صالح الصماد: قائدٌ من قلب الشعب.. وإلى قلبه عاد

 

عبدالغني حجي

الرئيس الشهيد صالح الصماد لم يكن مُجَـرّد زعيم سياسي، بل كان روح اليمن النابضة، وصوت الشعب المعبر عن آماله وتطلعاته، استمد شرعيته من قلوب الناس، ولم يرَ في المنصب امتيَازا، بل مسؤولية جسيمة حملها بإخلاص، متجردًا من الأهواء، متسلحًا بالإيمان والوفاء لوطنه وشعبه.

كان حامل راية الوحدة، ومهندس تماسك الصف الوطني، وجامع الكلمة في زمن التفرقة والخذلان، فخطاباته لم تكن مُجَـرّد كلمات، بل كانت مشاعر صادقة لامست قلوب اليمنيين، ونبضًا حيًّا يعكس همومهم، واستجابة عملية لاحتياجاتهم رغم قسوة الظروف والحصار والحرب.

لم يكن رئيسًا يجلس خلف الأبواب المغلقة، بل كان ابن الميدان، قريبًا من الناس، يتلمس معاناتهم، يحيا آلامهم، ويجتهد لتحقيق آمالهم،

وحين تكالبت قوى العدوان لكسر إرادَة اليمنيين، كان الصماد الحصن الحصين، والدرع الواقي، والقلب النابض بروح الجهاد والصمود، لم يكن مُجَـرّد رئيسٍ يدير شؤون الدولة، بل كان رمزًا للنضال، وقائدًا لمشروع التحرّر، ورمزًا يقتدي به كُـلّ من آمن بأن الحرية ثمنها التضحية، أصبح شعلة أمل في ظلام الحرب، وقُدوة للأجيال التي رأت فيه صورة القائد الصادق الذي لا يساوم على مبادئه ولا يخذل شعبه.

بكى اليمنيون فراقه قبل أن تدمع أعينهم؛ لأَنَّ خسارته لم تكن مُجَـرّد فقدان رئيس، بل كانت رحيل أبٍ وأخٍ وقائدٍ احتضن الجميع بحب وإخلاص، لم يترك وراءه ثروة أَو سلطة، بل ترك إرثًا خالدًا من العزة والكرامة، ومسارًا واضحًا لمن يسيرون على درب الحرية.

لم يكن المنصب شرفًا له، بل هو من شرّف المنصب بأدائه وإخلاصه، فكان أنصع تجسيد لمعنى المسؤولية الحقيقية، وأصدق نموذجٍ للقائد الذي يكتب التاريخ بدمه لا بخطاباته.

لم يكن يرى في التحديات عوائق، بل كان يحولها إلى محطات للانتصار، ولم ينظر إلى الحرب كمأساة فقط، بل جعل منها مدرسة للصمود، مسطّر بدمه قصة كفاح ستظل محفورة في ذاكرة اليمنيين، وحفر اسمه في سجل العظماء، حَيثُ لا يخلد إلا من ضحى لأجل وطنه وشعبه.

سلامٌ على روحك الطاهرة أيها الرئيس الشهيد، وسلامٌ على اليمن الذي أحببته وضحيت لأجله حتى آخر نبض في قلبك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com