عام ونصف من دروس شجاعة وحكمة وزكاء قائد، وشموخ وعظمة شعب
نوح جلاس
أنت أيها القائد الثوري توليتَ قيادةَ البلاد على جميع الأصعدة في فترةٍ تنصَّل الجميعُ عن تحمُّل المسؤولية، وفي فترةٍ كانت من أعظم المراحل خطورةً في تأريخ البلاد، فهناك شلل اقْتصَادي كُلّي لجميع موارد الدولة، وحصار شبه خانق لجميع احتياجات البلد والمواطنين، وهناك تحالف عُـدْوَاني عالمي جمع بين أعظم البلدان طغياناً وكفراً ونفاقاً، بالإضافة إلَـى تواجد عدد كبير من المرتهنين والمرتزقة الذين سعوا جاهدين لجعل وطنهم مسرحية للغزاة، وَفي ظلِ مؤامرة كبيرة حدثت للجيش منذ فترة تولي الأعداء لشؤون الدولة في زمن الفار والهاربين معه.
فكلُّ هذه المؤشرات تؤولُ بالبلاد إلَـى مستنقع عميق يستحيلُ الخروجُ منه، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم حنكة وحكمة هذا القائد الثوري الذي تمكن من إحكام قبضته على البلاد من جميع جوانبها، حيث وقف سداً منيعاً أمام العدو وأفشل تمرير كُلّ المؤامرات.
فعلى المستوى الأمني شهدت البلادُ استقرارا أمنيا غير مشهود، وعلى المستوى الاقْتصَادي استطاع خلق مناخاً اقْتصَادياً مستقراً ولو حدثت هناك محاولات لخلخلته ولكن سَرعانَ ما تم السيطرة عليها، وكذلك تمكن من إحكام السيطرة على السوق الاستهلاكية بأعجوبة لا يفهمها إلا الراسخون بحقيقة حجم المؤامرة الكبيرة التي حاول العدو أن يستغلها، وهي تأجيج حياة المواطنين وتضييق الخناق عليهم كي يقوموا بدورهم في زعزعة أوضاع البلاد، ولكن صبر وحكمة شعبنا الصامد المثابر ووقوفه إلَـى جانب قيادته حال دون ذلك.
أمَّا على المستوى العسكري فقد أصبح العالم مهووساً بكل ما جرى في هذه الحرب، فحجم وقوة العُـدْوَان المسنود بتكالب عالمي وتواطؤ أممي وارتزاق داخلي، من المستحيل الصمود ولو لنصف عام، وذلك أسوةً بالأحداث والشواهد التأريخية الماضية والتي كانت الغلبة فيها لمصلحة أطراف لا تساوي رُبع ميزان عدو اليوم، ولكن بفضل الله ثم استبسال وشجاعة مقاتلينا الأَبْطَال وَصبر وصمود وتضحيات شعبنا بجميع فئاته التي كانت كُلّ فئةٍ منها تؤدي الدور المطلوب أسهم في الثبات والإباء، وكذلك حكمة وذكاء وإلهام القيادة الرشيدة الممثلة بهذا القائد الفذ الذي سلّم راية الوطن بكل قناعة تامة لرجل لا يقل شأناً عن ذاك الذي عاد إلَـى ممارسة حياته الجهادية في ثغور المؤمنين وميادين الشرفاء، حيث جسّد زكاء وقناعة القادة العظماء، والفضل كذلك في تعاون القوى السياسية الوطنية التي التفت كلها تحت قيادة واحدة رغم مساعي العدو العديدة في تمزيق وتفتيت القوى السياسية المناهضة له، حيث أثبت قادة وأَعْضَاء تلك القوى بأنهم رجال لهذا الوطن ليس لذاك الفندق.
فبعد قرابة عامين يتضح بأن بلدنا قد أصبحت دستوراً مقدساً لمن أراد أن يعيش بكرامته وحريته، فهذا الدستور يشمل أحكم وأقدس القوانين التي يجب أن يمشي عليها الحكام والمحكومين في أي بلد كي يعيشوا أحراراً شامخين كما هو الحال بالنسبة لنا.