“تسلّل ليلًا وهاجم فجرًا”.. عمليةٌ بطولية تحاكي هجومَ 7 أُكتوبر تحصُدُ صرعى وجرحى للاحتلال بحاجز قرب “طوباس”
المسيرة | متابعة خَاصَّة
يستخدم كيان الاحتلال الإسرائيلي تكتيك الحرب الصامتة في عدوانه المتواصل على الضفة الغربية المحتلّة، منذ أُكتوبر 2023م، متجاوزًا كُـلّ الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، من خلال عملياته القاتلة والجرائم المتعددة في “جنين وطولكرم وطوباس”، وغيرها من المناطق، ما يعني مزيدًا من الموت والدمار.
وفي سياق الرد المشروع على هذه الجرائم، شهدت قرية “تياسير” شرق “طوباس”، شمالي الضفة صباح الثلاثاء، عملية إطلاق نار بطولية نفذها فلسطيني داخل حاجز “تياسير” العسكري، حصد فيها أرواح 8 جنود صهاينة نفق منهم حتى الآن جنديين و6 إصابات بليغة.
هذه العملية تؤكّـد أن المجاهدين المقاومين الأبطال في الضفة لن يتوقفوا عن توجيه أقسى الضربات لجيش الاحتلال، ويثبتون للعدو أنه لن ينجح في كسر إرادَة الشعب ومقاومته، التي تستمر وتتصاعد، وأن كُـلّ مخطّطاته من ترحيل وضم سوف تسقط بفعل هذه الضربات وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه.
وفي تفاصيل المشهد؛ وصل المجاهد منفّذ العملية متنكرًا بزي جندي إسرائيلي إلى الحاجز العسكري قرب “تياسير”، وتمكّن من التسلل ليلًا إلى داخل المجمع العسكري؛ وهو أشبه بموقعٍ إسرائيلي سري، فتحصّن داخل برج للمراقبة، وأطلق النار باتّجاه الجنود واشتبك معهم.
بدوره؛ كشف تحقيق أولي لجيش الاحتلال عن تفاصيل هذه العملية التي أسفرت عن مصرع جنديين وإصابة 6 آخرين بجروح خطيرة، وبحسب رواية العدوّ، “خرج الجنديان من قبل برج المراقبة باتّجاه الحاجز القريب ضمن إجراءات التأهب عند الفجر، وكان المُنفّذ مترصدًا لهما عند مدخل الموقع وهو يرتدي سترة عسكرية ويحمل بندقية M-16 مع مخزنين للذخيرة، بعد أن تسلل مشيًا إلى الموقع خلال الليل ونفّذ هجومه مع أول ضوء.
واعترف جيش الاحتلال أن “منفذ العملية” تمكّن من الدخول إلى الثكنة العسكرية، لكنه “لم يصل إلى الطوابق العليا وتم تحييده بقنبلة يدوية ألقيت عليه”، موضحًا أن الحادث وقع في ساحتين، الأولى عند حاجز “تياسير” شرق “جنين”، وأُخرى داخل الحصن نفسه.
وذكرت إذاعة جيش العدوّ أن هوية منفذ العملية، “الشهيد”، “غير معروفة حتى اللحظة”، مشيرةً إلى أن منفذ العملية خطط لها منذ فترة طويلة واستخدم عدة سيناريوهات.
ويشير جيش الاحتلال إلى أن المنفذ باغت الجنديين من مسافة قصيرة جِـدًّا وأصابهما بجروح بالغة، ثم اندلعت اشتباكات استمرت عدة دقائق بين المنفذ الذي كان عند مدخل الموقع وبين 11 جنديًّا داخله، وخلال الاشتباك دخل المنفذ إلى الموقع وداخل برج المراقبة.
حينها، دفع جيش الاحتلال بقوة من المساندة إلى الموقع تتكون من قوة من جنود الاحتياط بقيادة قائد فصيلة وقوة بقيادة قائد الكتيبة، وانتشرتا خارج الموقع وأطلقتا النار تجاه المنفذ الذي كان يرتدي سترة واقية من الرصاص، وتحاول وسائل الإعلام العبرية عدم الخوض في التفاصيل كونها تكشف هشاشة جيش الكيان وضعف تراكيبه.
وتجدر الإشارة، إلى أن هذه العملية تأتي في ظل تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على شمال الضفة الغربية المحتلّة، إذ بدأ جيش الاحتلال في 21 يناير الفائت، عملية عسكرية على مدينة “جنين” ومخيمها، امتدت لاحقًا إلى مناطق أُخرى، بما في ذلك “طولكرم، وقباطية، وطمون”، مخلّفة شهداء وجرحى ونازحين، وتجريفًا واسعًا في البنى التحتية وتدميرًا للمنازل.