تطاوُلٌ فاضح

ريما فارس

أثارت تعليقات المبعوثة الأميركية مورغان أوروتاغوس موجة من السخط في الأوساط اللبنانية، حَيثُ وصفها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بأنها “مشحونة بالكراهية وتفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية”. وقد أعاد هذا الخطاب فتح باب الجدل حول احترام سيادة لبنان واستقلال قراراته، معتبرًا أنه انتهاك صارخ للأعراف الدبلوماسية وتدخل غير مبرّر في الشؤون الداخلية.

يأتي هذا التصعيد الكلامي في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد، وسط أزمات اقتصادية خانقة وتعقيدات سياسية متراكمة. من الواضح أن مثل هذه المواقف لا تسهم إلا في تأجيج التوترات وزيادة الاستقطاب الداخلي، خُصُوصاً عندما تصدر عن مسؤولين يفترض أن يعكسوا التزام دولهم بمبادئ احترام السيادة والتعاون الدولي.

الأمر اللافت أن هذا التدخل لم يكن مُجَـرّد رأي عابر، بل حمل في طياته مساساً بمكون وطني أَسَاسي يشكّل جزءاً من النسيج السياسي اللبناني. إن التنوع السياسي والطائفي في لبنان ليس مُجَـرّد تفاصيل داخلية، بل هو ركيزة دستورية تتطلب احتراماً داخلياً وخارجياً لضمان استقرار البلاد.

يفتح هذا التحدي الباب أمام تساؤلات جوهرية حول حدود الدور الذي تلعبه القوى الكبرى في المنطقة، وكيف يمكن لهذا النوع من الخطاب أن يؤثر سلباً على أي مساعٍ لتقريب وجهات النظر أَو دعم الاستقرار. فبدلاً من دفع عجلة الحوار البناء، نجد أنفسنا أمام خطاب يرسّخ الانقسامات ويعزز التجاذبات.

إن هذا النوع من التطاول غير مقبول بأي معيار، فهو يتجاوز قواعد اللباقة الدولية ويستهين بمفاهيم السيادة الوطنية. ومن هنا، يجب أن يُواجَه بموقف حازم من جميع القوى الحريصة على كرامة لبنان وصون قراره الحر.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com