أرادوا أن يمحوا ذكرَه.. فذهبوا هم خاسرين
شيماء الجعـدي
دار صراعُ الحق والباطل على أرض الوطن، وحاولوا إخماد نور الحق، لكن الباطل هو الذي زهق على أيدي الأبطال في هذا الوطن لا مكان للخونة والمنافقين بل هو وطن الأحرار والقيادة الربانية الحكيمة.
حاول أعداء الأُمَّــة أن يبيعوا الأرض والدين خدمةً للأمريكي والإسرائيلي لكن بفضل الله الواحد القهار لم ولن يفلحوا، فمهما استمر ظلمهم الوحشي لسنوات، كانت الخسارة من نصيبهم؛ لأَنَّ الأنصار واجهوا العدوان بكل صبر وثبات مستمدين قوتهم من الله، فكان معهم ونصرهم، كما قال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) (آل عمران: 160).
هكذا كانت مسيرة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، قائد استمد قوته من قوة إيمانه بالله، فجاهد في سبيل الدعوة، وأراد إنقاذ الأُمَّــة من ظلمات الجاهلية، فقد قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار: “بُعثتُ بين جاهليتَين أُخراهما أشدُّ من أُولاهما”.
لقد كان الشعب يعاني الجهل والضياع بعيدين عن الله وعن تعاليم دينهم، فجاء مشروع الشهيد القائد ليعيدهم إلى الصراط المستقيم، طريق محمد وآل محمد، ويُحيي في قلوبهم القيّم الإسلامية والأخلاقية وليجعلهم يتعرفون على سيرة آل البيت التي حاول الأعداء تغييبها وتشويهها..
في كُـلّ زمان ومكان يسعى الأعداء والمنافقون إلى محاربة القيم والمبادئ، ويستهدفون المؤمنين الساعين إلى هداية الأُمَّــة؛ لأَنَّهم يرون في ذلك خطرًا على مشاريعهم الفاسدة، يستخدمون الحروب الناعمة لتضليل المسلمين وإبعادهم عن الله ورسوله، محاولين نشر الفساد والانحلال في الأرض، لكن مخطّطاتهم ستبوء بالفشل، فهناك قادة ربانيون ومجاهدون أحرار يسعون لتحرير الأُمَّــة من سيطرتهم.
أما شهيد القرآن، فقد ظنوا أن بقتله سينهدم مشروعه القرآني، لكنهم لم يدركوا أن المشروع أقوى وأشد ثباتًا، فالسيد القائد لم يمت بل فاز بالشهادة، ذلك الفوز العظيم وهو الآن في جوار الأنبياء والصديقين، حيٌّ في وجداننا وسيظل كذلك إلى أن ننال ما ناله من شرف وكرامة.
هذا هو طريق الأنبياء والشهداء، طريق الحق والجهاد، والشهادة هي الغاية العظمى لكل مؤمن صادق يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. لقد اخترنا هذا الدرب ولن نحيد عنه وسنظل سائرين على خُطَى السيد حسين بدر الدين الحوثي والشهداء الأحرار نقاوم الأعداء، ونؤمن بوعد الله:
(وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ) (الأنفال: 10)