ناشطون عرب لـ “المسيرة”: الهزيمة تلاحق كيان الاحتلال في غزة والضفة

الناشط اللبناني علامة: أبناءُ الضفة الغربية يعانون من عدوان داخلي وآخر “إسرائيلي”

الناشطة الفلسطينية أبو صالحة: المقاومة مسنودة بجبهات الإسناد كفيلة بهزيمة الكيان الصهيوني

الناشطة العُمانية آل صالح: ثبات الشعب الفلسطيني كفيل بإجهاض المشروع الصهيوأمريكي

 

أكّـدوا أن جبهة الإسناد اليمنية ستظل للعدو الصهيوني بالمرصاد:

 

المسيرة: محمد ناصر حتروش

تشهدُ الضفةُ الغربيةُ بفلسطينَ المحتلّة تصعيدًا صهيونيًّا كَبيرًا، لا سِـيَّـما في الآونة الأخيرة بعد وقف إطلاق النار بقطاع غزة، حَيثُ يمارِسُ الكيان الصهيوني أعمالًا عدائية، مستهدِفًا الشجرَ والحجرَ والبشر، وسقوط عشرات الشهداء والجرحى بشكل يومي، ناهيك عن قيام العدوّ الغاصب بتدمير البنى التحتية وصلت إلى 100 وحدة سكنية؛ ما يؤكّـدُ أن الكيانَ الغاصب يحاول الهروب من الهزيمة التي مني بها في غزة، عبر الإجرام في الضفة.

التصعيدُ العدائي في الضفة لم يقتصر على مخيم جنين فحسب، وإنما يتوسَّعُ ويمتدُّ بتشكل متصاعدٍ ليصلَ إلى طوباس وبلدة قباطية ومدينة طولكرم وغيرها من مدن وقرى الضفة الغربية.

ويأتي التصعيدُ الإسرائيلي في سياق المساعي الصهيونية لتسريع ضم الضفة الغربية وتهويدها.

وفي هذا الشأن يتحدث عدد من الناشطين العرب لـ “المسيرَة”، مستنكرين التواطؤ الذي تظهر به السلطة الفلسطينية وسط الانتهاكات الصهيونية الجسيمة، وذلك على أنقاض 15 شهرًا من الإجرام الإسرائيلي الذي قتل نحو 55 ألف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 120 ألف مدني.

 

مساعٍ للتهجير والضم.. السلطة أدَاة لقمع المقاومة:

ويؤكّـد الناشط اللبناني عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين الدوليين عدنان علامة، أن “التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية يأتي في سياق مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي؛ بغرض تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية”.

ويوضح في تصريح خاص لـ “المسيرَة” أن سُكَّانَ الضفة الغربية يعانون من الإجراءات التعسفية للسلطة الفلسطينية العميلة التي تمارسُ أعمالًا عدائية ضد المقاومين من أبناء الضفة، موضحًا أن سكان الضفة إلى جانب معاناتهم من السلطة الفلسطينية، تأتي الاعتداءات الصهيونية لتفاقم معاناتهم.

ويشير إلى أن تصاعد العمليات العسكرية الصهيونية في الضفة الغربية يأتي بهَدفِ تهجير كافة سكان الضفة؛ كي يتسنى للعدو الصهيوني ضَمُّ الضفة وجعلها مستوطنةً صهيونية.

وتعتبر الضفة الغربية من أبرز الأهداف الصهيونية التي يعمل الكيان الصهيوني على تحقيقه منذ عقود من الزمن، حَيثُ تمثل الضفة الغربية جزءاً من المخطّط الصهيوني الكبير المعروف بـ “إسرائيلَ الكبرى”.

يدرك الكيان الصهيوني أن فرض المستوطنات الصهيونية يتطلب جهوداً كبرى تتمثل في التدمير الكلي للمنطقة وتهجير كافة سكانها، وهو ما دفع الكيان الصهيوني لتصعيدِ أعماله العسكرية العدائية في الضفة.

