حسين العصر.. هيهاتَ أن تنساك اليمن
حسن محمد الزُّراعي (أبو قرآن)
هُداك رَأهُ كَفِيفُ البَصَرْ
وبِقولِكَ أبْهَتَّ الذي كَفرْ
قرآنٌ تَرَتَّل من شفتيك
أحيَا القلوبَ كماءِ المَطرْ
فللَّه كلما نحنُ فيه من
أثرُ هديكَ ونِعمَ الأثرْ
وللهِ ما أنجبت بمثلك
حُبلى من أُمّهات العصرْ
ولله ما الذي قد فعلتَه
ليفتِي بقتلك علماءُ القصرْ
قاتَلَتْكَ شبيهةُ الأنعام
التي تأكلُ وتنامُ كالبقرْ
قاتلوك وأنت سفينة
طالما أنجيتهم في البَحرْ
ولعمري أنت هو الذي
حرَّرت حياتهم من الأسرْ
فها هي عُرُوشُهُم خاوية
وكبير أصنامهم قد انكسرْ
ولله من رايةٍ رأيَتُك
كَلَّا بل هي إحدى الكُبرْ
بنفسي غريب جرف سلمان
بنفسي حسين كربلاء العصرْ
بنفسي ذبيح هذا الزمان
أسفي على الدَّم الذي انهدرْ
بنفسي غريبُ الجسد الذي
أسَرُوهُ شهيداً غريب الأسرْ
وحتى قبرُك قد قاتلهم
سلامٌ لقبر يحيز الظَّفرْ
ولعمري ما انحنى الظالمون
لأحدٍ سواك عَبْرَ الدَّهرْ
سلبت أمانَ جميع الطُّغاة
وأكحلتَ عُيونَهُم بالسَّهَرْ
طويلًا صرخت بملء فيك
ووحيداً حَذَّرت من الخطرْ
ووحيداً سَبَقْتَ للمَكرُمات
وأحييت الجهاد من القبرْ
جُنودٌ من الله في صَرخَتِكَ
غُدُوُّها شَهَرٌ وَرَواحُها شَهرْ
طِبتم وطابت فسِيْلتكم
عترة بيتِ النَّبيَّ الأغرْ
تُؤتي أُكُلها كلَّ حينٍ
بارك الله ذاك الشَّجَرْ
وحيداً دعوت لدين النَّبيِّ
واليوم أنت ملايين البشرْ
كيف أنساك وقد ذكرتني
أم كيف أذكرك وأنت الذكرْ
تطل على خاطري يا حسين
فأذكر مدَّك مثل البحرْ
تذكرت مسحتك جبهتي
وعليها قَبَّلتني في الصِّغَرْ
كبرتُ وهديُك يكبُرُ معي
لله ما أروعهُ من كِبَرْ!
هيهات أن تنساك اليَمَنُ
فَنِسْيَانُكَ ذنبٌ لا يغتفَرْ
كيف لي أنساك وأنت
لي نجاةٌ بهديك من صَقَرْ
اللهُ أكبرُ منك ابتداؤها
والآن فرط صوتيُّ العصرْ
فتَبارَكْتَ وبِصَرخَتِك التي
ما ردَّدها المُجاهِدُ إلا انتصرْ