وقد مكروا مكرَهم
محمد حسين فايع
إن تصريحات رأس الشيطان الأكبر المتكرّرة بشأن تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من غزة إلى الأراضي المصرية والأردنية، وتأكيده بأن كُـلّ من النظام المصري والنظام الأردني سيوافقان على تهجير الشعب الفلسطيني إلى أراضيهما، مؤكّـداً ومكرّرا سيفعلان، سيفعلان، سيفعلان؛ إنما هو بمثابة إعلان تدشيني لانطلاقة مخطّط شيطاني ماكر لن يقتصر على استهداف الحضور القيادي الإداري والسياسي لحركة حماس في إدارة قطاع غزة خَاصَّة، بل هو مخطّط يقضي بإنهاء كُـلّ حضور قائم وفي المستقبل لحركات وفصائل المقاومة في عموم فلسطين سواء أكان حضوراً سياسيًّا أَو إداريًّا أَو اجتماعيًّا أَو أمنيًّا أَو عسكريًّا.
أما مهمة تنفيذ المخطّط الأمريكي الإسرائيلي الخبيث فقد أوكلت إلى حكام وحكومات أنظمة وكيانات العمالة والتبعية والتطبيع في المنطقة؛ فكان انعقاد ما سُمِّيَ باجتماع القاهرة السداسي الذي ضم مصر والأردن والسعوديّة وقطر والإمارات والسلطة الفلسطينية وأمين عام جامعة الدول إعلانًا لبدء عملية التنفيذ، وبالتالي فَــإنَّ ما حدث في القاهرة كان اجتماعًا أعرابيًّا ظاهرُه فيه الرفض لدعوة ترمب إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من غزة إلى مصر والأردن أما باطنه فمن قبله المسارعة إلى الاستجابة لدعوة رأس الشيطان الأكبر والخيانة للأُمَّـة وللقضية الفلسطينية أـرضاً وإنساناً ومقدسات خدمة لكيان العدوّ الإسرائيلي.
وصدق الله العلي العظيم القائل: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} والقائل سبحانه وتعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
والقائل جل شأنه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقْتُلُوكَ أَو يُخْرِجُوكَ، وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.