السلطة الفلسطينية وبإيعاز صهيوني تلاحِقُ المقاومين الفلسطينيين في مختلفِ مدن وقرى الضفة الغربية، في مؤشراتٍ توحي بمدى عمالة وتواطؤ السلطة الفلسطينية مع العدوّ الصهيوني.

وفي هذه الجزئية يقول علامة: “إن أبناءَ الضفة الغربية يعانون من عدوانٍ داخلي ممثلاً بالسلطة الفلسطينية العميلة وعدوان صهيوني خارجي”.

ويضيف أن “العدوّ الصهيوني يستخدم السلطة الفلسطينية في قمع ومهاجمة المقاومين الفلسطينيين في الضفة لتسهيل المهمة على الكيان الصهيوني وتوفير خسائره المادية والبشرية التي ستكلفه أثناء المواجهة”.

وأمام تلك التحديات الكبرى التي تواجه سكان الضفة الغربية فَــإنَّ توحيدَ فصائل المقاومة الفلسطينية، إضافةً إلى ثبات السكان الفلسطينيين أمر مهم وضروري وحاجة ملحة في التصدي ولمواجهة المؤامرات الصهيونية.

ويرى علامة أن “الكفاح المسلح والصمود الشعبي الفلسطيني في الضفة الغربية كفيل بمواجهة الأعمال العدائية الصهيونية وإفشال مخطّطاتهم”.

يتوهم الكيان الصهيوني أن أعماله العدائية العسكرية في الضفة الغربية ستسهم في تحقيق أهدافه الاستيطانية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكانها غير أن ذلك غيرُ وارد في قاموس الشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة.

ويعتبر نموذجَ الثبات الأُسطوري في قطاع غزة شاهداً عمليًّا على عظمة وكبرياء وعنفوان الشعب الفلسطيني، الذي أسهم بصموده منقطع النضير في إفشال المخطّطات الصهيونية الرامية لتهجير الفلسطينيين خارج بلدانهم.

 

ثبات الفلسطينيين ينسف أحلام التشتيت:

ويتزامن التصعيد الصهيوني العسكري في الضفة الغربية مع بدء تولي ترامب للرئاسة الأمريكية، والذي توعد خلال حملته الانتخابية بتسليم الضفة الغربية للكيان الصهيوني.

كما أن دعوة المجرم ترامب للنظامَينِ الأردني والمصري في استقبال النازحين الفلسطينيين من قطاع غزة مثَّلت عاملًا معنويًّا للكيان الصهيوني في المحاولة العسكرية لصنع سيناريو غزة بالضفة الغربية، غير أن ثباتَ الفلسطينيين بقطاع غزة ومشهد العودة الشعبيّة الكبرى لشمال القطاع مثل حجر عثرة أمام المخطّطات الصهيونية؛ فعودة النازحين إلى مدنهم المدمّـرة كليًّا وغير الصالحة للحياة، مثّل صدمة مدوية للعدو الصهيوني.

وفي هذا الصدد تؤكّـد الناشطة الإعلامية الفلسطينية عريب أبو صالحة، أن المقاومة الفلسطينية في مدن وقرى الضفة الغربية تشكل عاملًا قويًّا وأَسَاسيًّا في مواجهة المخطّطات الصهيونية وإفشالها.

وتوضح في حديث خاص لـ “المسيرَة” أن “فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تشكل خطرًا كَبيرًا على الكيان الصهيوني؛ لتواجدها في الضفة الغربية وقدرتها الفائقة في الالتحام المباشر مع الكيان الصهيوني”، لافتةً إلى العمليات الاستشهادية والبطولية التي تقوم بها فصائل المقاومة ضد الكيان الصهيوني بين الفينة والأُخرى.

وتبيّن عريب أبو صالحة أن الضفة الغربية تشبه تمامًا قطاع غزة، وبالتالي فَــإنَّه مهما بلغت حدة الهجمات الصهيونية وشراستها في الضفة سيكون الفشل والهزيمة المدوية من نصيب الكيان الصهيوني وعملائه من السلطة الفلسطينية.

