انتصر الدم على السيف

 

أكرم ناصر

نعم، هذه سنة كونية في الحياة: انتصار الدم على السيف.

وغزة اليوم خير شاهد على هذا، برغم الجرائم والسجون والتعذيب للأسرى، من قبل العدوّ الإسرائيلي، إلا أن الدم انتصر على السيف.

الدماء الطاهرة والزكية عندما تبذل في سبيل الله، برضا وصبر؛ فَــإنَّه الرضا والصبر الذي يأتي بعده فرج كبير ينسينا مرارة الألم.

اليوم نشاهد كيف عاد أهل غزة إلى مساكنهم في فرحة لا توصف وشعور غير عادي.

البعض قد فقد أحبّاءه والبعض فقد أغلى ما لديه، لكن جاء الفرج بالشكل الذي أنساهم كُـلّ ذلك الفراق والألم.

إذا عدنا قليلًا إلى التاريخ، لننظر كيف كان حال بني “إسرائيل” تحت وطأة فرعون، كان يقتل أبناءهم ويستحيي نساءهم، ويعمل فيهم كُـلّ أنواع الظلم والإجرام، لكن الله أذن لموسى وقومه بالنصر والغلبة، فتجلّى انتصار الدم على السيف في مواجهة فرعون الطاغي.

وفي زمننا الحديث، يبرز انتصار الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، الذي كان في آخر لحظاته مثخنًا بالجراح، والأعداء يحيطون به من كُـلّ جانب.

إلا أنه كان يقول: “الحمد لله الذي نصر المسيرة”.

وانتصرت المسيرة القرآنية، وانتصر الدم على السيف في مواجهة أعظم الطواغيت في العالم.

لكن علينا أن ندرك يا إخوة أن النصر لا يأتي إلا بعد تعب ومعاناة، وشهداء أعزاء على نفوسنا.

إنه يأتي بعد مرحلة فرز وغربلة واختبار، ليظهر المؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب.

حتى نصل إلى مرحلة يقول فيها البعض: “متى نصر الله؟” ولكن لا بدّ أن نعلم أن نصر الله قريب، وأن الدم الذي يراق في سبيل الحق، هو الذي يرسخ جذور النصر ويضيء دروب الجهاد، ويتحقّق به النصر، وينتصر الدم على السيف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com