تحذيراتٌ الشهيد الرئيس الصماد وأحداث “طوفان الأقصى”
فتحي الذاري
خلال السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط العديد من الأحداث السياسية والاقتصادية الهامة التي أثرت بشكل مباشر على مستقبلها، وأحد أبرز هؤلاء هو الشهيد الرئيس صالح علي الصماد، الذي قدم تحذيرات مهمة حول التحديات التي تواجه اليمن والمنطقة، كانت تحذيراته تنبع من وعيه العميق بنوايا كيان الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني تجاه اليمن، واهتمامه بالاستقرار الوطني ووحدة الشعب.
قبل استشهاده كان صالح علي الصماد واضحًا في تحذيراته من نوايا الاحتلال الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أن هناك مؤامرات تسعى لزعزعة استقرار اليمن، أعرب عن قلقه من التدخلات الأجنبية، معتبرًا أن هذه التدخلات تسعى للسيطرة على باب المندب، وهو ما يُعد نقطة استراتيجية حيوية على مستوى الأمن الإقليمي والدولي.
كانت رؤيته تتضمن أهميّة فهم أن الاحتلال لا يقتصر على الجوانب العسكرية فحسب، بل يشمل أَيْـضًا محاولات لنشر الفتنة وعدم الاستقرار عبر زرع الأزمات والصراعات.
في وجه هذه التحديات الكبيرة، أكّـد الصماد على ضرورة الوحدة بين جميع القوى الوطنية في اليمن، كان يدعو لتفعيل الروح الوطنية وتعزيز التعاون بين مختلف الفصائل السياسية والاجتماعية، من خلال خطبه وأحاديثه، أشار إلى أن الاختلافات الداخلية لا يجب أن تكون عائقًا أمام مواجهة التهديدات الخارجية؛ بل يجب أن تكون دافعًا للوحدة والعمل الجماعي لحماية الوطن وركز الصماد بوضوح على أهميّة الحفاظ على السيادة الوطنية ورفض أي تدخل خارجي.
كان يؤمن بأن اليمن يمكنه الاعتماد على قوته الداخلية وهويته الإيمانية والثقافية للتصدي لأي نوع من الاحتلال، كانت تحذيراته تمثل رؤية شاملة تتجاوز الأبعاد الحزبية، حَيثُ سلط الضوء على أن اليمن يجب أن يتجنب أي نوع من الاستغلال الذي يمكن أن يشوه مستقبل أبنائه.
ومع تطور الأحداث في الشرق الأوسط، تأتي أحداث “طوفان الأقصى” لتسلط الضوء على طبيعة الصراعات الحالية وتطرح تساؤلات حول تأثير الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة بشكل أَو بآخر.
هذه الأحداث تؤكّـد واقع الصراع المُستمرّ، وتشير إلى أن التحذيرات التي أطلقها الصماد ليست مُجَـرّد تحذيرات نظرية، بل واقع ملموس يعيشه الكثيرون في المنطقة، يعزز “طوفان الأقصى” من الحاجة إلى وعي جماعي حول أهميّة الدفاع عن الحقوق الوطنية ومواجهة أية تحَرّكات تهدف لزعزعة الاستقرار وصياغة مستقبل جديد، وأن التحذيرات التي أطلقها الشهيد الرئيس صالح علي الصماد تتمتع بأهميّة متزايدة في ظل استمرار الصراعات والنزاعات في المنطقة.
إنها دعوة للجميع لتجاوز الحدود الوطنية وتعزيز التعاون بين جميع القوى اليمنية لحماية البلاد من الأخطار المحدقة، في ظل غياب حلول جدية من المجتمع الدولي، تظل مسؤولية التصدي للتحديات تقع على عاتق الشعب اليمني لتحقيق وحدته واستقلاله، وفي النهاية، تبقى تلك التحذيرات دليلًا على ضرورة التمسك بالقيم الوطنية والأمل في مستقبل أفضل.