غزة: 35 % من التعهُّدات ما سمح الاحتلالُ بدخوله من مساعدات مُنذ بدء وقف النار
المسيرة | خاص
من المعلوم أن الاحتلالَ الصهيونيَّ لا ينتهكُ فقط بنود “البروتوكول الإنساني”، بل يُعيد صياغة “القهر” كسياسةٍ يومية يسلطها على غزة وأهلها، بينما الوسطاء الضامنون يقفون على مسافةٍ آمنةٍ لضمانِ استمرارِ إطلاقِ سراح أسرى الاحتلال، لا غير.
وفي ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يواجها سكان قطاع المنكوب، ومع استمرار دخول القوافل الإغاثية من مختلف الجهات، إلا أن الحاجةَ الملحة والعاجلة تستدعي توفير المأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم بفعل العدوان الصهيوني الغاشم على مدى 15 شهرًا.
ورغم المناشدات الفلسطينية المتكرّرة للمعنيين في إعطاء الأولوية لإرسال الخيام ومستلزمات الإيواء ضمن قوافلهم الإغاثية القادمة، إلى جانب المواد الغذائية والإغاثية في الوقت الحالي، إلا أن المماطلة والتلكؤ الصهيوني يفاقم المعاناة، وبات توفير المأوى للنازحين مسألة إنسانية ملحة لا تحتمل التأجيل، لضِمانِ الحد الأدنى من الكرامة والحماية لآلاف الأسر التي تفترش العراء في ظل أجواء الشتاء القاسية.
وفيما يقر الضامنون والمجتمع الدولي والوسطاء بمحاولاتهم الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر وإدخَال المواد الإيوائية بشكلٍ فوري وعاجل، إلا أنهم يواجهون بتعنتٍ شديد من مسؤولي الكيان الذين يعتبرون أنفسهم فوق مستوى موظف أممي هنا أَو مراقب عربي هناك.
وبالنظر إلى كمية ما يدخُلُ القطاع من شحنات المساعدات مقارنةً بالتعهدات نجد أن المطلوب إدخَال “8،251 شاحنة مساعدات”، بينما دخلت “3،012 فقط ووصلت شمالي القطاع”؛ أي بنسبة 35 % من التعهدات، وذلك مُنذ إعلان وقف إطلاق النار وحتى تاريخ الأول من فبراير الجاري، كما أن المطلوبَ “120 ألف خيمة”، وما وصل منها غير “10،000 خيمة فقط”، نصفها بالكاد من الأمم المتحدة ومصر.
وبحسب تقارير أممية دخل القطاع حوالي “730 ألف” لتر وقود فقط، في منطقةٍ تحتاجُ يوميًّا إلى 25 سيارة وقود للبقاء على قيد الحياة، أما المعدات الثقيلة وصلت 4 وحدات فقط، ليس لانتشال الضحايا، بل لإصلاح “معبر رفح”، أما الماء، فـ85 % من آبار غزة مدمّـرة، وحاجة لترميم 100 بئر شمال القطاع بتكلفة 5 ملايين.
وفي جانب القطاع الصحي، قال وكيلُ وزارة الصحة “يوسف أبو الريش” خلال تفقده مستشفيات رفح: إن “المساعداتِ الطبيةَ التي تدخُلُ لا تلبِّي 20 % من الاحتياجات العاجلة، ونحذر من تلاعب في قوائم الأولويات”.
وأشَارَ إلى “أهميّةِ الإسراع في إدخَال اللوازم الطبية والأجهزة الضرورية لتمكُّنِ القطاع الصحي من تقديم الحد الأدنى من الخدمة الطبية”، منوِّهًا بأن “الجهاتِ الدوليةَ استملت قوائم الاحتياجات الطبية اللازمة للقطاع بشكلٍ مفصل، إلا أن ما يدخل القطاع حَـاليًّا لا يقع ضمن دائرة الأولويات الطبية”.
وعليه؛ فَــإنَّ سياسة التلاعب الصهيونية في ظل التواطؤ الأممي والضامنين في إدخَال المساعدات عبر تأخير الضروري وتقديم غير المهم، هي جزء من مخطّط أن تبقى غزة تحت حصارٍ مشدّد لا تستطيع إعادة بناء نفسها، ويؤكّـد أن الكيان يحاول التملص من الاتّفاق.