مدرسةُ شهيد القرآن ومشروعُها
هاني محمد شجاع الدين
بعد قراءتي لجميع الملازم والتدقيق والتعمق فيها اتضح لي أن الشهيد القائد السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي بحرٌ من العلوم والمعرفة والإمام وصاحب رؤية عظمية وصاحب وعي وبصيرة وفراسة وبعد ونظرة ثاقبة بل واستباقيه وإنسان منصف في كلامه وأن مشروعه وطرحه يوحي إلى وصوله إلى نتائج وخلاصات لا قراءات متعددة وتوضح عن المام كبير بالقرآن الكريم وبالتاريخ وبالساحة السياسة وأحداثها والمتغيرات العالمية التي حصلت كُـلّ هذا يدل عن عقليه لبيبة ونادرة استطاعت الخروج بخلاصة وبناء مشروع إسلامي قراني سليم. نعم هذا هو الشهيد القائد السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي. الذي اشتهر اسمه وظهر وبرز وسعى إلى إشعال روح الثورة في نفوس الأُمَّــة وظل الشهيد القائد محل جدل وأعجوبة! وتجلت فيه حقيقة وصفه بعلم الهدى.
فهو قائد إسلامي قرآني وثائر زيدي ومجاهد ومفكر ديني وسياسي وعسكري ومحلل وفيلسوف وأديب ومعلم وملهم ملم في نفسيات الناس وتوجّـهاتهم وعقولهم ومدى تفكيرهم بل ملم إلى ما لا يتوقعه أحد في نفسيات اليهود والنصارى خُصُوصاً وتفكيرهم وكيفية مواجهتهم عظيم في أُسلُـوبه وعميق في طرحه الذي هو طرح عقلاني ومنطقي منسجم مع الدين وَالواقع والفطرة ورجل صريح وصارم وحاد كحدة القرآن ومنطقة٬ وداعي للحرية وللعزة والكرامة والتحرّر والاستقلال للأُمَّـة العربية والإسلامية.
وقد وصف بشهيد القرآن واستحق ويستحق وصفه بقائد سفينة نوح وعصا موسى الذي قضت على كُـلّ وسائل الظلال والاباطيل واظهرت نور الله وكان الشهيد القائد ورؤيته بمثابة نور أرد الله أن يظهره ويتمه.
ظل الشهيد القائد محل تساؤلات وعلامات استفهام وتعجب شخصية مثيرة للجدل والنقاش من هو وإلى مدرسة ينتمى وكيف استطاع تغير وجهة المنطقة وكيف استطاع اقناع الملايين من الناس حتى صاروا مندفعين بنفوسهم وأولادهم وأموالهم وكل ما يمتلكون في سبيل التحَرّك في إطار مشروعة القرآني وكل ذلك من خلال المدرسة الإيمانية التي أسسها والقاء فيها تلك المحاضرات فخرجت منها المسيرة القرآنية المباركة أعزها الله تعالى الذي أصبحت رقم صعب غير وجهة المنطقة واستطاعت فرض حصار بحري وانطلقت لتقهر أعظم الدول فقهرتها فعلاً بفضل الله وجعلت أمريكا وإسرائيل تبدو قشه واوهن من بيوت العنكبوت أمام الله وتلك حقيقتها كما ذكر الله وكل ذلك بفضل الله والشهيد القائد الذي أَسَاس المشروع القرآني وبفضل القيادة الثورية الحكيمة المتمثلة بعلم الهدى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وبسبب هذا المشروع القرآني العظيم الذي تحَرّك فيه فقد وصف واشتهر بشهيد القرآن الشهيد القائد السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه فلماذا وماذا عمل وما مدى ارتباطه بالقرآن؟!
نعم فهو الذي استطاع فهم واستيعاب القرآن وجسد قول الله ثم أورثنا الكتاب عبادنا الذين اصطفينا. وتجسدت فيه حقيقة وجود أعلام الهدى. وتجلت فيه تلك الآيات وظهرت كُـلّ تلك الحقائق فهو من سعى إلى بناء مشروع قرآني كامل وعظيم بكمال وعظمة الدين وكان هو القائد والقُدوة والنور لهذه الأُمَّــة ليبقى آية للناس وبمثابة حكمة من حكم الله وتأكيد لسنته الإلهية التي لا تحويل ولا تبديل لها.
فهو الذي سعى جاهداً ومجاهداً إلى تثقيف الناس بمعرفة الله وعبادته والارتباط به عن علم ويقين من سعى لإحياء الأُمَّــة بعد موتها وسعى إلى شدها إلى القرآن بعد أن هجرته وسعى إلى إيقاظ هذه الأُمَّــة من سباتها وغفلتها وأخرجها من حالة التيه بعد أن كانت على شفا حفرةً من النار.
