الكل معنيٌّ ببناء مستقبل الوطن

 

محمد عبدالمؤمن الشامي

يواجه اليمن تحديات اقتصادية كبيرة في ظل الظروف الحالية، ويأتي برنامج حكومة البناء والتغيير كأدَاة رئيسية لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة ومستدامة. يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز القطاعات الإنتاجية الأَسَاسية مثل الزراعة والصناعة والثروة السمكية، ويسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتقليل من الاعتماد على الاستيراد. وفي هذا السياق، تبرز أهميّة التعاون بين الحكومة والشعب لبناء مستقبل الوطن.

إن هذا البرنامج يعتمد على فكرة أَسَاسية مفادها أن قوة الاقتصاد تأتي من تطوير الإنتاج المحلي. ولهذا، يركز البرنامج على دعم المشروعات الصناعية والزراعية والسمكية الاستراتيجية. كما يسعى إلى توفير الفرص التمويلية لهذه المشاريع من خلال الاكتتاب والمساهمات العامة، مما يتيح للمواطنين المشاركة الفعالة في بناء الاقتصاد الوطني.

أحد المحاور الرئيسة لهذا البرنامج هو تحسين القدرة الإنتاجية الزراعية في اليمن. يهدف إلى زيادة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية والسمكية، مما يساهم في تقليل فاتورة الاستيراد. من خلال دعم المزارعين والصيادين وتحسين تقنيات الزراعة والصيد، يسعى البرنامج إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق استدامة اقتصادية.

تولي الحكومة اهتمامًا خاصًا بقطاع الثروة السمكية، الذي يعد من أهم الموارد الاقتصادية في اليمن. يتم دعم أنشطة الصيد التقليدي والساحلي، وإعادة تأهيل البنية التحتية الخَاصَّة بالصيد، بالإضافة إلى تسويق المنتجات السمكية محليًّا ودوليًّا. كما يتم تعزيز البحث العلمي في هذا القطاع لزيادة الإنتاجية وجودة المنتج.

ومن خلال برامج تمويلية مثل صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي وصندوق تنمية الصناعات الصغيرة، يسعى البرنامج إلى تحفيز الابتكار المحلي ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. هذا التوجّـه يساهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام ويعزز من قدرة اليمن على الاعتماد على موارده المحلية.

لا تقتصر جهود الحكومة على الدعم الفني والتمويلي، بل تسعى أَيْـضًا إلى تحسين البنية التحتية عبر استخدام تقنيات مثل الري الحديث والطاقة المتجددة، مما يقلل من تكاليف التشغيل ويعزز من الاستدامة البيئية. هذه الإجراءات تساهم في تعزيز قدرة القطاعات الإنتاجية على مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.

خطاباتُ السيد عبدالملك الحوثي في هذا السياق كانت واضحة وحاسمة في التأكيد على أهميّة الشراكة الوطنية بين الحكومة والشعب لبناء اقتصاد قوي ومستدام. فقد أكّـد السيد عبدالملك الحوثي في العديد من خطاباته أن اليمن لا يمكنه تجاوز تحدياته الاقتصادية إلا من خلال تكاتف الجميع، وأن المسؤولية في بناء الوطن لا تقتصر على الحكومة وحدها بل هي مسؤولية جماعية يتحملها كُـلّ فرد في المجتمع. في إحدى خطاباته قال: “إن القوة الاقتصادية لليمن لن تتحقّق إلا إذَا عمل الجميع معًا، الحكومة والشعب، بروح من التعاون والجدية في تنفيذ المشاريع الوطنية. نحن بحاجة إلى إرادَة وطنية موحدة، ويجب أن يتحمل كُـلّ فرد مسؤوليته في هذا المسار”.

وأكّـد أَيْـضًا في خطاب آخر: “إن اليمن لا يواجه تحديات اقتصادية فحسب، بل تحديات تتطلب إصرارا وشجاعة من الشعب بكامل مكوناته. إن الشعب اليمني هو الأَسَاس في بناء المستقبل، ونحن بحاجة إلى تكاتف وتعاون الجميع لتحقيق التنمية الاقتصادية التي تضمن السيادة والكرامة الوطنية”. كانت هذه الخطابات دعوة قوية لجميع اليمنيين للانخراط في بناء اقتصادهم الوطني والعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لتحقيق الأهداف الطموحة التي تهدف إلى نهضة شاملة.

في الختام، إن نجاح برنامج حكومة البناء والتغيير مرهون بشراكة حقيقية بين الحكومة والشعب. فالتحديات الاقتصادية التي يواجهها اليمن تتطلب تكاتف الجميع دون استثناء، فالكل معني ببناء مستقبل الوطن. يجب على الشعب أن يشارك بفاعلية في تنفيذ المشاريع الاقتصادية، والعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لتحقيق الأهداف الوطنية. من خلال هذا التعاون، يمكن لليمن أن يعيد بناء اقتصاده، ويحقّق الاكتفاء الذاتي، ويستعيد مكانته الريادية في المنطقة. معًا، يمكننا التغلب على الصعاب، وتحقيق التنمية المستدامة، وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com