وتصفُ رئيس السلطة الفلسطينية عباس بـ “زعيم التنسيق الأمني للكيان الصهيوني”، مبينة أن أعماله الجبانة “لن تضر المقاومة الفلسطينية وإنما تشكل حافزًا في تصعيد المقاومة العسكرية ضد الكيان الصهيوني”.

وترى أن “المقاومة في الضفة سيكون أثرها على الكيان الصهيوني كبيراً جِـدًّا، يسهم في إنهاك جيش العدوّ على المستوى المادي والبشري”، مبينة أن العدوّ الصهيوني مرعوب ومذعور من فصائل المقاومة.

وتشير أبو صالحة إلى أن “العدوَّ الصهيوني سيسعى خلال المرحلة القادمة إلى تهجيرِ سُكَّانِ الضفة الغربية إلى الدول المجاورة التي ذكرها ترامب، كما أنه سيفرِضُ حصارًا اقتصاديًّا خانقاً على السكان الأصليين لإجبارهم على الاستسلام والمغادرة”.

وبالرغم من الأعمال الوحشية للكيان الصهيوني ومجازره المروِّعة بحق المدنيين إلا أن ثبات الشعب الفلسطيني سيسهمُ حتمًا في إفشال المخطّطات الصهيونية الرامية في السيطرة على الضفة الغربية.

وتحكي أن المشاهد العظيمة لعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة ترجمَ عمليًّا للعدو وللعالم أجمع مدى إيمان الفلسطينيين بأرضهم وتمكسهم بقضيتهم العادلة.

وفي ختام تصريحاتها تؤكّـد الناشطة الفلسطينية عريب أبو صالحة أن “شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ذاق من ويلات العدوّ أصنافاً مختلفة من العذاب من أسر وتعذيب وقتل وترهيب وحصار وتجويع ولم يستسلم، ومخطّطات العدوّ ستبوء كلها بالفشل ما دام هنا مقاومة وهناك محور مساند لها”.

 

جبهة الإسناد اليمنية بالمرصاد:

وأمام التحديات الكبرى التي تواجه الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، تؤكّـد جبهة الإسناد اليمني وقوفها الكامل والمطلق مع فلسطين شعباً ومقاومة، وهو ما أكّـده السيد القائد العَلَمُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في خطاب النصر، واضعاً النقاط على الحروف.

وقد كرّر السيد القائد هذه الرسائل في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، بتأكيده أن اليمن سيظل يراقب سير تنفيذ اتّفاق وقف إطلاق النار في كُـلّ مراحله، ومعاقبة العدوّ الصهيوني على أي خرق؛ ما يجعل اليمن الضامن الحقيقي والفعلي لتنفيذ الاتّفاق وحماية حقوق الشعب الفلسطيني سِلْمًا أَو حربًا.

وقد نوّه السيد القائد إلى أن القوات المسلحة اليمنية ستراقبُ وقفَ إطلاق النار وفي حالة عاود العدوان الصهيوني في حربه على الفلسطينيين فَــإنَّها ستعاودُ عملياتِها العسكرية وبما هو أشد تنكيلاً وتأثيراً على العدوّ الصهيوني.

وفي هذا السياق، تؤكّـد الناشطة الإعلامية والسياسية العمانية رحمة آل صالح، أن “جبهة الإسناد اليمنية لعبت دورًا كَبيرًا في تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية وثبات الشعب الفلسطيني”.

وتوضح في حديث خاص لـ “المسيرَة” أن جبهة الإسناد اليمنية مثلت “معضلة كبرى أمام الكيان الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين”.

وتشير إلى أن “المقاومة الفلسطينية وكما صمدت في مواجهة الكيان الصهيوني على مدى عام كامل ونيف في قطاع غزة ستواصل الصمود والانتصار في أية معركة قادمة سواء في الضفة الغربية أَو في قطاع غزة”.

وتلفت الناشطة رحمة آل صالح إلى أن “الحاضنة الشعبيّة الكبرى للمقاومة الفلسطينية ستسهم بشكل كبير جِـدًّا في إجهاض المؤامرات الصهيونية ودحضها”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com