وتصحيح واقعها منذ مفترق الطرقات وظهور التقصيرات والتفريطات والاختلافات التي ضربت الأُمَّــة ومحاولاً تصحيح واقعها بعد تخبطها وتيهها.
موضحًا أن الأُمَّــة قد أصبحت ضحية لمن ضربوا الأُمَّــة وأن الأُمَّــة فعلا قد أصبحت مضروبة ومجروحة تنزف وتدمي؛ بسَببِ عدم تصحيح وتقييم واقعها وإنها أصبحت تعاني ولم تبحث عن ما يداويها ولم ترجع إلى القرآن الذي هو الدواء لها.
من سعى إلى أن يعيد للأُمَّـة عزتها بعد ذلها فقد سعى لتذكير الأُمَّــة بشرفها وبمسؤوليتها بعد أن ضاعت وابتعدت عنها من سعى إلى إيجاد أُمَّـة تجسد قول الله ولتكن منكم أُمَّـة يدعون إلى الخير.. وسعى إلى زرع المفاهيم القرآنية وتجسيدها وتوضيح عمق القرآن وبلاغته وكيف نتائج الولاءات وآثارها وَطرق التضليل وعواقبها.
من دعا إلى إحياء القلوب وتطهيرها من العواطف والولاءات البعيدة عن الإطار الإلهي والقرآني بل ومن حاول أن يزرع فهمًا قرآنيا بالغا وعميقا في نفوس الناس في معرفة الله وتجسيد الغرس فيها بأن الله أكبر وأن الله هو الرحمن الرحيم وأن الله الأكبر هو من يدعونا إلى ذلك.
وسعى أن يصحح المفاهيم الدينية والنظرات المغلوطة ونفي الشبهات والمعتقدات القاصرة بل هو من سعى جاهداً إلى الوحدة وجمع الكلمة وتوحيد صف الأُمَّــة والنهي عن الشتات والاختلاف والفرقة من حاول أن يدعو إلى الاعتصام بحبل الله وحده ويؤكّـد ويوضح أن لله حبل واحد وليس عشرة. من سعى إلى تنبيه الأُمَّــة من الخطر المحدق بها من قبل اليهود والنصارى وحربهم الضالة والظالمة بمختلف أنواعها وأشكالها وأنهم مستثارون على العرب والمسلمين بل على البشرية بكلها وسعى إلى كشف كُـلّ المؤامرات وكل أساليب الزيف والتضليل وكشف الحقائق ودعاء إلى التصدي لها ومحاربتها ورسم طريق للأُمَّـة لمواجهتهم من خلال نشر تفافة التكبير لله وحده ورفض ومحاربة كُـلّ مشاريع الاستبداد والاستكبار العالمي ونشر ثقافة الجهاد والاستشهاد مؤكّـد أن إحياء فرض الجهاد خير لكم وأنه لن يستقيم واقع الأرض وَالحياة وَالبشرية كلها إلا بإحياء فرض الجهاد لمحاربة الظالمين وَالمظلين والمفسدين في الأرض وهو من حاول أن يحصن الأُمَّــة وَأن يعمل على إحياء مشاعر القوة والعظمة في الأُمَّــة المرتبطة بالله وحده وحاول أن يربط آثار العبادات وأبعادها ومعانيها ودلالاتها وسبب فرضها وماذا نستلهم من تلك العبادات.
هو الذي أَيْـضاً أكّـد أن الله لن يقف معنا ولن ينصرنا ولن يستجيب لنا إلا إذَا تحَرّكنا نحن أولاً لنستجيب إليه وإلى ما دعانا إليه والتحَرّك فيه قولاً وعملاً وفق آيات الله كما هي سنة الله الثابتة وكما هي مسيرة الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين وأن نتحَرّك كما تحَرّك رسول الله مستجيب لله وتعليماته وَإذَا ما تحَرّكنا بهذه الطريقة فإن الله لن يتركنا بل وسيستجيب لنا وسيكون معانا وسوف ينصرنا ولن يستطيع أحد في هذا العلم أن يقهرنا بل سنقهره نحن بإذن الله وتأييده.
هو من حاول جاهدا محاربة اللامبالاة من نفسيات الأُمَّــة والقعود والتجمد من أراد أن يخرج الأُمَّــة إلى واقع عملي ينهض بهذه الأُمَّــة ويليق بها وبمسؤوليتها وشرفها العظيم وأن يشعل روح الثورة في نفوس الأُمَّــة وأن تظهر أُمَّـة تحب الله وتكبر الله وتستحي من الله وتنطلق في رضاء الله وكل شيء؛ مِن أجلِ الله وليس؛ مِن أجلِ أشخاص أَو دول لا يمتلكون شيئًا أمام الله وأن كُـلّ ما يدعو إليه الله هو الشرف والفوز والعظمة والنجاة وإن لا حَــدّ يستطيع أن يجد لك ما أوجده وسيجده الله لك أمام وعده ووعيده.
