درجة عالية من الإعداد، ومن القوة التي أمرنا الله بإعدادها، وقد وصلنا بفضلِ الله إلى القوة التي تُرهب عدوه، وتخيف أحذية هذا العدوّ الضعيف.
وبشرى لشعب لم تستطع أمريكا مواجهته لوحدها، واحتاجت لأن تحشد العالم بأكمله لمواجهته، بشرى لشعبٍ أرهب أمريكا، وبشرى لشعب أرهب اليهود، وبشرى لشعب يقف شامخا لا يخاف إلا الله وحدَه.