في حضرة الرئيس الشهيد صالح الصماد

 

وسام الكبسي

تكمن أهميّة الهوية الإيمانية في تحصين الأُمَّــة أفراداً وجماعات من تأثير التيارات المناوئة ذات البعد الشيطاني، وتبني بيئة قوية قادرة على المواجهة المحتومة مع قوى الشر، وفي البيئة الإيمانية يولد المستضعفين الواعين فتحَرّكهم الدوافع الإيمانية لتحمل المسؤولية في أحلك الظروف وأصعبها فتصقلهم المواقف وتبنيهم المراحل فيلتصقون أكثر بالمشروع الذي يتبنونه ويتحَرّكون في إطاره؛ فيقدمون المواقف المشرفة لأمتهم وهم بذلك ينصهرون أكثر بمجتمعهم ليكونوا خير من يمثله في المسؤولية؛ فيجبرون السلطة أن تخدم المجتمع وهم بذلك ودون قصد منهم يحفرون ذكراهم العطرة وسيرتهم البيضاء ناصعة نقية في ذهنية الأجيال المتعاقبة لا تمحوها السنون المتعاقبة.

ومن هذه الشخصيات التي ستبقى ذكراها فواحة زكية شامخة أمد الدهر، حَيثُ مثّل الشعب اليمني في إيمانه أخلاقًا وخلقًا ومواقف وفي يمنيته مجدًا وشموخًا سطّرها التاريخ في أنصع صفحاته هي شخصية الرئيس الشهيد الصماد، لتكون الشخصية التي مثلت المدرسة القرآنية خير تمثيل وكان ثمرة من ثمار المشروع القرآني العظيم للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.

لقد كان طالب علم، وفي طلبه للعلم والمعرفة سعى لاكتساب ما يؤهله لأن يكون جنديًّا من جنود الله ليقوم بدوره المناط به لأن يعمل على خلاص الأُمَّــة من ربق العبودية لغير الله، من خلال ما كان يقدمه للناس من هدي القرآن الكريم ما يجعلهم في مستوى الإدراك لأهميّة الانتماء العملي لمسؤوليتهم أمام الله تعالى، من خلال تعزيز الثقة بالله، وعالمًا زاهدًا يعمل على خلق مجتمع متسلح بالوعي القرآني، وخطيبًا مفوهًا بارعًا لا يبارى، يسعى لترسيخ المفاهيم القرآنية ابتداءً بشد الناس إلى الله وتعريفهم بالمنهجية القرآنية التي ارتضاها الله لهم وإلى أعلام الهداية قادة وقُدوة وأسوة، إيمانًا منه بركائز المشروع القرآني وهو بذلك يرسم للأُمَّـة طريق نجاتها وفلاحها في الدنيا والآخرة.

إن الشهيد الصماد مثال لطالب العلم والخطيب المرشد والعالم العامل والقائد العسكري الشجاع والسياسي المحنك بحضوره المتواضع مع عظم ما يقوم به من مسؤوليات متشعبة وكثيرة منذ أن تحَرّك مجاهدًا في سبيل الله، فهو ذلك الذي لم تغير معدنه الأصيل المغريات أَو بهرجة السلطة وحب المنصب ولا حتى كرسي الرئاسة؛ فكان قُدوة في الولاء والعطاء والبناء والتضحية وأسوة في استنهاض الأُمَّــة من موقع خدمة الشعب وَمجاهداً من موقع رئاسة الجمهورية، مرابطاً في الثغور وفي كُـلّ ميادين المواجهة حاضرًا في مواقع الصراع مع الأعداء على كُـلّ المستويات الثقافية والعلمائية والأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية فهو ذلك المستثمر الرابح الذي ربح خير الدنيا والآخرة فقد نذر حياته ومماته لله دفاعًا عن دينه وشعبه وقضايا أمته؛ فعلى طول مسيرته الجهادية لم يرتح له بال إلا وهو يؤدي مسؤوليته الإيمانية في الحماية والبناء حتى أَيَّـام العيد؛ فقد كان يتشرف بأن يقضيها مع رجال الله في ميادين الوغى، لا غرابة أن يكون حب الرئيس الشهيد الصماد حاضرًا وحيًّا متجذرًا في وجدان وقلوب الملايين من أبناء الشعب اليمني بمختلف فئاتهم وتنوع مشاربهم ففي حضرته حضور الهوية الإيمانية اليمنية، وستبقى ذكراه وسيرته العطرة ومواقفه الشجاعة وولاءه الإيمَـاني لأعلام الهداية وخدمته لشعبه في الحماية والبناء أنموذجاً راقياً مترسخاً في وعي وإدراك الأجيال القادمة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com