هو من دعاء إلى التحَرّك مع الله وفق آياته وكتابه الكريم وإظهار أُمَّـة مسلمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أُمَّـة تحب الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله غير مؤطرين أَو مضغوطين من أحد تعمل بكل يقين ولا تبالي ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهها أَو يضغط عليها؛ لأن عليها ضغوطات من الله توجب عليها التحَرّك في سبيله ووفق كتابه الكريم وإنه لا يوجد هناك ضغوطات يرونها أشد من الضغوطات الآلية التي عليهم… بل سعى إلى إيجاد أُمَّـة مؤهلة تواجهه في الحرب التي هي حرب على الإسلام والمسلمين من باب الإيمان والثقة بالله والتوكل عليه وحده بل وتؤمن بأن لها حق أن تنطلق لنشر دينه في هذه الأرض وإن لها حق وشريعة أن تنطلق لمحاربة عدو الله أينما كان وأن تعمل على إخضاع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وإفشال مخطّطتها العدوانية وابتداء من رفع شعار الصرخة التي هي إعلان عن موقف السخط والغضب لمشروعهم الظلامي في هذه الأرض وبدايتها بالقول باللسان ويتبع القول عمل في سبيل الله حتى يسود الإسلام الأرض بأكملها ويأتوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ويكون التحَرّك قولا وعملاً وتجسيداً لشعار الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام.
كما سعى الشهيد القائد رضوان الله عليه إلى زرع ثقة عالية بالله في نفوس الأُمَّــة محاولة التخلص من الاعتماد على غيرة مؤكّـد أن كُـلّ الاعتمادات على السياسات الدولية وثقافة الاستعانة بدولة لرفع دولة هي تبقيها في نفس الإطار ومن احتلال إلى احتلال ومن ارتهان إلى ارتهان ومؤكّـد أن النبي قد قدم لهذه الأُمَّــة من أعظم الدروس المهمة في مسيرة حياته وهو أن النبي صلوات الله عليه وعلى اله لم يستعِنْ بدولة الروم وفارس لمناصرته وهما كانا أعظم دولتين في ذلك العصر بل التجي إلى الله وتحَرّك وفق نهجة وآياته فنصره الله بل إنه ثم استطاع أن يقهر دولة الروم وفارس وبناء دولة إسلامية مستقلة وحرة معتمدة على الله وعلى نفسها ويؤكّـد الشهيد القائد أهميّة الاستفادة من هذا الدرس وضرورة الاعتماد على الله وحدة مالم أن الأُمَّــة ستبقى مرتهنه لدول وسياساتها وَإذَا كان هناك شيء مساعد فلا مانع من العمل بها واتباع تلك الأسباب؛ مِن أجلِ تحقيق غاية عظمية دون وصاية أَو ارتهان أَو الاعتماد على غير الله سبحانه وأن كُـلّ ما سيكون هو إطار تلك الأسباب التي سخرها الله فقط كما سخر لذي القرنين من كُـلّ شيء سببًا فأتبع سببًا.
ومن ضمن تلك الأسباب على سبيل المثال هو استغلال وجود العداوة بين اليهود والنصارى وأن نعمل على إشعالها فيما بينهم كأدنى حَــدّ وأن نقدم أنفسنا أمام النصارى منزعجين لقيام اليهود بقتل نبي الله عيسى بن مريم رغم إيمَـاننا بأن الله رفعه ولم يقتله اليهود. كحركة مضادة لهم فهم يسعون إلى زرع العداوة فيما بين الأُمَّــة الإسلامية ومذاهبها وزرع الفرقة الشتات والاقتتال فيما بين أبناء الأُمَّــة الواحدة.
نعم إن كُـلّ ما تطرقنا إليه مَـا هو إلا اقتباس من نور مشروعه الكامل والعظيم بكمال وعظمة القرآن الكريم ونظرته التي هي من نظرة القرآن الكريم الذي لا حدود لها وما هذه المسيرة القرآنية المباركة إلا ثمرة مشروعه العظيم والمبارك والواقع يشهد والقادم أعظم بإذن الله ومهما قلنا في حقه فلا نستطيع أن نوفيه حقه فسلام الله عليه يوم وُلد ويوم جاهد ويوم استشهد في سبيل هذا المشروع وتأسيسه ويوم يبعث حيًّا. ولله عاقبة الأمور.